أكد المفكر الدكتور سليمان عبد المنعم الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي أن الساحة الثقافية العربية في حاجة ماسة إلى تكامل جهود المثقفين ورجال الأعمال الذي يشعرون بالمسئولية الاجتماعية والثقافية لهم لعلاج مشكلات الأمة والنهوض بها من كبوتها . وأوضح أن مؤسسة الفكر العربي ترعى المبدعين العرب في مختلف المجالات وترفض التعصب بكل صوره وتحرص على استقلاليتها حتى تستطيع أن تحقق أهدافها الطموحة التي تبدأ من تشخيص مشكلات الواقع الثقافي العربي ومحاولة وضع الحلول الجادة من خلال التعاون مع صناع القرار والخبراء، وخاصة في مجالي التعليم والتنمية . ودعا سليمان إلى ربط التعليم بسوق العمل والاستفادة من تجارب الدول الأخرى، حيث سيعرض المؤتمر السنوي للمؤسسة الشهر القادم تجربة فنلندا في التعليم باعتبارها الأفضل على مستوى العالم . وأشار إلى إدراك المؤسسة لأهمية قضايا الشباب وهويته في عصر العولمة، ولهذا ستتم استضافة 75 شابا من مختلف الدول العربية و25 من صناع القرار والخبراء العرب للدخول في حوارات جادة ضمن مقهى الشباب، كما سيتم التواصل الدولي من خلال المقهى العالمي . وكشف أمين عام مؤسسة الفكر العربي عن وجود إستراتيجية للتعاون الدولي بين المؤسسة وبين المنظمات العالمية التي تهتم بقضية الترجمة، باعتبارها من أدوات النهضة ومواكبة التقدم الذي توصل إليه العالم في مختلف مجالات العلم والمعرفة . وفي الحوار تفاصيل أخرى . . ٭ في البداية نود التعرف على الدور الذي تؤديه مؤسسة الفكر العربي في خدمة الثقافة العربية منذ إنشائها حتى الآن . - لا بد أن يعرف المواطن العربي أنه تم إنشاء المؤسسة في 23 أكتوبر عام 2001 برئاسة الأمير خالد الفيصل الذي يتعاون مع مجلس الأمناء الذي يضم مجموعة متميزة من المثقفين العرب ورجال الأعمال الذين لهم اهتمامات بما يجري على الساحة الثقافة العربية ليكون هناك تزاوج وتكامل بين الفكر ورأس المال في إطار مبادرة تضامنية للعمل التطوعي بعيدا عن أي تأثيرات قطرية أو توجهات سياسية، ولهذا كان الحرص على أن تحمل المؤسسة في مرسومها التأسيسي رقم 6605 في لبنان أنها " مؤسسة دولية أهلية مستقلة وليس لها ارتباط بالأنظمة أو التوجهات الحزبية أو الطائفية " . ويتضح من أهداف المؤسسة أنها تهدف إلى توظيف المال الذي قدمه مجموعة من رجال الأعمال المؤمنين بالدور الثقافي والاجتماعي لرأس المال في النهوض بالأمة وإعلاء ثوابتها ومبادئها والإسهام في التنمية الثقافية للمجتمع العربي وتعزيز قيم التواصل الإنساني، وذلك عن طريق ترسيخ الأفكار ونبذ كل دواعي الفرقة والتعصب ووضع المصلحة العربية العليا فوق أي مصلحة، لأن المصلحة العربية العامة هي هدف القائمين على المؤسسة . وتعنى المؤسسة سنويا بتكريم الرواد المبدعين وذوي الدور الفعال في خدمة الأمة، سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات، وذلك من خلال جوائز الإبداع في سبعة مجالات عن طريق منح المتميزين جوائز قيمة كل منها 50 ألف دولار، والفروع السبعة هي الإبداع العلمي والتقني والأدبي والمجتمعي والاقتصادي والإعلامي والفني، وستضاف جائزة جديدة ابتداء من العام القادم عن الإبداع الإداري، باعتبار أن الإدارة الناجحة والمتميزة من أهم وسائل نهضة الأمة، ولهذا نحرص على أن يكون الفائزون من مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى أن المؤتمر السنوي يكون كل عام في دولة عربية . قضايا حيوية ٭ تعقدون المؤتمر السنوي السابع في 13 نوفمبر القادم في القاهرة تحت رعاية رئيس الجمهورية هنا في مصر فما أهم القضايا التي سيناقشها؟ يمثل موضوع " ثقافة التنمية " المحور الرئيسي لمؤتمر " فكر " 7 مع التركيز على قضايا محورية، هي قضايا التغيير والتعليم والإعلام والعولمة بهدف توظيف الثقافة في التنمية في الوطن العربي، وذلك من خلال مشاركات فعالة من رجال الفكر والخبراء .- والمهتمين بقضايا التنمية ودعم التفاعل والحوار بين مختلف المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية لتنشيط ثقافة التنمية والتعرف على الرؤى والإستراتيجيات الجديدة ومواجهة التحديات التي تعترضها ويناقش الحاضرون من مختلف الدول العربية كيفية دعم الموارد البشرية والاقتصادية الكفيلة بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة مع التأكيد على أهمية التكامل العربي والتواصل الدولي لتطوير معايير الثقافة والتنمية في المجتمع العربي، وخاصة بين الشباب الذين يمثلون 60 ٪من تعداد السكان . مقهى الشباب ٭ لا شك أن الشباب يمثلون أساس أي نهضة تنموية ثقافية عربية، فماذا ستقدمون للشباب في مؤتمركم؟ - يتم تخصيص يوم 13 نوفمبر لفكرة مبتكرة أطلقنا عليها " مقهى الشباب " حيث ستتم استضافة 75 شابا مشهودا لهم بالنشاط والكفاءة والتميز من كل الدول العربية وممثلين لكافة التيارات الفكرية، ليدور حوار بينهم وبين 25 مسئولا عربيا من صناع القرار المهتمين بقضايا الشباب حول قضية محورية هي " هوية الشباب العربي " ، وسيتم عمل مائدة مستديرة يتم خلالها طرح كافة الآراء حول القضية، فضلا عن طاولات حوار تتألف كل منها من أربعة شباب يمثلون خلفيات وتجارب مختلفة ومعهم أحد القادة من المفكرين، ويتبادل المشاركون الأماكن فيما بين طاولات الحوار خلال جولات الحوار في المقهى لتوسيع النقاش وتبادل الأفكار . وللعلم فإن الحضور من الجنسين ممن تتوفر فيهم العديد من الشروط وأهمها أن يتراوح العمر بين 16 سنة ولا يزيد عن 30 سنة، وأن يكونوا ممن لديهم تجربة في منظمات غير حكومية أو مؤسسات اجتماعية أو مراكز بحثية أو منظمات شبابية دولية أو وطنية، ومن المتحمسين للعمل التطوعي وتطوير مشاريع ثقافية . الهوية في خطر ٭ لماذا تم اختيار موضوع الهوية ليتحاور الشباب حوله؟ - لا شك أن الهوية العربية لدى الشباب في خطر في عالم العولمة التي مثلما لها جوانب إيجابية لها العديد من الجوانب السلبية، وخاصة ما يتعلق بالهوية، حيث يعمل الغرب على مسخ هوية بقية شعوب الأرض، وخاصة في الوطن العربي وجعلهم نسخا من المنظومة الغربية حتى يسهل السيطرة على العالم بعد مسخ هويته أو محوها إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولذلك رأينا أنه من المهم التأكيد على أهمية اعتزاز الشباب بهويتهم من خلال مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالهوية مثل : ما هي الهوية العربية؟ وماذا يعني أن أكون عربيا؟ ما هي الهوية العربية التي نريد أن نورثها لأحفادنا؟ ويتخلل ذلك محاضرات لكبار المفكرين المتهمين بالقضية ليتحدثوا عن النهضة العربية الجديدة وخلق ثقافة التفاؤل واستشراف الآفاق المستقبلية، وهذا لا يعني الانفصال عن العالم أو العزلة عنه، وإنما الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والاعتزاز بالجذور مع التعايش بوعي مع المتغيرات الدولية التي يعيش فيها العالم الآن . ٭ هل هناك مشروعات أخرى تهتم بالشباب لديكم؟ نشارك في مشروع " شباب من أجل التغيير " بالتعاون مع منظمة it global taking ومكتبة الإسكندرية، وهو عبارة عن منتدى مفتوح للتحاور وطرح الأفكار وتعزيز طرق مساهمات الشباب ليكونوا أكثر فعالية في تغيير واقع مجتمعاتهم إلى .- الأفضل ومواجهة أي تحديات تعوق روح الابتكار والإبداع المقهى العالمي ٭ ومن الأفكار المبتكرة في المؤتمر " المقهى العالمي " فماذا يقصد به؟ يقصد به فتح نافذة حوارية على العالم في مختلف التخصصات المعرفية والقضايا الهامة التي تخص البشرية كلها، وذلك من خلال مناقشتها بشكل عميق وبكل حرية وبلورة الجيد منها في قابل للاستفادة منه بعد أن يتم التوافق عليها بشكل .- جماعي، وخاصة أن الجميع في هذا المقهى يسعون إلى تحقيق أهداف مشتركة وتحفيز التغيير للأفضل وتغيير كل المعوقات التي تقف في سبيل ذلك مع احترام خصوصية الشعوب وثقافاتها وأديانها وسيتم التركيز في المقهى العالمي على قضية التعليم في الوطن العربي، ويسمح بالمشاركة لكل من له اهتمام بالقضية التعليمية من صناع القرار وواضعي السياسات التعليمية وغيرهم، وسيناقش الجميع مستقبل التعليم في المنطقة العربية ودور المدرسة في ذلك، وخاصة أن هناك آراء متعددة إيجابا وسلبا عن العملية التعليمية في الوطن العربي، وقد يعمل استفتاء حول إمكانية توحيد المناهج العربية وطرح العديد من التجارب الناجحة في تطوير العملية التعليمية والتربوية في العالم وكيفية الاستفادة منها، ومنها على سبيل المثال النظام التربوي في فنلندا لأنها الدولة التي شهد العالم بنجاحها في تطوير نظامها التعليمي إلى مستوى جعلها تحتل أعلى النتائج الوطنية للعام الثاني على التوالي في اختبار الإنجاز الدولي المعروف . Pisa باسم وستتم استضافة خبراء من فنلندا، بالإضافة إلى الخبراء التربويين العرب للاستفادة من التجربة الفنلندية ودراسة كيفية استفادة الدول العربية منها، وهذه خطوة هامة لتحقيق النهضة المنشودة التي يحلم بها كل عربي إذا تمت معالجة جوانب القصور الحالية والاستفادة من تجارب الدول التي حققت تقدما في هذا الميدان الحيوي، فإنه لا يمكن تحقيق النهضة إلا من خلال إصلاح التعليم . أمراض التعليم ٭ إذا كنتم تؤمنون أنه لا تقدم إلا من خلال تطوير التعليم فلا بد من تشخيص أمراض التعليم الحالية حتى يسهل العلاج . . فما الخطوات التي اتخذتها مؤسسة الفكر العربي في هذا الميدان؟ - نحن نحرص على فتح خطوط اتصال وتفاهم مع كل المسئولين في الوطن العربي ابتداء من الرؤساء والملوك وصناع القرار حتى الخبراء والمثقفين في مختلف المجالات، وخاصة في التعليم والتنمية، ومن هذا المنطلق قامت مؤسسة الفكر العربي بتمويل مشروع طموح أطلقنا عليه اسم " تمام " ، ويهدف إلى النهوض بالعملية التربوية العربية وعلاج مواطن القصور من خلال دراسات ميدانية تدرس الواقع التعليمي والتربوي في مختلف الدول العربية، وخاصة أن هناك إجماعا على ضرورة تحسين النظم التربوية في الدول العربية، وقد ذكر تقرير البنك الدولي لعام 2008 أن هناك فجوة بين ما تقدمه أنظمة التربية العربية وحاجات وأهداف التنمية، كما حذر تقرير التنمية العربية من تدهور التعليم العربي وضرورة اتخاذ خطوات جادة لإصلاحه في عصر العولمة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى . وشاركت المؤسسة في أبريل الماضي في تنظيم المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم الذي عقد بالمغرب تحت رعاية الملك محمد السادس وشارك فيه خيرة عقول الأمة في هذا الميدان الحيوي الذي يعتبر إصلاحه مسألة حياة أو موت بالنسبة لحاضر الأمة ومستقبلها، وفي نفس الوقت لا بد أن نسجل بعض المؤشرات الإيجابية في مجال التعليم، مثل إلزامية التعليم الابتدائي وتضاعف أعداد طلاب المرحلة المتوسطة والجامعية وانخفاض الأمية في العديد من الدول العربية، ولكن لا بد من ربط التعليم بسوق العمل واحتياجاته حتى يتم القضاء على الفجوة الحالية التي أدت إلى زيادة البطالة بين المتعلمين، وفي نفس الوقت لا بد من تنشيط إستراتيجية المشروعات التنموية الصغيرة الكفيلة بدفع عجلة التنمية مثلما فعلت العديد من الدول، وخاصة النمور الآسيوية . ٭ يتواكب انعقاد المؤتمر السابع هذا العام مع إعلانكم لنتائج التقرير العربي للتنمية الثقافية الذي تتبناه مؤسستكم . . فماذا يتضمن التقرير؟ - هذا التقرير يعد خطوة جادة بمبادرة من الأمير خالد الفيصل الذي سيعلن تفاصيله قريبا، ويتناول تشخيص الواقع الثقافي العربي سلبا وإيجابا من خلال تقديم كافة المعلومات والإحصائيات والرؤى لتكون في متناول واضعي السياسات وصانعي القرار في المجال الثقافي بحيث يرصد ويحلل مكونات اقتصاد المعرفة في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتعليمية باعتبارها من أهم أسس التنمية المستدامة التي نطمح جميعا إلى تحقيقها، وسيكون هذا التقرير فريدا من نوعه نظرا لما يتضمنه من حقائق يمكن الاستفادة منها في تغيير الواقع الثقافي العربي إلى الأفضل في مختلف المجالات . إستراتيجية عالمية للترجمة ٭ نجحت مؤسسة الفكر العربي في طرح مشروعها للترجمة بالتعاون مع المؤسسة الفرنسية العالمية الشهيرة . . decouverte la فما هي طموحاتكم في هذه القضية الخطيرة التي تأخرنا فيها كثيرا؟ - أصبحت الترجمة قضية حيوية، وقد اعتمد عليها العرب في إقامة حضارتهم الزاهرة في الماضي، ولكن واقعنا الآن مؤلم، ويكفي أن نذكر ما عرضه تقرير التنمية الإنسانية للأمم المتحدة في بداية هذه الألفية الذي كشف معلومة محبطة، وهي أن إجمالي ما ترجمه العرب منذ عهد الخليفة المأمون حتى الآن يعادل ما تقوم دولة أوروبية واحدة هي إسبانيا بترجمته في عام واحد، من هنا تأتي أهمية توجهنا الجديد لعلاج هذا الخلل، وخاصة سلسلة الكتب المترجمة الشهيرة التي تتبناها المؤسسة الفرنسية وعنوانها " حضارة واحدة " ، وقد حصلنا منها على حق ترجمة كتاب هام مكون من أكثر من جزء، ويتضمن دراسات هامة لمتخصصين في العديد من القضايا الحيوية الدولية، وعنوان الكتاب " أوضاع العالم " 2008 ونسعى إلى ترجمة كتاب هام كل ثلاثة أشهر، ويعقبه في مرحلة تالية كتاب شهري في مختلف المجالات لتقليل الفجوة الكبيرة بيننا وبين العالم . ٭ ألا ترى أن عنوان " حضارة واحدة " مثير للريبة من أنها تريد العالم كله نسخة من الحضارة الغربية، وهذا يعني طمس هويتنا وهوية بقية الشعوب غير الغربية . - يقصد بالحضارة الواحدة هنا الحضارة الإنسانية التي تضم ثقافات متعددة يجب عليها أن تتعاون في سبيل مصلحة الإنسانية باعتبار أن الجميع ينتمون إلى حضارة إنسانية واحدة متعددة اللغات والثقافات والمدارس المعرفية، وبالتالي لا داعي لهذا التخوف الذي قد يثيره اسم مشروع الترجمة، بل علينا أن نحدث ثورة في مجال الترجمة حتى نستطيع مواكبة التقدم المذهل في كافة الميادين في عالم أصبح قرية كونية صغيرة، ومصلحة أبنائها أن يتفاهموا ويتعاونوا في سبيل المصلحة العامة، وليس من مصلحة أحد فرض هيمنته أو استبعاد الآخر، ومن الأفضل للجميع أن يتعاونوا في إطار اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في باريس عام . 2005 وقد سعدنا بوجود العديد من مبادرات دعم الترجمة، مثل قيام الملك عبد الله بتخصيص جائزة دولية قيمة للمتميزين في مجال الترجمة، وكذلك مبادرات أخرى مشابهة في العديد من الدول العربية، مثل المركز القومي للترجمة في مصر، ومؤسسة محمد بن راشد في الإمارات، ولكن أمتنا في حاجة إلى المزيد وبكثافة، ولكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه خطوة نتمنى أن تتبعها خطوات من كل الدول العربية . العقول المهاجرة ٭ لا يمكن فصل هذه القضية عن أهمية التواصل مع العقول العربية المهاجرة التي اعترف الغرب بإسهامها في حضارته . . فهل تعمل مؤسستكم على التواصل مع هؤلاء؟ - بالتأكيد . . لأننا نتخذ من الخطوات كل ما من شأنه دعم المنظومة الثقافية العربية التي لا تقتصر على المقيمين على الأراضي العربية فقط، بل تمتد إلى كل عربي أثرى المعرفة والثقافة العربية، والدليل ما تم في الفائزين بجوائز الإبداع التقني هذا العام التي فاز بها الدكتور فواز تيسير العلني، وهو عربي سوري يحمل الجنسية الأمريكية ووصل إلى أعلى مستوى علمي في الولاياتالمتحدة منذ انضمامه إلى هيئة التدريس بجامعة ميتشجان منذ عام 1984، وتولى العديد من المشروعات الناجحة التي مولتها وكالة ناسا بهدف تطوير أجهزة استشعار رادارية للأقمار الصناعية، ومدير ومؤسس لمركز تقنية تيراهيرتز الذي تموله وكالة الفضاء ناسا، وشغل منصب نائب رئيس جامعة ميتشجان، وحصل على العديد من الأوسمة والجوائز، أهمها جائزة الإنجاز البارز في علم الأرض والاستشعار عن بعد عام 1983، وجائزة الإنجاز من وكالة ناسا عام 1990، وميدالية توماس أديسون، وهي أقدم وأرفع وسام في مجال الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسب الآلي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويشغل حاليا منصب وكيل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية بعد عودته إلى أرض العرب . ٭ ما هي أهم السمات التي تميز الفائزين بجوائز هذا العام؟ - جمعت جوائز هذا العام بين تكريم المؤسسات التي لها دور إيجابي في خدمة الثقافة العربية مثل مشروع مكتبة الأسرة في مصر التي أشاد بها العالم بعد أن وصل عدد النسخ التي طبعها إلى 70 مليون، وزاد عدد المستفيدين منه على 21 مليون قارئ اشتروا إصدارات متميزة مضمونا وشكلا بأسعار زهيدة في متناول الغالبية العظمى من القراء الذين اشتروها من 18 ألف مكتبة تم إنشاؤها في مختلف محافظات مصر، ونتمنى أن تنقل مختلف الدول الغربية نفس التجربة لأنها وسيلة فعالة في محاربة الأمية الثقافية التي تعاني منها أمتنا في وقت أصبح فيه كثير من الدول المتقدمة تعتبر الأمي فيها من لا يجيد الكمبيوتر، وليس من لا يجيد الأبجدية كما هو المقياس لدينا في الوطن العربي . وحرصت اللجنة المشكلة لاختيار الفائزين على تأكيد الوحدة التي تجمع مسلمي ومسيحيي الأمة، فوقع الاختيار على جمعية الشبان المسيحية في القدس؛ لأنها من أولى مؤسسات الإقراض الصغير في فلسطين، حيث أطلقت برنامجا لتمويل المشروعات الصغيرة عام 1992 استهدفت أبناء الفئات الاجتماعية الفقيرة والمهمشة، وخاصة من أرباب المهن، سواء كانوا مؤهلين عمليا أو مهنيا، والذين يعانون من عدم توافر فرصة عمل دون أي تفرقة بين أبناء فلسطين بسبب دينهم . . بل إن المفاجأة أنها كانت سباقة في تطبيق أساليب تمويل إسلامية، وقد نجحت في الانتشار الواسع في محافظات الضفة الغربية وغزة، وبالطبع في القدس، واستطاعت الخروج بآلاف الأسر من مستنقع الفقر، بل تحويلهم إلى عناصر منتجة وناجحة تنتج أشياء يحتاجها السوق الفلسطيني، واستطاع بعض أصحاب المشروعات تخطي ذلك إلى السوق العربي بعد أن حققوا نجاحا كبيرا . ٭ أكدتم أن مجلس الأمناء يضم مجموعة كبيرة من المثقفين ورجال الأعمال العرب . . فمن أشهرهم؟ القائمة طويلة، وأخشى أن أنسى أحدا لأنهم جميعا من خيرة العقول المثقفة من مختلف الدول العربية، ومنهم الأمراء والمفكرون ورجال الأعمال، وهم موزعون بين مجلس الأمناء ومجلس الإدارة والأعضاء المشاركين والهيئة الاستشارية، وفي كل لاين- مجموعة من يشار إليه بالبنان، وهم جميعا سواء في الرغبة في الخروج من المأزق الحالي واللحاق بركب التقدم بكل صوره . إسلام أون