جوزيه مورينيو ، كريستيانو رونالدو ، بيبي. تلك هي «العلامة البرتغالية»، الطابع الجديد الذي بات يميز ريال مدريد ، الفريق الذي عرف للمرة الأولى خلال ثلاثة مواسم طريقه مجددا بين الكبار ، والأهم أنه عرف كيف يكون له أسلوب مميز.تعاقد ريال مدريد مع المدرب الأشهر في العالم لسببين: استعادة الأرضية المفقودة في المنافسة مع برشلونة وحصد الألقاب. وقد حقق مورينيو جانبا كبيرا من ذلك في غضون ثمانية أشهر فقط ، الأمر الذي يؤكده لقب متجسد: كأس ملك أسبانيا. منذ أمد ليس ببعيد ، تحدث البعض عن ريال مدريد كفريق للهولنديين ، عندما كانت صفوفه تضم لاعبين مثل ويسلي شنايدر ورويستون درينثي وأريين روبن وكلاس يان هونتيلار ورود فان نيستلروي. بعد ذلك امتلأ ريال مدريد بالبرتغاليين ، حتى وصل الأمر إلى الحديث عن تأثير لوكيل أعمال اللاعبين والمدرب جورجي مينديش ، الذي يحمل نفس جنسيتهم ، في قرارات التعاقدات داخل الفريق الملكي. ووصل الأمر إلى ذروته أول أمس الأربعاء في مباراة نهائي الكأس أمام برشلونة ، في وجود ثلاثة برتغاليين يصنعون أسلوب اللعب الجديد في ريال مدريد ، وفي مقدمتهم مورينيو. وأوجز الألماني مسعود أوزيل لاعب الفريق الأمر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية قائلا «مورينيو يحفزنا أكثر وأكثر. كان ذلك جليا في نهاية المباراة ، وفي الطريقة التي احتفلنا بها معه. إننا عائلة». أما كريستيانو رونالدو فهو النجم الإعلامي الأكبر للفريق ، وقد عاش الأربعاء أول ليلة كبيرة ومجيدة له في ثاني مواسمه مع ريال مدريد. فرأسيته الرائعة في الوقت الإضافي للقاء لم تعن فقط هدف الانتصار واللقب الوحيد ، بل سمحت له بالعودة إلى بؤرة الأضواء بعد أشهر من جلوسه في ظل البريق الذي استحوذ عليه الأرجنتيني لونيل ميسي نجم برشلونة. وقال كريستيانو بعد المباراة «مورينيو بث فينا جميعا روح الانتصار». ويحمل الضلع الثالث في المثلث البرتغالي اسم بيبي ، الذي راهن عليه قليلون في أن يكون جوهريا في خطط مورينيو. لكنه بات الآن واحدا من أبرز لاعبي الطريقة الحالية للنادي الملكي بعد أن حوله مورينيو إلى السلاح «المضاد لبرشلونة»، كلاعب خط وسط متأخر. وفي المباراة النهائية ، بدا المدافع الدولي أقرب لطائرة في لحظات كثيرة ، بل بدا كما لو كان هناك 20 بيبي في الملعب. كان يقطع كرات في الدفاع ، ويرسل تمريرات دقيقة من مسافة 30 مترا ، بل وضاعت منه أخطر فرص اللقاء من رأسية رائعة ارتدت من باطن القائم. والغريب أن بيبي لاعب هادئ تماما خارج الملعب ، لكنه داخله يتحول إلى شيطان ، خاصة عندما يفقد أعصابه.لذا قرر بعد هدف المباراة النهائية إهداء إشارة خارجة إلى جماهير برشلونة ، وهو ما دعا صحيفة «سبورت» الكتالونية إلى الرد عليه أمس بوصفه بأنه اللاعب «فاسد العقل». وأبدى بيبي الندم بمجرد نهاية اللقاء: «لقد فقدت صوابي وقمت بشيء سيء للغاية. أطلب الصفح. لقد تركت نفسي لتوتر المباراة. لم يكن علي القيام بذلك مطلقا». لكن حتى التفكير في تلك الإشارة لن يريده ريال مدريد ، النادي الذي يسعى اليوم إلى النظر إلى النجاحات التي يحققها فريق مورينيو ، بعد أن بات يتحدث البرتغالية أكثر من أي وقت مضى.