قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أمس بزيارة تفقدية لعدد من الوحدات الميدانية في المنطقة الشرقية. واستهل سموه زيارته بتفقد مجموعة لواء خالد بن الوليد الثاني عشر المدرع ومجموعة لواء أبوبكر الصديق السابع عشر ومجموعة من لواء طارق بن زياد الرابع والعشرين. وكان في استقبال سموه في ميدان العرض قائد المنطقة الشرقية اللواء الركن أحمد بن سعيد الشهري. بعد ذلك عزف السلام الملكي، واستقل سموه عربة مكشوفة حيث قام باستعراض وحدات الألوية المشاركة. وعقب الجولة ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها:" إنها لمناسبة طيبة أن أكون هنا معكم وبينكم أتفقد أحوالكم وأطلع على أوضاعكم ناقلا لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتمنيات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مقرونة بخالص دعواتهم لكم بدوام العون والتوفيق في كل ما يناط بكم من واجبات رجولية ومهام وطنية في كل مكان وزمان على ثرى بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية ".واستطرد سموه يقول: " هذه المملكة التي يحق لنا أن نفاخر بها نحن السعوديين... كيف لا؟ وقد كرمها الله بوجود مكةالمكرمة فيها أول بيت وضع للناس ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم، كذلك تشرفها باحتضان المسجد النبوي الشريف على ساكنه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما أكرمها الله بثروات اقتصادية عظيمة ساهمت وبتوجيهات قيادتنا الحكيمة في أن تحافظ على الاستقرار والتوازن الاقتصادي في العالم أجمع ". وخاطب سموه منسوبي لواء خالد بن الوليد الثاني عشر المدرع قائلا: " وها أنتم أيها الرجال البواسل تقفون شامخين وبأرواحكم مفتدين بكل شبر من ثرى هذه الأرض الطيبة وهذا هو ديدن الجندي والمواطن السعودي.. وهذا المواطن الذي كان بالأمس القريب خط الدفاع الأول ضد أي إرجاف أو مهاترات حتى أصبح مضرب المثل وفق تقارير وكالات الأنباء العالمية وكان محل تقدير وفخر قيادتنا الغالية أعزها الله ". وأوضح سموه انه وفي خضم الأمواج المتلاطمة من زلازل وبراكين وأمواج مد بحري إلى عدم استقرار سياسي في كثير من بقاع العالم تبقى بلادنا ولله الحمد والمنة بعيدة كل البعد عما يجري ولكن ذلك لايعني الركون إلى الدعة والراحة بل تدعونا كل المجريات للعمل بجد للاستعداد لكل ما قد يطرأ بقراءة متأنية ودراسة الأوضاع بحكمة وبالتدريب المتواصل وبالتأهب النفسي اللازم فرجال القوات المسلحة مدعوون الآن أكثر من أي وقت مضى لأخذ الحيطة والحذر وها أنتم أيها الأبطال تقفون في هذه المنطقة الغالية مستعدين وشعبكم وقيادتكم بكم فخورين. وقال سموه: "إنه بالأمس القريب خاطب خادم الحرمين الشريفين رجال القوات المسلحة بكلمات أبوية صادقة تحمل الحب لكل رجل منكم.. وأتبعها - حفظه الله - بجملة من الأوامر الملكية المباركة تحفظ الكرامة وسعة الرزق والعيش الكريم لكافة أبناء الشعب وكان أحدها القاضي بترقية كافة العسكريين المستحقين للترقية لمختلف الرتب وكذا دراسة المتطلبات من ناحية الإسكان والصحة لأبنائه العسكريين، لافتا سموه أن التاريخ ليفخر بما يحدث في المملكة كدولة فريدة تشهد تلاحما نادرا بين القيادة والشعب لحمته الحب والوفاء والولاء مع خالص الشكر له - أيده الله - على هذه العطاءات المفعمة بالخير والبركات، سائلا الله جلت قدرته أن يحفظ مليكنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان ودوام الاستقرار. ذلك أدلى سموه بتصريح صحفي، قال فيه: إن قوات درع الجزيرة هي منشأة بقرارات مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي، وتتبع الأنظمة والمواثيق الموجودة بين دول مجلس التعاون الخليجي وهي تحت قيادة رئيس أركان القوات البحرينية، وتعمل للدفاع عن أمن وسلامة مملكة البحرين ولها أنظمتها ومعروفة عالميا وقوانينها واضحة. وحول لغة التهديد الإيرانية، بين سموه أن اللغة المتواجدة في الوقت الحالي من الجارة إيران دائما نطلب التعقل وكل ما يهمنا هو اتباع أوامر وتعليمات وسياسات قيادتنا الحكمية الرشيدة واضعين أمام أعيننا فقط حماية أمننا