زاوية يكتبها يوميا : د . احمد عبدالقادر المعبي فهل صحيح أن الاسلام يمنع خروج المرأة على هذا النحو قبل أيام سمعت خطبة جمعة مسجلة لأحد الخطباء المشاهير في العالم العربي يقول في خطبته إن المرأة لا تخرج من بيتها إلا لشيئين اثنين اما للزوج أو للقبر واستدل ذكر حديث يفيد ان امرأة مرض أبوها مرضا شديداً فما لبثت ان استأذنت زوجها لتعوده فأبى زوجها فلما مات استأذنته أن تشهد الوفاة وتكون مع الأهل ساعة خروج الجنازة فأبى ثم مضى الشيخ في خطبته قائلاً إن المرأة ذكرت ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فقال لها : ان الله غفر لأبيك لأنك اطعت زوجك !! فهل صحيح ان الاسلام منع خروج المرأة على هذا النحو أرجو ايضاح الحقيقة ودمتم . أم معين جدة لا شك ان هذا مفهوم غير صحيح لأن الاسلام كرم المرأة ورفع منزلتها وأنا اتساءل بكل حرقة أهكذا نعرض الاسلام بهذه الصورة التي تثير الاشمئزاز سجنا للمرأة مدى الحياة تقطع رحمها ولا تزور أباها حتى في مرض موته !! لا لشيء سوى المنسوبة زورا مع ان الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : إن الله أذن لكن ان تخرجن في حوائجكن عن عبدالله بن حميد عن ثابت عن انس : أن امرأة كانت تحت رجل فمرض ابوها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ان ابي مريض وزوجي يأبى ان يأذن لي ان امرضه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : اطيعي زوجك فمات أبوها فاستأذنت زوجها ان تصلي عليه فأبى زوجها ان يأذن لها في الصلاة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها : اطيعي زوجك فأطاعت زوجها ولم تصل على أبيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله لأبيك بطواعيتك لزوجك !! وهذا الحديث ضعيف جدا ان لم يكن موضوعا ذلك لأنه يخالف صريح القرآن الكريم الذي يأمر ببر الوالدين وصلتهما ويناقض مناقضة واضحة ما جاءت به السنة الصحيحة من السماح للمرأة بالخروج لقضاء حاجتها ناهيك عن الظلم الذي يتضمن حبس المرأة في بيتها وعدم خروجها حتى لعيادة ابيها في مرض موته وكل هذه الاسباب تدل على بطلان الحديث وانه ليس كلامه صلى الله عليه وسلم .