أغلب النساء الحوامل يشعرن برعب وخوف عند إصابتها بسكر الحمل، ولا تعرف كيفية التعامل معه وتراودها الظنون بأن جنينها سيُصاب بمرض السكري، ولكنه ببساطة هو إصابة تتعرض لها بارتفاع في مستوى السكر بالدم، حتى وإن كانت لا تعاني منه قبل ذلك، حيث من عوامل الإصابة به العامل الوراثي بالعائلة سواء من الأب أو الأم. وتُصاب به حوالي 6% من النساء بعد الشهر الأول من الحمل أو في نهايته، ويحدث المرض نتيجة اختلال في الهرمونات بسبب الحمل، مما يجعل الأنسولين يفشل في القيام بدوره في نقل السكر من الدم إلى العضلات وباقي أعضاء الجسم، وبالرغم من تضاؤل خطورة هذا النوع من السكر بالنسبة للأنواع الأخرى؛ فيجب الاهتمام بعلاجه منعا لأي مضاعفات قد تصيب الأم أو الجنين. هذه الحالة تستمر مع الحامل حتى نهاية فترة الحمل، وغالبا ما تنتهي بعد الولادة، لكن هناك نسبة ضئيلة من السيدات تبقين مصابات بالسكر حتى بعد الولادة، وعادة ما يتم الآن إجراء تحليل الجلوكوز بشكل روتيني في الأسبوع ال26 من الحمل لمعرفة احتمال إصابة الحامل به، وقد تتسبب البدانة أثناء الحمل في سن متقدم (35 سنة) مثلاً، في الإصابة بالمرض نفسه، وبارتفاع في ضغط الدم. وقد تظهر الأعراض من خلال زيادة كمية البول وزيادة عدد مرات التبول، بالإضافة إلى العطش والجوع الزائدين، وهنا يجب أن تقوم المرأة بتحليل للكشف عن نسبة السكر في الدم للتشخيص المبكر لهذه الحالة. العلاج تشير التقارير الطبية إلى أن ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يضر الحامل وجنينها، وإذا لم يتم علاجه سيكون حجم الطفل كبيرا؛ مما قد يؤدي إلى حدوث مشاكل عند الولادة، بل وقد يتوفى الجنين في الرحم بطريقة مفاجئة إذا كبر حجم الطفل عن اللازم، وغالبا ما يتم اللجوء لولادة قيصرية. وعقب الولادة يجب أن يوضع الطفل تحت ملاحظة شديدة، ويتم إرضاعه وإعطاؤه جلوكوز بعد الولادة، كما يجب أن يتم عمل تحاليل دورية للطفل لتجنب هبوط السكر الحاد، ويمكن أن يطلب من الحامل تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر المصنع في الحلويات، وبدلا من ذلك يمكن أن يُطلب منها تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر الطبيعي، مثل الفواكه، وفي حالات أخرى يتم معالجة الحامل بجرعات من الأنسولين عن طريق الحقن. ويعود مستوى السكر لطبيعته بعد الولادة مباشرة، وتشفى الأم من المرض تماما في معظم الأحيان، وقد يستمر المرض لأربعة أشهر بعد الولادة، وفي بعض الحالات القليلة قد يتطور إلى النوع الثاني من مرض السكر؛ وذلك بسبب الإهمال وعدم تقليل الكربوهيدرات في الغذاء، ويجب العلاج حتى لا يتطور المرض.