بدأت السلطات الهندية امس تحقيقا شاقا غداة 12 هجوما انتحاريا في شمال شرق البلاد اوقعت 76 قتيلا و 300 جريح ونسبت الى حركة تمرد انفصالية يدعمها ربما اسلاميون . واسفر انفجار 12 قنبلة عن مجزرة في اقل من نصف ساعة في غواهاتي كبرى مدن ولاية اسام التي استهدفتها ست قنابل مزقت اجساد 43 شخصا . وفجعت ثلاث مناطق اخرى في هذه الولاية النائية بمقتل نحو ثلاثين شخصا . وواعلن سوباس داس اكبر مسؤول اداري في وزارة الداخلية في ولاية اسام ان 76" شخصا " في الاجمال قتلوا بينهم 15 شخصا قضوا متاثرين بجروحهم ليلا . الا ان السلطات المحلية لم تتلق اي اتصال بشان تبني الاعتداءات، لكنها تشتبه في ان حركة تمرد " جبهة تحرير اسوم " التي تشن كفاحا مسلحا منذ 1979 من اجل استقلال اسام، قد تكون حصلت على مساعدة اسلاميين اتوا من بنغلادش المجاورة . وكان قائد اجهزة الاستخبارات في اسام خاجن شارمنا اعلن ان " قوات جهادية قد تكون وراء كل ذلك بالتنسيق مع متمردين محليين ". وبالفعل، تم رصد مجموعات صغيرة من المسلمين الاصوليين في المنطقة ولا سيما حركة الجهاد الاسلامي التي تتخذ من بنغلادش مقرا لها . وفي السنوات الاخيرة، تعرضت الهند بانتظام لضربات ارهابية . ومنذ نوفمبر 2007 ، اوقعت عدة اعتداءات تبنتها المجموعة الاسلامية المحلية " المجاهدون الهنود " 150 قتيلا في كافة ارجاء البلاد، بينهم 24 قتيلا في سبتمبر في نيودلهي . وندد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سيننغ باسوأ هجوم على الاطلاق نفذ في ولاية اسام، معتبرا انه " ارهابا وحشي وجبان ". لكنه تجنب اتهام اي جهة، خصوصا وان " جبهة تحرير اسوم " سارعت الى التأكيد انها " غير متورطة باي طريقة في هذه الانفجارات ". وبدأت الشرطة تحقيقها الطويل باستجواب نحو عشرة اشخاص . واعلن مسئول رسمي رفض الكشف عن هويته " يجب ان نكون قادرين على تحديد الاشخاص او المجموعات المتورطة ". وقد رفع الجمعة حظر التجول الذي فرض على غواهاتي، لكن مئتي شخص غاضبين لغياب اجراءات لمكافحة الارهاب، لا يزالون يتظاهرون ويتواجهون من حين لاخر مع رجال الشرطة بعنف . واعلن احد السكان جيبان كابوتي " لن نستسلم للخوف من الارهابيين ". ومع كل اعتداء في الهند يتأجج الجدل حول التقصير في سياسة مكافحة الارهاب داخل عاشر قوة اقتصادية في العالم وحيث لا تؤدي التحقيقات بشكل عام الى اي نتيجة . ويشكل شمال شرق الهند جيبا تحده بوتان والصين في الشمال، وبورما في الشرق وبنغلادش في الغرب . وتشهد ولايات مانيبور وناغالاند واسام وميغالايا وتريبورا وميزورام الفدرالية حركات تمرد تطالب بالانفصال او بحكم ذاتي واعمال عنف طائفية اوقعت خمسين الف قتيل منذ استقلال الهند في اغسطس .1947 وفي ولاية اسام المعروفة بزراعاتها المتميزة من الشاي عند سفوح التلال، اوقعت اعمال العنف عشرة الاف قتيل في غضون عشرين عاما . لكن حركة تمرد " جبهة تحرير اسوم " التي كانت في وقت من الاوقات شعبية، فقدت دعم مجمل السكان منذ ان بدات الاعتداءات داخل المدن تودي بحياة مدنيين . وولاية اسام التي يقطنها 26 مليون نسمة، تضم ربع المهاجرين من ولايات اخرى في الاتحاد الفدرالي الهندي، بينهم 800 الف هندي من بيهار . وهي تشهد باستمرار توترا طائفيا . وقد اوقع اعتداء نسب الى " جبهة تحرير اسوم " 62 قتيلا في يناير 2007 ، خصوصا من المهاجرين الذين يتكلمون الهندية وليس اللهجة المحلية .