استغرب اللواء عادل زمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة الاتهامات التي وجهها البعض للدفاع المدني في حادثة مدارس براعم الوطن.. وقال في بيان أصدره أمس: تابعنا وبحرص شديد كل ما تناولته الصحافة المقروءة والصحافة الإلكترونية والمنتديات وكل ما تم طرحه من مقالات ومواضيع حول حادثة مدرسة براعم الوطن الأهلية بجده والذي وقع عند الساعة الثانية عشرة والدقيقة السابعة والخمسين من ظهر يوم السبت الموافق 23 /12 /1432ه. والذي ذهب فيه معظم من كتب الى أمور لا تمت لواقع الحال بصلة وتتنافى مع الحقائق والأدلة والبراهين التي خلصت اليها لجان التحقيق، بل وذهب البعض وللأسف الى تضليل الرأي العام ومحاولة الطعن في ما تم من أعمال قبل وأثناء وبعد الحدث. ولتبيان الحقيقة كاملة أمام الرأي العام والقراء الكرام ومرتادي المواقع الإلكترونية فإن مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة تجد أنه لزاماً عليها وبعد أن ذهبت الأمور الى أبعد من النقد وإيضاح الحقائق واستندوا في كل ما كتب الى مبدأ (قالوا..... وسمعنا) حول هذا الحادثة وكأن الأمر لديهم هو مجرد ملىء للأعمدة والصفحات بأمور لا تعود بالنفع على قارئها بل وتثير الرأي العام بشكل غير مقبول على الإطلاق وكان معظم ما كتب من تلك المقالات والمواضيع من كُتَّاب هم على قدر كبير من الثقافة والفهم والإدراك للكلمة وتأثيراتها إما بالسلب أو الإيجاب وانساقوا للأسف الشديد وكما ذكرنا وراء (قالوا...... وسمعنا) حتى ذهبت الأمور الى أبعد من الواقع وتجاوزت كل حدود المهنة وأمانة الكلمة والمسؤولية، حتى إن بعض الروايات وبعض ما كتب كان يشير الى وقوع (50-80) حالة وفاه وأن النيران التهمت كامل المبنى، وأمور أخرى كثيرة ليس المجال هنا لذكرها. أمام كل هذا كان لزاماً عليها أن نوضح للقارئ الكريم والرأي العام الحقائق التالية: - البلاغ بحدوث الحريق ورد الى غرفة عمليات الدفاع المدني من إحدى معلمات المدرسة عند الساعة الثانية عشرة والدقيقة السابعة والخمسين من ظهر يوم السبت الموافق 23 /12 /1432ه فيما كانت إحدى محطات الإذاعات تستشهد بمعلمة ذكرت انها اتصلت على الرقم (999) وهو ليس رقم الدفاع المدني وأبلغت عن الحادث وحينما وردنا البلاغ من غرفة عمليات الدوريات الأمنية فقد كانت هناك مجموعة من البلاغات التي وردت إلينا قد سبقت ذلك وكانت فرق الدفاع المدني قد وصل البعض منها لموقع الحدث والآخر كان قريباً منه. - الإدعاء بأن فرق الدفاع المدني قد تأخر عن مباشرة الحدث هو إدعاء مرفوض ومردود على كل من أورده فنحن مجندون للعمل على مدار الساعة ومهنتنا التي أدينا القسم عليها أمام ولاة الأمر تحتم عليها سرعة التجاوب وليس لنا أية مصلحة في التأخر. ثم أن هناك أجهزة تسجيل توثق كل ما يجري وما يدور منذ لحظة تلقي البلاغ وحتى الانتهاء من الحدث مروراً بكل تفاصيل العمليات وما يجري على أرض الواقع وهذه الأجهزة لا يمكن لأحد كائناً من كان أن يتدخل في عملها بالتعديل أو الحذف أو الإضافة وفيها ما يثبت سرعة التجاوب والمباشرة للحدث. - فرق الدفاع المدني وصلت ومن أكثر من اتجاه لموقع الحدث بعدد (23) فرقة إطفاء وإنقاذ واسعاف وسيارتي سلالم و(3) طائرات عمودية. - أعلنت في اللحظات الأولى للحدث حالة (بلاغ طبي أحمر) وهذا الإعلان يعني الإدراك التام لأهمية الحدث وخطورته وهو يعني مشاركة أكثر من جهة في التعامل معه... وهذه الجهات ممثلة في الآتي: * الشؤون الصحية التي شاركت بعدد كبير من سيارات الإسعاف والفرق الطبية الميدانية التي تقدم الإسعافات الأولية في الموقع مباشرة. كما قامت الشؤون الصحية بإعلان حالة الاستنفار العام لمستشفيات المحافظة لاستقبال الحالات الاصابية. * هيئة الهلال الأحمر السعودي شاركت بما يزيد عن عشرين سيارة إسعاف وفرق طبية ميدانية تقوم بتقديم الإسعافات