خاض جيش شمال السودان معارك في ولاية جنوب كردفان المضطربة مع جماعات مسلحة متحالفة مع الجنوب لليوم السابع على التوالي مما يزيد من حدة التوتر قبل محادثات متوقعة بين الرئيس السوداني ورئيس جنوب السودان. ومن المقرر ان ينفصل جنوب السودان رسميا في التاسع من يوليو تموز لكن القتال الذي شهدته المنطقة حول الحدود التي لم يتم ترسيمها بعد على مدار الاسابيع الثلاثة الماضية اثارت المخاوف من عودة الشمال والجنوب إلى الحرب المفتوحة. ولم يستكمل الشمال والجنوب الاتفاق بعد على عدد من الموضوعات الحساسة ومن بينها تقاسم عائدات النفط وتقاسم ديون السودان وترسيم الحدود. وتصاعدت حدة التوتر بعد ان ارسلت الخرطوم دباباتها وقواتها العسكرية إلى اقليم ابيي المتنازع عليه في 21 مايو ايار كما اندلع القتال في ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط بعد نحو اسبوعين وقد تزايدت حدته مع استخدام المدفعية والطيران فيه. وقالت بعثة الاممالمتحدة في السودان ان السكان يفرون من مدينة كادقلي عاصمة الولاية سيرا على الاقدام وفي حافلات وشاحنات هربا من القتال. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية في بيانين منفصلين انه قد وصلتهما تقارير عن تفتيش القوات الشمالية للشوارع والمنازل بحثا عن مؤيدي الحركة الشعبية لتحرير السودان وانها تقتل من تعثر عليه.وقال المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في السودان خضير زروق "الموقف الامني ما زال محل قلق كبير. وردت التقارير عن القتال المركز ونيران المدفعية المتفرقة والحشد العسكري المتواصل خلال 24 سنة الماضية." واعتبر المحللون جنوب كردفان نقطة اشتعال محتملة لأنها موطن آلاف الشماليين الذين تحالفوا مع الجنوب ضد الخرطوم خلال الحرب الاهلية.كما يضم الاقليم أغلب ما سيتبقى للشمال من حقول النفط بعد الانفصال. وقال جمر دلمان المستشار الاعلامي لرئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمن على الجنوب ان الشمال شن عشرات الهجمات الجوية في انحاء الولاية على مدار ثلاثة ايام. وقال ان المقاتلين اسقطوا طائرتين احداهما من طراز ميج-23 والثانية من طراز انتونوف يوم الجمعة لكن لم يتسن التحقق من صحة هذه التقارير من مصادر مستقلة. كما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من جيش الشمال. وقالت وكالة السودان للأنباء ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير التقيا في اديس ابابا لمراجعة الموضوعات المعلقة "خصوصا الموقف في ابيي".واضافت الوكالة ان الاجتماع حضره رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ورئيس جنوب افريقيا الاسبق ثابو مبيكي. وصوت الجنوبيون في الاستفتاء الذي أجري في يناير كانون الثاني لصالح الانفصال عن السودان وهو الاستفتاء الذي اقرته اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 والتي انهت حربا اهلية بين الشمال والجنوب استمرت عقودا.