تتنافس الدول في التعريف بالمهرجانات السياحية والفنية والثقافية والرياضية التي تقام بها، وتحشد من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية المحلية والدولية كل ما يساعدها على تحقيق هذا الهدف على اوسع نطاق، وتوظف كل ما يتاح من امكانيات لتفاعل مواطنيها على نجاح هذا المهرجان او ذاك، واحاطته بالجماهيرية . ولنا ان نتساءل عن مسؤولية الاعلام تجاه مهرجان ايماني اعظم من كل هذه المهرجانات جميعها، ويقام في اطهر بقاع الارض في رحاب بيت الله الحرام، هذا المهرجان الايماني هو مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، التي تنطلق دورتها ال " " 30 اليوم، وتجمع خيرة حفظة كتاب الله من جميع انحاء العالم، ممن تخطوا الكثير من المسابقات التمهيدية في بلدانهم حتى وصلوا الى هذه المسابقة المباركة، وغير ذلك من المسابقات القرآنية التي تقام في ربوع بلادنا المباركة . لا شك ان مثل هذا المهرجان الايماني القرآني احق بالمتابعة الاعلامية عبر القنوات الفضائية، والصحف، والاذاعات المحلية والدولية، الحكومية والخاصة، لعظم وسمو ونبل اهدافها، التي تتمثل في تشجيع التنافس في حفظ كتاب الله، واجادة تلاوته وتفسيره، وتكريم الحفظة المتميزين من ابناء المملكة، او الدول والاقليات الاسلامية عموماً، فالاهتمام الاعلامي بهذه المسابقة من الناحية المهنية يمثل ضرورة حتمية لاهمية الحدث، وعدد المشاركين فيه، وما يحظى به من رعاية ودعم من قبل ولاة الامر على اعلى مستوى، فضلاً عما يمثله من تعريف بجهود المملكة في خدمة القرآن الكريم، وتشجيع التنافس في حفظه، وهو اشرف ما يجب ان يتنافس فيه المتنافسون . ومن ناحية أخرى، فإن دعم وسائل الإعلام لهذه المسابقة، يدخلها ضمن من وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ، فإلقاء الضوء على مثل هذه المسابقات، يحفز الناشئة والشباب على حفظ القرآن الكريم، ونيل ما ناله الحفظة والفائزون من تقدير وتكريم مادي ومعنوي .. وهو ما يمثل دعماً لمناشط تعليم وتحفيظ القرآن، جدير بأن يدخل من يقدمه او يقوم به في نطاق الخيرية التي وردت في الحديث الشريف . واذا كنا نشيد بتفاعل كثير من وسائل الاعلام مع المسابقة، واتاحة مساحات كبيرة لمتابعتها، والتعريف بها، فإننا نتطلع الى تفاعل اكبر على المستويين الكمي والكيفي من قبل جميع وسائل الاعلام، مع توفير كافة ما تحتاجه لذلك من مواد، واحصائيات، ومعلومات، وصور، وغيرها عبر اللجنة الاعلامية .. فنبل الهدف والغاية جديرة بأن تجمع كل الجهود لدعم هذه المسابقة، عسانا ننال جميعاً الخيرية التي وعد بها رسولنا الكريم كل من علم القرآن، أوتعلمه، أو أعان على ذلك . والله من وراء القصد . alomari1420@ yahoo. com