الأولية في موقع الحدث إضافة الى طائرتي إسعاف جوي. * إضافة الى جهات أخرى مساندة. كل هذا الأمر وهذه المشاركات تمت بناء على ما سبق إعداده وتنظيمه ضمن خطط مواجهة الحالات الطارئة التي يعدها الدفاع المدني مسبقاً. - بكل تأكيد وهذا أمر طبيعي جداً أن تكون هناك عمليات إخلاء وإنقاذ ومحاولات سيطرة على الحريق في اللحظات الأولى لوقوع الحدث من قبل الموجودين بالموقع والمحيطين به لحين وصول فرق الدفاع المدني وهذا الأمر لم يحدث في حادث المدرسة فقط بل وفي كل المواقع التي تتعرض للحوادث في كل أنحاء العالم سواءً حوادث المدارس أو المنازل أو المركبات أو غيرها. - حينما ذهب الكثير الى الاجتهاد الذي جانب الصواب سواءً في الصحافة أو المواقع الإلكترونية وقالوا إن الحريق أتى على كامل المدرسة فهذا أمر لا يمت للحقيقة بصلة فالحريق كان في مجملة في مساحة لا تتجاوز 8×6م في قبو المدرسة ولم يصل الى الأدوار العلوية إطلاقا بل ولم يصل الى مرافق أخرى تقع ضمن القبو ومجاورة له ومما يؤكد صحة ما ذهبنا إليه أننا لم نستخدم سوى فرقة إطفاء واحدة للسيطرة على الحريق من أصل ثماني فرق تقف على أهبة الاستعداد خارج أسوار المدرسة. - غاب عن الكثيرين معلومة مهمة بل وعلى قدر كبير من الأهمية ان الخطورة لا تكمن عادة في عملية الاحتراق بل إن الخطورة الحقيقية هي ما ينتج عن الحريق وما يعرف في مصطلحات علوم الحرائق (بنواتج الحريق) وهي الأشد خطراً وضرراً على المحيطين بها لاحتوائها على غازات سامة وخانقة وتسبب حالات إغماء ووفاه لمن يتعرض لها في غضون ثلاث الى خمس دقائق فقط. وهذه الأدخنة والغازات هي أيضا ما يساعد على بث الذعر والهلع بين قاطني المنشأة لإعاقتها للرؤية وتغيير النمط السلوكي لمن يتعرض لها وبالتالي تفقده القدرة على السيطرة والتركيز. - معظم إن لم تكن جميع الحالات الاصابية كانت قد نتجت عن السقوط أو التدافع ولم تكن هناك أية حالة قد تعرضت للحرق المباشر بل لفحات حرارية بسيطة ولله الحمد نتيجة حالة الهلع التي سادت الموقع. - المدرسة كانت تحوي لحظة وقوع الحدث ما يزيد على ستمائة طالبة من أصل (900) هن عدد الطالبات وأعضاء هيئة التدريس بها والعاملات. وقد تم خروجهن من خلال استخدام مخارج الطوارئ بالمبنى والبعض الآخر تم إنقاذهن عبر النوافذ باستخدام السلالم، كما تم إنقاذ ما يزيد عن 70 حالة من على سطح المبنى باستخدام الطائرات العمودية وسيارات السلالم. - عملت اللجنة المشكلة بأمر صاحب السمو الملكي أمير المنطقة والمؤلفة في عضويتها من خمس جهات حكومية على البحث والتحري وجمع المعلومات وصولاً للأسباب الرئيسية والحقيقة للحدث والتي خلصت إلى أن هناك بعضاً من الطالبات وعددهن خمس اعمارهن ما بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة ممن قمن بعملية الإشعال من خلال إقرارات موثقة شرعاً وبحضور أولياء أمورهن جميعاً ودون استثناء وبعض من أعضاء هيئة التدريس، ولم تنته الى ذلك بل لا زالت مستمرة في أعمالها لاستكمال إجراءات التحقيق. - استمر وللأسف انسياق البعض وراء مقولة إن الأمر في نهايته القي به على القصر الأطفال وهذا أمر خطير يجب التنبه له. إذ تناسى كل من قال ذلك أن هناك علما خاصا بجرائم الأحداث ودور رعاية للأحداث هدفها التهذيب والإصلاح للتعامل مع الحالات التي ترتكب مثل هذا الأمر أو خلافه مما يستوجب إحالتها له. وإلا ما معنى وجود تلك الدور وما معنى أن يكون هناك علم خاص بجرائم الأحداث. هذا ورغبة من مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة في إيضاح الحقيقة كاملة أمام الرأي العام. فإننا نأمل من الجميع تحري الدقة والمصداقية واستسقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة والموثوقة لتقديم معلومة مفيدة بدلاً من الإثارة والتشويش. وسنعلن لاحقاً ما ينتهي إليه التحقيق بشكل واسع ومفصل.