لا جديد فيما قيل أو سيقال عن فشل المفاوضات في لقاءات عمان، لأن المفاوضات فاشلة حتماً ومنذ الفراغ من توقيع اتفاقية أوسلو المجحفة بالحقوق الفلسطينية . مسألة فشل لقاءات عمان لا يتحدث عنها في فلسطين اثنان ، ولا ينتطح فيها عنزان ،لأن الشعب في فلسطين في واد وقادة المفاوضات باسمه في واد آخر يهيمون ولا يصلحون ، يسمعون ولا ينتصحون؟! لا نبحث عن جديد فيما قيل وما سيقال عن الفشل ، ولكن ما يجدر أن نبحث عنه هو موقف القيادة الفلسطينية من هذا الفشل ؟! وما تداعيات هذا الفشل الحتمي على الموقف الفلسطيني؟! وما تأثيراته على المصالحة الفلسطينية ؟! وكيف يفكر محمود عباس ، وكيف تفكر حركة فتح الآن؟! نحن لا نبحث عن جديد في (صندوق الفشل) الكبير والتاريخي ، ولا يعجبنا كلام من يزعمون أن نتنياهو وحكومته اليمينية هي سبب الفشل ، ولا يعجبنا قولهم إنه لا أمل في ظل حكومة اليمين ، لأن في زعمهم وأقوالهم تبسيطاً مخلاً بالحقائق الثابتة الدائمة في السياسة الصهيونية . والصواب أن حكومات (إسرائيل) المتعاقبة منذ التوقيع على أوسلو وحتى اليوم اجتمعت على ضم القدس ، وتهويد المدينة ، والتقت عند الاستيطان ، وترفض حقنا في تقرير المصير ، وبناء الدولة العتيدة ، وما بين قادتها وأحزابها من فروق فهي في التفاصيل ، وفي الآليات ، لذا قلنا ونقول إن فشل مشروع المفاوضات قديم قِدم أوسلو وليس جديداً لأن اليمين الصهيوني في الحكم ومن يقل ذلك يغالط نفسه ، ويغالط الوقائع ، والتاريخ ، ويسع لتمديد الوقت وانتظار اليسار الإسرائيلي . نحن لا نبحث عن الفشل وأسبابه ، وهل هو ابن اليوم أو ابن الماضي ، لأن هذا البحث لم يعد مجدياً في صناعة القرار السياسي وما نبحث عنه هو تداعيات الفشل على المصالحة والشراكة ووحدة الشعب ، وأحسب أن قادة مشروع المفاوضات قد وصلوا في مشروعهم إلى النهاية ، ولم يعد عندهم في القوس منزع ، فقد بلغ السيل الزبا، وليس فيما تبقى من العمر ما يكفي لتأجيل المصالحة والشراكة ، وإعادة عجلة الديمقراطية الفلسطينية إلى الأمام كي تقرر ما يجب أن نعمله في المستقبل في ظل هذا الفشل . كل شيء في العالم يتغير ، العواصم العربية تغيرت ، الأنظمة السياسية يقودها اليوم الشعب لا الأفراد ، وموازين القوة تغيرت وما زالت تتغير ، وفلسطين عادت إلى حاضنتها العربية والإسلامية ، والعالم العربي يتحدث عن التحرير لا عن المفاوضات ، ورئيس مجلس الشعب المصري يرفض استلام تهنئة الكنيست ؟! فهل لدينا الشجاعة الكافية في فلسطين ليقف محمود عباس ويرفض التعنت الصهيوني ، ويعلن عن شراكة حقيقية مع حماس والمقاومة .