واصل المؤتمر العالمي الثالث لكلية طب الأسنان الذي تستضيفه جامعة الملك عبدالعزيز أعماله بعقد جلسته العلمية الرابعة عن سرطانات الفم بحضور 500 طبيب وطبيبة ومهتم . وناقش الأطباء المشاركون أحدث التطورات في تشخيص وعلاج سرطانات الفم حيث غطت المحاضرة التشخيصات السريرية والمخبرية للآفات السرطانية لتمكين التشخيص المبكر بالإضافة إلى إرشادات طرق العلاج المستخدمة حالياً. وكشف استشاري جراحة الوجه والفكين في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور باسم طارق صالح جمال، أن أورام الفم في المملكة تحتل المرتبة الثالثة من مجمل الأورام الأخرى بينما تحتل المرتبة 12 في الدول الغربية، مبيناً أن تزايد النسبة يعود إلى أرتفاع نسبة التدخين في المجتمع، حيث بينت الدراسات أن للتدخين صلة وثيقة بالأورام عموما وأورام الرأس والعنق والرئة خصوصاً. وأضاف الدكتور باسم أن هذه الجراحات تتضمن تصحيح كسور الوجه وجراحات الفك التقويمية لحالات تشوه الوجه والفكين وجراحات مفصل الفك واستئصال الأورام وإعادة بناء ما بعد الإستئصال وتصحيح التشوهات الخلقية كجراحات إصلاح الشق الأرنبية وشق سقف الحلق وأيضا جراحة الأسنان. ولفت النظر إلى أن تزايد نسبة التشوهات الفكية في المملكة بوجود زيادة أو نقص كبير في حجم الفكين أو أحدهما يؤدي إلى صعوبة في تتطابق الأسنان وأداء الوظيفة الطبيعية للفك، فهذا يمكن تصحيحه بعمليات الفكين الجراحية، و تزيد نسبة تشوهات الشقة الأرنبية التي تتطلب تدخل جراحي على عدة مراحل في خلال نمو الأطفال المصابين , موضحاً أن جراحات أورام الرأس والعنق تتطلب ليس فقط استئصال الورم ولكن أيضا استئصال الغدد اللمفاوية في العنق التي تنتشر فيها هذه الخلايا». وأكد المشاركون أن الفم مكان شائع للإصابة بالأورام الحميدة وأشهر أنواعها الورم الليفي ( فيبروما ) ، وهو يحدث بسبب تهيج مزمن ، غالبآ ما ينشأ عن احتكاك الأسنان بالأنسجة الرقيقة الموجودة بالفم ، وعادة ما يكون أبيض اللون وهناك نوع آخر من الأورام الحميدة يبدو أشبه بزهرة القنبيط وهو الورم الحليمي . ونبهوا إلى أن أورام الفم السرطانية غالباً مرتبطة بتعاطي التبغ الذي يزيد من خطر التعرض لسرطان الفم بأشكاله المختلفة أو المزج بين التبغ و الكحول الذي يزيد بشكل رهيب من خطر الإصابة بسرطان الفم و يبدأ سرطان الفم على شكل قرحة لا تلتئم أو رقعة بيضاء غالبآ ما تصاحبها مناطق حمراء اللون أو نتوء , وأن التشخيص المبكر هو مفتاح النجاح وإن الإستئصال الجراحي هو أكثر أشكال العلاج إنتشارآ ، ويلجأ إلى العلاج الإشعاعي لقتل ما تبقى من خلايا سرطانية ،كما أن العلاج الكيميائي مفيد إذا أعتقد الطبيب أن الورم قد أنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم . وقدم الأطباء المشاركون طرق الوقاية من سرطان الفم و سرطان اللسان مشيرين إلى أن حوالي 8 % من جميع أنواع السرطان تقع في الفم واللسان ، وأغلبها يمكن الوقاية منه وأغلبها يمكن شفاؤه تماما إذا عولج مبكراً. وطرح الأطباء عدة عناصر لتفادي سرطان الفم منها الإقلاع عن التدخين وخاصة الغليون التوقف عن مضغ التبغ والإمتناع عن المشروبات الكحولية وإصلاح الأسنان المكسورة أو الشاذة والتركيبات السنية أو أطقم الأسنان السيئة و سوء إطباق الأسنان وتجنب عض الخد و الشفة و علاج الفطريات مثل المبيضات البيض و الفيروسات مثل الورم الحليمي إن وجدت إلى جانب التغذية السليمة والإكثار من تناول الفواكه والخضار الطازجة ( القرع ، السبانخ ، الجزر )لضمان الحصول على فيتامين A ولأنها غنية والتقليل من الأطعمة الحارة والمحتوية على التوابل .