وحدودنا ومنطقتنا ونحمد الله أن لدينا الحكمة في قيادتنا الرشيدة للعمل لدرء المخاطر والعمل على السلام والأمن والاستقرار في المملكة وإن شاء الله في الشرق الأوسط. وحول عمليات التسلل إلى الحدود السعودية من جهة اليمن، قال سموه: أحب أن أطمئن الجميع أن حدودنا آمنة والقوات المسلحة دائما متواجدة وتدعم حرس الحدود، والحمد الله أن الأمن مستتب في الحدود، والأوضاع الداخلية كذلك، وكل ما نتمناه دائما في دولة اليمن الشقيقة الأمن والاستقرار والعمل على ما يؤمن الشعب اليمني الكريم. وحول مطالبة البعض بوجود قاعدة لدرع الجزيرة في البحرين، قال سموه: يجب أن لا نحمل، أو لا نعطي الأمور أكبر من حجمها، الأوضاع مطمئنة وآمنة ومستقرة سواء في المملكة أو مملكة البحرين الشقيقة. وأن كل ما هنالك أن القوات المسلحة السعودية لحفظ وأمن المملكة أرضا وبحرا وجوا، وهذا شيء نضعه أمام أعيينا لحماية هذه المهمة وتنفيذها بالحرف الواحد، وندعو دائما إلى الاستقرار في المنطقة ككل ليطمئن الجميع أنه والحمد الله أن القيادة الحكيمة الممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسياسة المملكة المتعقلة التي دائما نفخر بها منذ أيام الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حتى الآن تعمل على ذلك، وأننا دائما نسعى إلى السلام بكل أنواعه، وأن يكون حفظ وحماية المملكة من كل شيء هو هدفنا. وحول سؤال عن وجود قوات غير درع الجزيرة في البحرين، أوضح سموه أن درع بالجزيرة ممثلة لكل دول مجلس التعاون الخليجي الست. ثم عزف السلام الملكي. إثر ذلك توجه سمو الأمير خالد بن سلطان إلى لواء الملك فهد السادس المدرع ولواء الملك سعود السادس عشر، وفور وصوله لمقر لواء الملك سعود السادس عشر عزف السلام الملكي، ثم استقل سيارة مكشوفة تفقد خلالها الألوية المشاركة في العرض. وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: " أحييكم في هذه المنطقة الغالية على قلوبنا جميعا (المنطقة الشرقية)، بالأمس القريب تفقدنا زملاء لكم في مناطق أخرى، وها أنا بينكم اليوم هنا، وبتكليف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اللذين حملاني تحياتهما وتقديرهما لكل فرد منكم، مشددين حفظهما الله على تفقد أحوالكم والاطمئنان على كافة الوسائل التي تحقق راحتكم وتلبي تطلعاتكم ". وأوضح سموه أن العالم يشهد في هذه الأيام أحداثا كثيرة واضطرابات عدة وتحولات متسارعة والمملكة جزء من هذا العالم، مما يدعونا جميعا لأخذ الحيطة والحذر وأن نكون على أهبة الاستعداد لأي تطورات أو تبدلات، لاسيما وأن المملكة العربية السعودية ليست ككل البلاد بل تتميز كونها مهبط الوحي وأرضها أرض الرسالات ويكمن في باطنها جميع الخيرات التي يتعلق بها الأمن الاقتصادي للعالم أجمع، لذا فان النظرة إليكم مضاعفة، والأمل المعقود بكم بعد الله كبير، والمكانة التي لكم في قلب خادم الحرمين الشريفين ووجدان سمو ولي عهده الأمين، وثقة إخوانكم أبناء الشعب السعودي لا متناهية. وحيا سموه الضباط وصف الضباط والجنود قائلا: " أحيي فيكم التزامكم وانضباطكم كما أحيي فيكم احترافيتكم القتالية، وفي الوقت الذي أعرف أنكم لا تحتاجون إلى التأكيد عليكم إلا أنني أذكركم دائما بملئ أوقاتكم بالتدريب، اجعلوا من سلاحكم صديقكم، تعرفوا عليه جيدا في وقت السلم، ليعرفكم وقت الحرب، سائلا الله جلت قدرته أن يجنب بلادنا الفتن والشرور وأن يكفينا كيد الأعداء وأن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان والاطمئنان ". بعد ذلك عزف السلام الملكي. وكان سموه قد وصل إلى مطار الملك فهد الدولي بالدمام في وقت سابق اليوم، وكان في استقبال سموه صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، ومعالي قائد القوات البرية الملكية السعودية الفريق الركن عبدالرحمن بن عبدالله المرشد، وكبار ضباط وقادة أفرع القوات المسلحة بالمنطقة الشرقية. ووصل في معية سموه صاحب السمو الملكي اللواء الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز نائب قائد القوات البرية، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والطيران.