تصوير - ثامر السرجاني : أكد فخامة رئيس جمهورية جزر القمر كيل ظنين أن هناك جهودا عربية تبذل من أجل استعادة جزيرة مايوت التي تحتلها فرنسا من سنوات طويلة مشيرا الى ان هذه الجهود ستفلح في نهاية المطاف لاستعادة هذه الجزيرة القمرية التي تعتبرها فرنسا جزيرة فرنسية ونفي فخامته في حديث خاص ل (البلاد) وجود نية لدى حكومة جزر القمر إقامة أية علاقات مع إسرائيل مؤكدا رفض بلاده ذلك كاشفا بأن جزر القمر تسير وفق الخط العربي الذي يطالب إسرائيل إعادة الأراضي العربية للأمة العربية وتطرق فخامته في حديثة الى عدد من القضايا على الساحتين العربية والإسلامية فيما يلي نص الحديث.. * كيف تصفون العلاقات السعودية وجمهورية جزر القمر وكيفية تطوير هذه العلاقات؟ - العلاقات السعودية وجمهورية جزر القمر علاقات تاريخية وقوية وراسخة منذ القدم وممتازة ونحن دائما نتطلع إلى تكثيف وتعميق هذه العلاقات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية لأننا في جزر القمر حكومة وشعبا نقدر الدور المتميز والرائد الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله لوحدة الصف العربي والإسلامي وأؤكد لكم بأن العلاقات بين البلدين سوف تشهد تطورا ملموسا خلال السنوات القادمة في شتي المجالات. * ماذا عن الوضع الأمني والسياسي في جزر القمر؟ - أؤكد لك بعد تسلمي لمنصب الرئاسة فإن الوضع الأمني في جزر القمر جيد جدا ويعيش شعب جزر القمر في واحة من الأمن والاستقرار وفرته الحكومة ويمارس شعبنا حياته في اطمئنان وسكينة دون أي مشاكل أما عن الوضع السياسي فالوضع السياسي جيد ولا توجد أي مشاكل سياسية في البلاد بفضل من الله ثم بفضل السياسة الحكمية التي تنتهجها الحكومة في التعامل مع التيارات السياسية أو أي أحداث طارئة قد تحدث ونحن نبذل كل ما في وسعنا لتنمية البلاد اقتصاديا وتجاريا. * هناك من يرى أن تقارب العالم العربي والإسلامي لا يتم إلا عن طريق التعاون الاقتصادي والبعض يطرح التعاون السياسي وآخرون يطرحون التلاقي الثقافي فما رأي فخامتكم؟ - السبيل إلى تقارب العالم الإسلامي وكذلك العربي لا ينحصر في طريق واحد بل يجب العمل على عدة جبهات لتحقيق هذا الهدف أهمها الجانب العقائدي والذي يتحقق بعودة الناس إلى أصل الإسلام عودتهم إلى إسلام المنبع كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على هدي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الإسلام ثم يأتي بعد ذلك دور التعاون الاقتصادي والسياسي والتقارب الثقافي فعلى الأمة العربية والإسلامية واجب كبير في توحيد صفوفها على الكتاب والسنة النبوية المطهرة وان تعمل جاهده إلى وحدة الصف خاصة في هذا الزمن الذي يشهد فيه العالم تكتلات دولية تحاول إضعاف القوى العربية والإسلامية. * ماذا عن تعاون جزر القمر والدول العربية والإسلامية؟ - حقيقة أن التعاون ما بين جزر القمر والدول العربية والإسلامية قائم في شتي المجالات خاصة المجالات الاقتصادية والثقافية من خلال الاتفاقيات المشتركة وتسعى جزر القمر إلى تعزيز هذا التعاون في كافة المجالات في سبيل الوحدة العربية الإسلامية ونتطلع من إخواننا في الدول العربية والإسلامية إلى تعزيز هذا التعاون وكذلك فتح جسور من التعاون فيما بينها خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية وان تعزز من هذا التعاون من خلال الاتفاقيات المشتركة بإزالة العوائق التي تحول دون تحقيق هذه الاتفاقيات. * تعاني بعض الدول العربية والإسلامية من وجود جماعات عنف متطرفة ترفع شعارات إسلامية أين نجد جزر القمر من هذه المعاناة وما رؤيتكم لدفع خطرها؟ - لا توجد في جزر القمر أي جماعات متطرفة إطلاقا وان كنا لا ننكر وجودها في بعض الدول العربية والإسلامية كما أننا نرفض وجود هذه الجماعات واستغلالها للدين في أغراض سياسية ونحن على قناعه بأن الإسلام دين للمحبة والتسامح وضد العنف وليس فيه إكراه في الدين ونرى أن القضاء على هذه النزعات من الممكن أن يتم عن طريق التعاون بين الهيئات والجمعيات والمراكز الإسلامية لتقديم الإسلام على وجهه الصحيح وهو الوجه المعتدل الذي لا يعرف الإرهاب أو التطرف ونبذ العنف كما أن الجمعيات والمراكز الإسلامية عليها دور كبير ومتميز في هذا الجانب من خلال إبراز سماحة الإسلام وكشف كافة المخططات التي تقوم بها هذه الجماعات من اجل تشويه صورة الإسلام. * كيف هي علاقات جزر القمر وفرنسا؟ - علاقات جزر القمر وفرنسا علاقات تاريخية وقوية غير أن المشكلة التي تواجهنا مع فرنسا هي مشكلة جزيرة مايوت والتي احتلتها فرنسا ونحن نسعى مع فرنسا إلى حل هذه المشكلة بالطرق السلمية وفقا للسياسة التي تنتهجها جزر القمر في تعاملها مع جميع دول العالم المحبة للسلام. * هل تتوقعون حل مشكلة جزيرة مايوت مع فرنسا في ظل تعنت ورفض فرنسا أي حلول لهذه المشكلة؟ - حكومة جزر القمر تسعى مع فرنسا إلى حل هذه المشكلة منذ سنوات وهذه المشكلة لها أكثر من 25 عاما ومع الأسف الشديد فرنسا ترفض أي حلول تتقدم بها جزر القمر لحل مشكلة جزيرة مايوت وفرنسا قامت بجعل هذه الجزيرة تحت السيطرة الفرنسية ونتمنى من فرنسا أن تستجيب لكافة المبادرات التي تتقدم بها جزر القمر لحل مشكلة جزيرة مايوت خاصة وان هذه الجزيرة قمرية. * ماذا عن دور وموقف الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامية بشأن قضية جزيرة مايوت؟ - جزر القمر عضو في الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهناك اجتماعات دورية تعقد بسبب هذه المشكلة وهناك قرارات صدرت من قبل هذه المنظمات تطالب فرنسا إعادة جزيرة مايوت إلى جزر القمر ولكن للأسف الشديد فرنسا ترفض استجابة أي حلول تطرح من قبل أية دولة أو منظمة دولية أو عربية ومع ذلك فإننا نتطلع من إخواننا في فرنسا الاستجابة للمبادرات العربية في هذا الشأن. * لا تزال المشكلة الاقتصادية تشكل هاجسا حقيقيا للمواطن القمري ما هي خطوات الحكومة لحل هذه المشكلة وهل هناك خطط وإستراتيجية اقتصادية لتجاوز هذه الأزمة؟ - حقيقة أن الوضع الاقتصادي في جزر القمر ولله الحمد تحسن عن السنوات الماضية بفضل من الله ثم بفضل السياسة التي وضعتها الحكومة والمعالجات الاقتصادية السليمة التي أقرت ومن هذه المعالجات تشجيع المستثمرين لإقامة مشاريع استثمارية وزراعية وتجارية واقتصادية مع إعطاء المستثمر مميزات وتسهيلات كبيرة لنجاح مشروعه أضف إلى ذلك أوجدنا مشاريع سياحية جاهزة للاستثمار ولدينا خطط واستراتيجيات اقتصادية تهدف إلى تنشيط الاقتصاد لاسيما وأننا نعيش عصر التكتلات الاقتصادية مما تستوجب التنبه لذلك فأعتقد أن الوضع الاقتصادي في جزر القمر جيد وبعيش المواطن القمري حياة مستقرة ودخل أفراد لا بأس به ومن هنا أدعو أخواننا المستثمرين العرب وبالأخص رجال الأعمال السعوديين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الموجودة في جزر القمر. * هل وحدة الأمة الإسلامية حلا لمواجهة كافة التيارات التي تعصف بها وكيف يمكن تحقيق هذه الوحدة في هذا الظرف الذي تشهد في الدول الإسلامية صراعات داخلية؟ - قيام وحدة إسلامية بين الدول الإسلامية عملية صعبه للغاية فهذه مهمة إلهية فيقول الله سبحانه وتعالي (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) ولكن يجب علينا مواجهة هذا الطوفان وان نغير ما بأنفسنا أولا لأننا لن نستطيع أن نغير من واقعنا أولا وذلك لقوله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهذه هي أولى المراحل التي يطرحها الإسلام للحل الحقيقي والواقعي فالمخرج هو أن يصلح المسلم نفسه وان يعود إلى ربه وجاهد عيوبه ثم يعد ما يستطيع من قوة الله سبحانه وتعالى ورب العزة والجلال لن يخذل المؤمنين ولا كلمة لا إله إلا الله وسينصر الإسلام ويقوي شوكته فإذا وقف المسلمون صفا واحدا فإن الظروف سيغيرها الله فنحن لن نستطيع أن نواجه الإرهاب الغربي بإرهاب لأننا لسنا مؤهلين لذلك فالغرب يمتلك الاسلحة النووية والكيماوية ودخولنا مجال المنافسة في هذا المجال يحتاج إلى المليارات ولكن الله طالبنا بأن نعد لهم ما استطعنا من قوة وان نؤمن بعد ذلك ان الله له وسائله وهناك قصص كبيره في القرآن تدل على ذلك والله لا يخذل الإسلام ولا كلمته أبدا. * ما هي إمكانية تصدير العمالة القمرية إلى الدول الخليجية وهل لديكم عمالة مدربة ومؤهلة لسوق العمل الخليجية نحن لدينا عمالة جاهزة للتصدر إلى الدول الخليجية وبالأخص إلى المملكة العربية السعودية ومنذ عامين صدرنا عددا لابأس به من العمالة إلى المملكة والكويت وقطر إلا انه ينقصنا عملية تنظيم هذه العمالة من خلال الاتفاقيات المشتركة ما بين وزارة العمل في الدول الخليجية ووزارة القوى العاملة في جزر القمر وأؤكد لك بأن الحكومة القمرية تسعى حاليا إلى دراسة السوق الخليجية لمعرفة احتياجاتها من العمالة القمرية ومن ثم تسعى وزارة القوى العاملة في جزر القمر إلى تأهيل وتدريب هذه العمالة ومن ثم تصديرها إلى الدول الخليجية. * يقال إن مشكلة مايوت سببها وجود أيادٍ خارجية تلعب دورا في عدم حل هذه المشكلة مع فرنسا ما صحة ذلك؟ - المشكلة مشكلة داخلية بين فرنسا وجزر القمر ولا اعتقد ان هناك أي أيادٍ خارجية في هذه المشكلة فهناك اختلاف في وجهات النظر ما بين فرنسا وجزر القمر والمساعي مبذولة من الحكومة القمرية والمنظمات العربية والدولية لحل هذه المشكلة وقد صدرت مجموعة من القرارات التي تصب في صالح جزر القمر ولكن المسألة مسألة وقت ونؤمل من فرنسا أن تعيد هذه الجزيرة إلى الجزر التابعة لجزر القمر. * هناك محاولات إسرائيلية لإقامة علاقات مع جزر القمر وما هو موقف حكومة جزر القمر من ذلك؟. - إسرائيل تحاول إقامة علاقات مع جزر القمر غير أننا نرفض هذه العلاقات ولا نفكر في إقامة أية علاقات مع إسرائيل طالما إسرائيل تحتل الأراضي العربية وجزر القمر مع الصف العربي الذي يطالب إسرائيل بعودة الأراضي العربية إلى الأمة العربية والإسلامية وسياستنا هذه واضحة وضوح الشمس ونحن نطالب دائما إسرائيل بأن تلتزم بكافة القرارات الدولية في هذا الشأن. * في إطار المرحلة القادمة التي تعيشها جزر القمر ما هي الأسس والأهداف والبرامج التي وضعتها الحكومة لتنمية البلاد اقتصاديا وتجاريا وثقافيا؟ - حقيقة أن الحكومة القمرية قامت بوضع العديد من الخطط والاستراتيجيات لتنمية البلاد اقتصاديا وتجاريا وثقافيا وكما سبق وان قلت من الناحية الاقتصادية دعونا رجال الأعمال للاستفادة من الفرص لاستثمارية الموجودة ووضعنا حوافز ومميزات لكل مستثمر يقوم بالاستثمار في أي مشروع اقتصادي ومنحنا المستثمرين الخليجيين والسعوديين حوافز تشجيعية وقد قامت الغرفة التجارية والجهات الحكومية في جزر القمر برصد مجموعة من الفرص الاستثمارية في مجال السياحة والفندقة والتنقيب عن الذهب وغيرها من المجالات المتاحة حاليا في البلاد ومن الناحية التجارية أوجدنا لأبناء جزر القمر مجموعة من الفرص الاستثمارية عبارة عن مشاريع مصغرة وأما من الناحية الثقافية فهناك مهرجانات ثقافية نسعى إلى تنظيمها في عدد من الدول العربية والخليجية واعتقد أن مثل هذه الخطط تفتح جسورا من التعاون والتواصل والاطلاع على جزر القمر هذه الجمهورية التي تمتاز بالمناطق السياحية والأثرية والتاريخية. * يتعرض الإسلام لهجمة إعلامية شرسة من قبل الأعداء بحجة انه يدعم الإرهاب ما هو برأي فخامتكم الرئيس للرد على هذه الهجمات؟ - ينبغي أن يكون الرد عليها بعرض الإسلام عرضا حسنا والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنه فالإسلام هو الدين الوحيد الذي يملك مؤهلات قيادة الحضارة الإنسانية بتوازن بين العقل والجسم والروح وهذا التوازن تفتقده حضارة اليوم والحضارات السابقة وحينما نتكلم عن الإسلام نتكلم عن حضارة سادت بالرضى لا بالبطش والظلم نتكلم عن حضارة سعدت فيها البشرية كما لم ولن تسعد في غيرها ونعتقد أن الهجمة أفادت المسلمين والإسلام كثيرا فإنها لفتت الأنظار إلىه وبدأ المسلمون يبينون حقيقية الإسلام وخطأ هذه الدعاوى وبدأ العقلاء والمثقفون في العالم يدرسون هذا الدين وهذا سر الأفواج الكبيرة التي تدخل الإسلام يوما في أنحاء العالم رغم هذه الهجمة ورغم هذا التشويه والتشكيك لذلك فإنني أقول بأن الإسلام يحتاج إلى حسن عرض وإجادة من الدعاة في عرضة بثوبه الناصع وبيان انه واقع المسلمين ليس دليلا علي الإسلام وليس حجة عليه بل حجة الإسلام عليهم قائمة في أنهم لم يطبقوه التطبيق الصحيح وما يعانونه من تخلف في شتي الميادين مرجعة إلى أنهم لم يفهموا دينهم الفهم الصحيح ولم يطبقوه التطبيق الصحيح واتمنى من الإعلام العربي والإسلامي أن يكون له دور متميز في طرح سماحة الإسلام وإبراز الجوانب الايجابية في الدين الإسلامي الحنيف مع كشف كافة المخططات التي تحاول تشويه صورة إسلامنا. * كيف تصفون علاقات جزر القمر بالدول الخليجية وهل هناك اتفاقيات مشتركة معها؟ - لدينا علاقات تاريخية وممتازة ما بين المملكة العربية السعودية والإمارات وحاليا مع قطر ولدينا نية لتعزيز العلاقات مع سلطنة عمان والبحرين وتعميق هذه العلاقات في شتى المجالات وعمل اتفاقيات مشتركة في جميع المجالات. * هل توجد معارضة في جزر القمر وكيف تتعامل الحكومة مع هذه المعارضة؟ - أولا لاتوجد لدينا معارضة في جزر القمر فنحن بلد ديمقراطي ونتعامل مع جميع الأحزاب بحرية وانفتاح وسياستنا الداخلية الاستماع لكل صوت يريد تطوير وتنمية هذه البلاد ويحقق لها الرفاهية ولشعبها الأمان والاستقرار وأؤكد لك بأن جميع الأحزاب الرسمية في البلاد تلتف حول الحكومة وتمد لها يد العون من أجل النهوض بالبلاد نحو التقدم والازدهار. * ماذا عن واقع الدعوة الإسلامية في جزر القمر وهل هناك مدارس للتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية؟ - واقع الدعوة الإسلامية في جزر القمر جميل جدا وأؤكد لك بأن الحكومة تبذل جهودا كبيرة من اجل نشر الدعوة الإسلامية من خلال إنشاء المراكز والجمعيات الإسلامية المتخصصة في مجال الدعوة الإسلامية كما تقوم الحكومة بدعم الدعاة وتوفير كافة احتياجاتهم من اجل القيام بدورهم على أكمل وجه في نشر الدعاة الإسلامية وحث المسلمين على التمسك بالعقيدة الإسلامية ولدينا الكثير من المشروعات القائمة في هذا المجال .