برغم مهامه السياسية كأحد أهم أركان الدولة, كان الأمير سلطان- رحمه الله– نهراً من الخير يمتد للجميع فى الداخل والخارج, فكانت استجابته لاحتياجات المحرومين والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة سريعة، وتدخلاته لصالحهم فعالة. وكان انطلاق مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية في 20 شعبان عام 1415ه، تتويجا لأعمال الأمير في إنشاء كيان مؤسسي كبير يضمن الاستمرارية والنمو لمسيرة الخير، وللمؤسسة العديد من البرامج، والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها, منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة. كما أنشأ سموه - رحمه الله– مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، التي اتسع نشاطها لتهتم بالفئات الأقل حظاً، وبذوي الاحتياجات الخاصة. ومدينة الأمير سلطان شريكة مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المعاقين ودور الأيتام، ولها تبرعات والتزامات سنوية معها. كذلك أنشأ سمو الأمير الراحل عدداً من مؤسسات العمل الاجتماعي والخيري، التي عهد لها بتشجيع الطاقات السعودية، في المجالات العلمية والطبية، ومراكز العلوم والتقنيات الحديثة، التي تضمها مدينة الأمير سلطان للعلوم الإنسانية. كما أنشأ مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية للإسكان الخيري، التي عملت على تأمين السكن المناسب للمحتاجين في مناطق سعودية مختلفة. وكانت القارة الأفريقية حاضرة على أجندة الأمير سلطان، فساهم في سد الاحتياجات الإنسانية الملحة، وأنشأ لجنة الأمير سلطان للإغاثة، التي عهد لها بتلبية احتياجات الملايين من الفقراء، والتي بدأت عملها في دولة النيجر عام 1998م بتوجيه منه- رحمه الله- باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها مالي عام 1419ه الموافق 1999م، وفي عام 1421ه 2000م امتد عملها إلى تشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى. وعرفاناً من الإنسانية بأفضاله, تم اختياره لجائزة الشخصية الإنسانية لعام 2002م وهي الجائزة التي مُنحت له من قِبل مركز الشيخ راشد آل مكتوم في الإمارات، حيث حصل على أكثر من خمسة آلاف ترشيح محايد ضمن ترشيحات بلغت عشرة آلاف ترشيح وصلت إلى اللجنة المعنية بالترشيح بعد أن قدم كل بلد مرشحيه، حيث نال الأمير سلطان ثقة 53 من المشاركين في التصويت على الرغم من أن كل واحد له مرشح من أبناء بلده، بينما توزع باقي الأصوات على عشرات المرشحين من أكثر من 20 دولة.رحم الله سلطان الخير