رغم توقف نشاط ملاعب كرة القدم في إيطاليا في الوقت الراهن، تنشغل جماهير الكرة الإيطالية بالجدل الدائر حول قضايا الفساد القديمة والحديثة بخلاف المشاكل المستمرة بسبب عقود اللاعبين. وفي الوقت الذي يقضي فيه معظم لاعبي فرق الدوري الإيطالي عطلتهم الصيفية التي تمتد لمطلع أو حتى لمنتصف يوليو المقبل، تحتل تحقيقات قضايا التلاعب في نتائج المباريات العناوين الرئيسية للأخبار الرياضية في إيطاليا منذ مطلع يونيو الجاري. ويركز أحدث التحقيقات على شبكة تضم مراهنين على نتائج المباريات ولاعبين والعديد من الوسطاء فيما بينهم ممن وضعوا رهانات قانونية على مباريات في إيطاليا حاولوا التلاعب من خلالها في نتائج المباريات. ويبدو أن الشرطة الإيطالية وجدت صلات تربط هؤلاء بالمؤسسات الإجرامية الكبيرة في البلاد والتي كانت تسعى لغسيل أموالها. وخلال هذه التحقيقات الأخيرة ألقي القبض على اللاعب الدولي السابق جوزيبي سينيوري إلى جانب 15 شخصا آخرين، وإن كان تم الإفراج عن معظمهم لاحقا. فيما جرى التحقيق مع نحو 30 شخصا آخرين وذلك مع استمرار التحقيق في العديد من مباريات دوريات الدرجات الأولى والثانية والثالثة المحترفة في إيطاليا. وينتظر أن تبدأ محاكمة رياضية قريبا، مع تبعات متوقعة لها تتعلق بناديي أتالانتا وسيينا اللذين تأهلا نهاية الموسم الماضي لدوري الدرجة الأولى. وتنتظر محاكمة أخرى تتعلق بقضية فساد قديمة النطق بحكمها الأخير بعدما طالب نادي يوفنتوس باستعادة لقب الدوري الإيطالي الذي أحرزه ثم تم تجريده منه في عام 2006 قبل أن يتم منحه بعدها لإنتر ميلان. وكان يوفنتوس أدين بقيادة مخطط يهدف إلى الفوز بالمباريات عن طريق الغش أو بتطويع أو ترهيب الحكام أو من يقومون على اختيارهم للمباريات. وبخلاف تجريده من لقبيه بالدوري الإيطالي لعامي 2005 و2006، هبط يوفنتوس لدوري الدرجة الثانية وقتها. بينما عوقبت أندية أخرى مثل آيه سي ميلان وفيورنتينا ولاتسيو وريجينا بخصم نقاط مسبقة منها قبل انطلاق الموسم الجديد. ومع استمرار المحاكمة الجنائية في هذه القضية، فقد تم الكشف لاحقا عن تورط إنتر نفسه في قضية الفساد مما دفع يوفنتوس لمطالبة اتحاد الكرة الإيطالي قبل عام مضى بإعادة لقب الدوري المحلي لعام 2006 إليه. وينتظر أن يعلن اتحاد الكرة الإيطالي قراره في هذه المسألة خلال الأسابيع القليلة المقبلة بما سيزيد من حدة الخصومة القائمة بالفعل بين إنتر ويوفنتوس. وعاد القضاة الرياضيون الأسبوع الماضي إلى قضية عام 2006 حيث غيروا حكم الإيقاف الوقتي إلى الإيقاف مدى الحياة على مديري يوفنتوس السابقين لوتشيانو مودجي وأنطونيو جيراودو إلى جانب إينوتشينزو ماتزيني، نائب رئيس اتحاد الكرة الإيطالي آنذاك. وهناك معركة قانونية أخرى حاليا بين أندية دوري الدرجة الأولى الكبرى إنتر ويوفنتوس وآيه سي ميلان ونابولي وروما من ناحية وبين 15 ناديا صغيرا آخرا من ناحية أخرى بسبب أموال تلقتها هذه الأندية بشكل جماعي بعد مفاوضات جماعية مع شبكات تليفزيونية حول حقوق البث التليفزيوني لمباريات البطولة. وكانت الأندية الكبرى بدوري الدرجة الأولى الإيطالي خسرت في التصويت على نظام جديد يقضي بتوزيع 200 مليون يورو (288 مليون دولار) من الحقوق التليفزيونية، ولكن الأندية الكبرى تستعد لمقاومة تطبيق هذا النظام الجديد الذي سيتسبب في خسارة كل من يوفنتوس وإنتر وميلان لما يتراوح بين 8 و13 مليون يورو خلال الموسم المقبل. كما توجد خلافات بين الأندية من ناحية وبين اتحاد اللاعبين من ناحية أخرى حول مسألة تمديد العقود المعلقة منذ يونيو 2010. ووضعت مسألة معاملة اللاعبين غير المنتظمين بالفرق الأولى للأندية إلى جانب العديد من الموضوعات الأخرى الأقل أهمية على طاولة المفاوضات. وتحدد يوم الأحد الموافق 28 أغسطس المقبل لانطلاق منافسات موسم 2011/ 2012 بإيطاليا مع احتمال تقديم موعد عدد من مباريات الأسبوع الأول من مسابقة الدوري لتقام يوم السبت. بينما تجرى آخر منافسات الأسبوع 38 الأخير من مسابقة الدوري الإيطالي في 13 مايو 2012. وسيشهد الموسم إقامة خمس جولات بمنتصف الأسبوع بينما ستمر بدايات خمسة أسابيع أخرى دون إقامة أي منافسات فيها، من بينها ثلاثة أسابيع لإقامة مباريات دولية خلالها وأسبوعان آخران سيدخلان ضمن العطلة الشتوية قرب بداية العام الجديد.