رعى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية مساء أمس حفل تخريج الدبلومات التدريبية بكلية الملك فهد الأمنية وذلك بمقر الكلية بالرياض . وكان في استقباله لدى وصوله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ومدير عام كلية الملك فهد الأمنية اللواء الدكتور فهد بن أحمد الشعلان وعدد من أركانات الكلية . ثم عزف السلام الملكي . بعدها أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بالقرآن الكريم , ثم ألقى مدير عام كلية الملك فهد الأمنية كلمة رحب فيها بسمو نائب وزير الداخلية على رعايته حفل تخرج الدبلومات التدريبية بكلية الملك فهد الأمنية وقال إنه لشرف لي أن أمثل أمام سموكم ممثلا لزملائي منسوبي الكلية أساتذة وطلابا وإداريين من مدنيين وعسكريين . وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بمناسبة مرور ست سنوات على مبايعته أيده الله وتوليه زمام الأمور , راجيا من الله أن تمتد هذه السنوات وتتضاعف هذه المنجزات وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار . وبين اللواء الدكتور الشعلان أن الكلية لم تعد ذلك الجهاز الأمني الذي يمارس تدريبا أمنيا كلاسيكيا ولكنها أضحت ولله الحمد - وبتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ودعم سمو نائبه وإشراف ومتابعة سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - مؤسسة أمنية علمية جامعية تأخذ بأسباب التطور الأمني والتقني لتواكب مستجدات العصر وتتواصل بفاعلية مع منظومة المجتمع . وأشار إلى أن الضرورة تحتم الاهتمام أكثر بما يعرف بالأدلة الرقمية الجنائية التي أصبحت تشكل هاجسا لدى معظم الأجهزة الأمنية في العالم , مفيدا أن الكلية اهتمت بهذا المجال الفني الدقيق فصدرت موافقة سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية على إنشاء معمل للأدلة الرقمية الجنائية الذي سيتم تدشينه بعد ثلاثة أشهر , كما تم استحداث دبلوم للأدلة الرقمية لمدة عام دراسي الذي تم اختتامه هذا المساء . وأضاف أن الكلية وهي تتخذ من التقنية خيارا استراتيجيا إنما تواكب توجهات وخطط وزارة الداخلية ومشروعها الاستراتيجي الذي يشرف عليه سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز , وقد ظهرت بوادر نجاحه في أكثر من قطاع . ولفت مدير عام كلية الملك فهد الأمنية الانتباه إلى أن الكلية وقعت مؤخرا ست مذكرات تفاهم مع جامعات أجنبية رائدة , ولديها تسعة مشروعات تطويرية تم اعتمادها ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين , مفيدا أنه سيتم افتتاح فرع للكلية في منطقة مكةالمكرمة للدورات على مدار العام . وأبان أن المعهد العالي للدراسات الأمنية بالكلية قد بدأ هذا العام بتدشين خمسة دبلومات تم إعدادها بطريقة علمية ومنهجية وهي تلامس احتياجا فعليا لدى القطاعات الأمنية والعسكرية . وفي ختام كلمته أعرب عن أمله في أن تسهم كلية الملك فهد الأمنية في صناعة وتشكيل رجل أمن واعٍ ومؤهل ومتمكن وقبل ذلك ملتزم ومنضبط . إثر ذلك تم إعلان النتيجة العامة للخريجين الذين بلغ عددهم 94 خريجاً موزعين على برامج الدبلومات التدريبية الستة بكلية الملك فهد الأمنية. ثم سلم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية أوائل الخريجين شهاداتهم التقديرية. بعدها ألقيت كلمة الصم قدموا فيها الشكر والامتنان لسمو نائب وزير الداخلية على موافقته ودعمه لإقامة دورة لغة الإشارة بمعهد التدريب الأمني بكلية الملك فهد الأمنية لمنسوبي القطاعات الأمنية ذات العلاقة بخدمات المواطنين، متمنين لهذه الدورة الاستمرار والتطوير . وأثنوا على هذه اللفتة الإنسانية الكريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مما مكنهم من التواصل بلغة الإشارة مع رجال الأمن سواءً في البلاغات أو الإقتراحات أو الخدمات الأمنية. إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية كلمة عبر في مستهلها عن سعادته بمشاركة الخريجين حفلهم في ما وصفه بأنه " عرين الأمن ومنتج قيادات الأمن للحاضر والمستقبل إن شاء الله" . وقال : الحمد لله ، في هذا البلد الآمن بإذن الله ، القائم على تحكيم شريعة الله ، والسائر أبناؤه على النهج القويم ، وما أمر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، ثم ما بدأ به منشئ هذه الدولة الحديثة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومن تبعه من أبنائه الملوك ، وكان لهذه الكلية الشرف بحمل اسم الملك فهد - رحمه الله - الذي كان وزيرا للداخلية وبذل كل الجهود في سبيل الأمن ، ثم ولي العهد ، ثم مليكا للبلاد خادما للحرمين الشريفين - رحمه الله - ورحمهم جميعا - . وأضاف سموه يقول : إننا في هذا العهد الزهر المبارك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - وفقهم الله جميعا لما يحبه ويرضاه - ، ثم هذه الكلية منذ السابق وفي اللاحق وإلى الآن تحظى باهتمام كبير وخاص من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ال سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، وهذه الكلية العرين الأمني المهم وكل رجالها أمناء لبناء المستقبل لهؤلاء الشباب الذين سيرعون الأمن وسيهتمون به ، وكان هذا التطور والنمو والتحسن في كل المجالات الأمنية الحمد لله بقيادة أمينة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية ، وكذلك من رجال يعملون ليل نهار في سبيل خدمة الأمن وهم قادة الأمن في مختلف مراكزهم ومستوياتهم . وأزجى سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز شكره لقائد الكلية على جهوده مثنيا على سيرته التعليمية والعملية ، مؤكدا سموه أن الدرجات العلمية هي عنوان وتعريف ، وقال : وبلا شك على حسب مستوياتها يكون لها القيمة في المجتمع ونعتز بحامليها لانهم ما أخذوا هذا المستوى إلا أن يكونوا وصلوا لدرجة من العلم والمثابرة وبذلوا الجهود ، لكن ليست هي الغاية فقط إنما هي العنوان والعمدة على ما ينتجه صاحب هذا اللقب أو صاحب هذه الشهادة من أعمال جادة مفيدة لذاته ولوطنه ولأهله ولأسرته وللمجتمع عامه في خدمة الإسلام في جميع أنحاء العالم" . وأضاف سموه قائلا : نحن نعتز جميعا بأبنائنا وشبابنا الجادين العاملين المجتهدين خاصة في مجالات الدراسة ، فلا يخفى علينا جميعا أن العلم نور والنور نحتاجه في كل وقت حتى لو كان في النهار فنور الشمس أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون سببا في الحياة أو لحياة الانسان ، فهذا النور يجب أن نستغله في الطريق الصحيح ، فالنور يبين لك الطريق ولكن كيف تسير وإلى أين تسير وبأي خطة تسير ، تقرها أنت بذاتك وعقلك ، بما حباك الله من حكمة ومعرفة ومن سعادة ذلك لا شك أنه سينال المراتب العليا والأجر من الله سبحانه وتعالى ، قبل كل شيء خاصة أنتم رجال الأمن حماة الأمن تسهرون ليل نهار في حفظ الأمن في هذه القارة المملكة العربية السعودية . ونوه سمو نائب وزير الداخلية بجهود الخريجين وقال : إن جهودكم بإذن الله مقدرة فاحتسبوا عملكم عند الله سبحانه وتعالى وأنتم على ثغور في كافة أنحاء البلاد تحرسون الأمن ، استشهد اثنان من إخوانكم قبل أمس في سبيل الله وسبيل حماية هذا الوطن وللأسف أن المعتدي سعودي ، وقد كان ضالا وأعطي فرصة ولكنه ضل مرة أخرى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) نرجو الله حسن الخاتمة للجميع ، وهذا الضلال لا ندري كيف نصوره فإنه خروج عن الشرع خروج على المنطق وخروج على كل ما فيه شيء من الإنسانية أو الحق ؛ بأي حق يقوم إنسان بحمل سلاحه ويطلق النار على آدميين آخرين ؟ أيا كان فما بالك لو كانوا من الرجال العاملين في مسؤولياتهم وهم مسلمون إن شاء الله مؤدين لواجباتهم . بأي حق قتل النفس البريئة ؟ أعوذ بالله ، إنه الجنون بكامل معانيه والخروج من ملة الإسلام ، هؤلاء خوارج لا شك في ذلك ولم يتبعوا الهدي النبوي ولا الوحي الرباني ولا الأمر الانساني في أي مجال من مجالاته ، نرجو الله أن يهدي الجميع إلى الصواب وطريق الصلاح ، وأن يكون الجميع إن شاء الله ممن يحبون أن يكونوا أداة بناء في هذا الوطن كل في مجاله واختصاصه ،. وأضاف يقول : لا أريد أن أقول أو أكرر شيئا عن مهمات الأمن فأنا أحدكم في هذا الميدان وكلنا زملاء في أي مكان كنا أو منصب أو جهة تكون ، نحن دائما نعتز بزملائنا القائمين في الأمن خاصة من هم على الثعور وفي أطراف البلاد ومن هم يواجهون الكوارث ويواجهون المشاكل ليل نهار ، تأكد الجميع أننا معهم قلبا وقالبا ونحرص عليهم كل الحرص ونتابع أمورهم ، هذا بأمر من ولي الأمر حفظه الله خادم الحرمين الشريفين بحرص من سمو ولي عهده لا أقول هذه الكلمة مجاملة أو ترجية إنما أقولها حقيقة واقعا ومتابعة يومية وتكريما لرجال الأمن في أي مجال يكون ولا أحتاج أن أعلق على ما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز . وأكد سموه أن الوطن والمواطنين يؤملون على الخريجين الشيئ الكثير وقال : إن أبناء وطنكم كلهم يتطلعون إليكم ،لمستقبلكم أن تكونوا إن شاء الله البناة العاملون لحفظ الأمن لا يمكن لأي بلد أن يتطور أو تتحسن معيشة أبنائه إلا بالجو الآمن المستقر ، وهذا إن شاء الله ما ستكون عليه هذه البلاد دائما بإذن الله متى ما التزمت بعقيدتها واستوحت التوجيه الرباني في معيشتها والهدي النبوي في كل أعمالهم وكل أمورهم وهذه هي السنة الحميدة التي تحفظ أمننا واستقرارنا بفضل من الله ثم جهود أبناء هذه البلاد ، ونحن محسودون على أشياء كثيرة لن نترك مجالا للحساد أن ينالوا منا أبدا هذه البلاد بلاد الاسلام والحمد لله، وأكبر ما نعتز به وجود الحرم والكعبة المشرفة التي تأوي إليها ويتطلع إليها وينظر المسلمون خمس مرات في اليوم جميع المسلمين في أنحاء العالم ، هذا المركز المهم ثم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و الحمد لله الذي تفضل على هذه البلاد بالخيرات التي تعين على الطاعة وتساعد في إنماء الوطن ليس حبا في الدنيا ولكن هذه رسالتنا لنحققها ونرجو أن نكون في يوم من الايام إن شاء الله من الدول الرائدة ، ونحن نسير في الطريق والقدوة الحسنة وأن نجد راية الاسلام خفاقه في أنحاء كثيرة من العالم ، ومن هذا البلد انطلقت الدعوة الاسلامية وانطلقت الاخلاق العربية فإذا نحن على دربهم سائرون وفي أمثالكم إن شاء الله يقوم الامن وتستقر البلاد بأيدي أبنائها وجهودهم الطيبة سواء أكانوا في وزارة الداخلية أو رجال الامن أو رجال القوات المسلحة والحرس الوطني أو أيا كانوا مدنيين أو عسكريين كلهم في خدمة هذا الامن الذي إن شاء الله يكون دائما وإلى الامام دائما وفي تحقيق الافضل لخير هذا الوطن والمواطنين جميعا والله يرعاكم جميعا ويوفقكم لما يحبه ويرضاه . وفي نهاية الحفل تسلم سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز وسمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز هديتين تذكاريتين من مدير عام كلية الملك فهد الأمنية بهذه المناسبة . حضر الحفل معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم ومديرو القطاعات الأمنية بوزارة الداخلية .