اختتمت مساء الثلاثاء فعاليات مهرجان «ربيع الشعر العربي» الذي تقيمه مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في موسمه الخامس، الأمسية التي احتضنها مسرح مكتبة البابطين أدارتها الشاعرة د. نجمة إدريس وضمت باقة من الشعراء العرب. البداية كانت مع الشاعر الكويتي سالم الرميضي الذي ألقى عدة قصائد منها «الوصل ممنوع» التي قرأها بالفصحى ثم أعاد قراءتها مرة اخرى باللهجة الشعبية : من لقلب كل ما طاب الكرى حن بالتذكار للماضي الندي بات يرعى النجم في ليل السرى ذاهلا بين الثريا والجدي من خيال عابر لما سرى تاه في ليل الغرام السرمدي القدس نادت ثم قرأ الشاعر حسن سولي من جزر القمر قصيدتين عن أفريقيا والأخرى عن القدس وجع العروبة: القدس نادت ذوي الإيمان ان جاهدوا ناكثي الإيمان وناضلوا يا رجالي دوما واستمسكوا عروة الرحمن أما الشاعر المصري أحمد فضل شبلول فتغني في الكلمة: غنينا للكلمة حين تكون نقية للكلمة حين تكون رصاصة صدق في صدر الوساس الخناس للكلمة حين تمد غطاء فوق قلوب الناس غنينا للكلمة «لعل» و «سوف» وتذكر الشاعر سعيد شوارب في أبياته أغاني العمر التي أيقظتها الكويت حتى مل من «لعل» و «سوف»: تنبه في القلب ما كان أعفي أغاني عمر، من النيل أصفي حنينا إذا أيقظته الكويت تلفت قلبي شوقا، ورفا يحوم ظمآن فوق الكويت جناحان من وهج الشوق شفا أما الشاعر الكويتي عبد الله الفيلكاوي فيتحسر على ما كان يخشاه من فراق الحبيب الذي جاء قبل حلول الوعد: قد كنت أخشى فراقا بعد موعدنا هانحن قبل حلول الوعد نفترق كم ساعة في يد الأزمان تقبضنا الموت والبعد والنكران والقلق كأنهم باجتماع طارئ عقدوا أني انا صيدهم في هذا اتفقوا مأساة العراق وفي نص شعري عميق بعنوان «أنتم سادة» يجسد الشاعر العراقي فارس حرام تاريخ العراق ومأساته برسالة إلى بعض ساسته من بعض الشعراء: انتمُ سادة ونحن رواة جمعتنا على النقيض الحياة وأرتنا ما يضحك الضد في الضد: تجاعيد ضحكة مبكيات كلما كان نادرا ان تكونوا من جديد: كانتكمُ النكبات أما الشاعر محمد كليم من جزر القمر فيرسل عبر أبياته صرخة لمن يعنيهم الأمر لحالة الأمة العربية التي يرثى لها: الصوت يحجز والأنفاس تختنق والجسم تنخره الآلام والأرق أعيس بين سبات الهم منشطرا أذوق مر الردي والقلب يحترق فالنفس ذائبة في الهم هالكة والدمع منهمر تزجى له الحدق وسار فسرت أما الشاعرة السورية بهيجة إدلبي فتعبر بلغة مفعمة وقريبة إلى الابتهال عن تيه العتمة بحثا عن الآية الكبرى: وسار فسرت الحزن يملأ أحرفي سألت فقال الصمت قد يرسل الفكرا فقلت ولكنا دخلنا بعتمة كأنا بتيه ما لعتمته أخرى حلاوة الفنجان كان الختام مع الشاعر السعودي جاسم الصحيح حيث صاغ أبياتاً تعج الصراع المشتعل بداخله بين الشك واليقين: الحُبُّ حَلَّفَني بألاَّ أتركَ (ال- تُفَّاحَ) مصلوباً على الأغصان. روحي تحنُّ إلى الغيوب. كأنَّها وُع.دَتْ هناكَ بس.رّ.ها الفَتَّان. في داخلي بُنٌّ يصارعُ سُكَّراً كيما تزيدَ حلاوةُ الفنجان.