قليل من الرجال يستطيع أن يقف امام هوى الدنيا والخوض في ملذاتها والتزام عفة اليد ونظافة السيرة ..وعبد الله عبد الجبار واحد من هؤلاء فقد عُرف بكل هذه الصفات عاش حياته بعيداً عن الظهور وهو من هو .. يتعامل مع الناس بخلق وصفاء نفس . اذكر أنني زرته في داره في جدة قبل سنوات قريبة وقد وجدت من الرجل احتفاءاً واهتماماً بضيوفه حتى انه يخرج معهم الى باب منزله ولا يقبل بغير ذلك ومع مرور الايام عرفت عن الرجل الكثير من الصفات التي لا يتحلى بها الا الرجال الرجال عبد الله عبدالجبار الاديب الكبير والمعلم والموظف نذر حياته للعلم والتعليم وعاش عيشة "الكفاف" حتى أنه في حقيقة الامر لا يملك داراً إلى جانب معاش تقاعدي ضئيل بل أنه اعاد في يوم من الأيام شيكاً بمبلغ خمسة ملايين ريال لأحد كبار المسؤولين وشكر من أوصله لتسليمه قائلاً " لا احتاج ذلك اليوم" وبعد اصرار استعلم الشيك ووضعه داخل احد الكتب في مكتبته. وقد هيأ الله لهذا الرجل ابناءً واخواناً عوضوه الاخ والابن يأتي في مقدمتهم معالي الشيخ أحمد زكي يماني الذي كان دائم التواصل معه بل انه يصر على تقبيل رأسه تقديراً له ولعلمه وما قدمه كما وفق الله الاستاذ محمد سعيد طيب والاستاذ عبد الله فراج الشريف في جمع انتاجه الذي طبع على نفقة الشيخ يماني . انعزل عن الناس في سنواته الاخيرة في منزل احد اقاربه في مكةالمكرمة الا من زيارات يقوم بها بعض محبيه واقاربه الاساتذة د. عبد الاله عبد الجبار - محمد أحمد العربي - د. عاصم حمدان - أحمد آشي - فاروق بنجر - حسين الغريبي - محمد حافظ مما تحضرني الان اسماؤهم ..ودع الاستاذ الدنيا أمس ودفن في مكةالمكرمة وهو أحد ابنائها من "سوق الليل" وغادر الدنيا نزيهاً عفيفاً وصل ادبه للعالم وكرم من الدولة قبل اعوام وهو الذي نال الاسم الأكبر بإنتاجه الغزير لكن كل ذلك لم يؤثر فيه وكان دائما ما يعد نفسه طالب علم كما يقول.. تعددت الاقوال والروايات وما ينقله القريبون عن "الاستاذ" وكل ذلك يشير الى ان عبد الله عبد الجبار مثال للأديب والباحث والمربي الذي قل أن يجود الزمان بمثله ..رحم الله استاذنا وعوضنا فيه الخير وعوض اصدقاءه وتلاميذه وكل من عرفه الخير في غيابه .. داعين الله أن يجعل ماقدمه في موازين حسناته.