أكّدَ معالي وكيل وزارة العمل السعودية الدكتور عبد الواحد خالد الحميد أن الإنفاق على التعليم هو استثمار في رأس المال البشري، وأن العائد من هذا الاستثمار يفوق العائد من الاستثمار في إقامة المصانع والآلات، مشيراً إلى أن المشكلة تتمثلُ في أن العائد من الاستثمار في رأس المال البشري لا يتحقق – في الغالب – إلا على المدى الطويل، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى "تأجيل" التوسع في الإنفاق على التعليم بسبب الاحتياجات الاجتماعية الملحة التي يصعب على الحكومات تأجيل مواجهتها، وحذر الحميد من أن ضعف الاستثمار البشري يؤدي إلى آثار سلبية وخيمة على الأمة وليس على الفرد وحده، مما يحتم دعم الحكومات لهذا النوع من الاستثمار بسبب "العائد الاجتماعي" المرتفع ومن أجل إعادة التوازن بين "التكلفة الفردية" التي يتكبدها الفرد و"التكلفة الاجتماعية" التي يتحملها المجتمع. جاء ذلك في لقاء الأربعاء للقراءة بالنادي الأدبي بمنطقة الجوف 16/ 5/ 1432ه الموافق 20/ 4/ 2011م، حيث قدمَ الدكتور محمود عبد الحافظ الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة الجوف قراءة في كتاب "اقتصاديات التعليم: استثمار في أمة" للدكتور عبد الواحد خالد الحميد وكيل وزارة العمل السعودية والكاتب والمؤلف والاقتصادي المعروف. هذا وقد جاء اللقاء تفاعلياً شارك فيه الطلاب الحاضرون بالأسئلة والمداخلات التي أغنت اللقاء وخلقت مناخاً إيجابياً من الحوار المثمر، حيث جاء سؤال من أحد الطلبة الحضور ( علاء الخالدي ) عن "مدى الفائدة المرجوة من قراءة كتاب الدكتور الحميد بالنسبة لطلبة المدارس الثانوية وطلبة الجامعة؟". فأجاب مقدم القراءة د. محمود عبد الحافظ أن الفائدة تتمثل في ثلاثة مستويات، الأول هو القدوة الإيجابية، فالدكتور عبد الواحد الحميد تمثلُ سيرته العلمية نموذجاً مضيئاً، فهو من منطقة الجوف حيث الميلاد والدراسة حتى الثانوية والتعرف على الكتابة ومكتبة الثقافة العامة بمدينة سكاكا، ثم الانتقال إلى مدينة جدة للدراسة الجامعية والحصول على البكالوريوس، حيث كانت جدة تعج بالحركة الثقافية والدبلوماسية وقد عمل خلالها في مجلة "اقرأ" مع عبد الله مناع، وبعد ذلك مرحلة الابتعاث إلى أمريكا والحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ويسكانسون ميلواكي. وبعد عودته من أمريكا انضمَ إلى هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وانضم للغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية رئيساً لتحرير مجلة الاقتصاد، ثم مرحلة عضوية مجلس الشورى السعودي والكتابة في جريدة اليوم ثم عكاظ ثم نائباً لرئيس تحرير جريدة "اليوم" السعودية اليومية، هذا بالإضافة إلى مقالاته في جريدة "الرياض" السعودية اليومية، وتلا ذلك مرحلة مجلس القوى العاملة السعودي حتى صدر الأمر الملكي في 15/ 10/ 1428ه بتعيينه نائباً لوزير العمل السعودي بالمرتبة الممتازة ومازال يشغلُ هذا المنصب حتى الآن، كما عملَ الدكتور الحميد سابقاً مع مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية بالجوف رئيساً لهيئة النشر بها وحقق العديد من الإنجازات مؤكداً استمرار ارتباطه الوثيق بمدينة سكاكا ( الجوف) محل الميلاد والنشأة . وأضحَ مقدم القراءة د. محمود عبد الحافظ أن المستوى الثاني للفائدة من قراءة كتاب "اقتصاديات التعليم : استثمار في أمة " هو التركيز على الكيف وليس الكم، فالدكتور الحميد في كتابه أكدَ على أن التعليم الناجح يقوم على الكيفية والنوعية وأن الارتكاز على الكم في العملية التعليمية لن يقودَنا إلى جيل واعٍ ومبتكر. أما المستوى الثالث للفائدة من قراءة الكتاب هو التركيز على الجانب التطبيقي، فقد تضمن الكتاب دراسة تطبيقية على تعليم البنين العام في المملكة العربية السعودية.