جدة شاكر عبدالعزيز ومنير عبدالقادر وأحمد شرف الدين تصوير: إبراهيم بركات وغرم عسيري : أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة عن الموافقة على إنشاء جمعية شباب مكة للتطوع، التي سيبدأ العمل بها بداية من الأسبوع المقبل، بعد عقد أول اجتماع لمجلس إدارتها، الذي يضم 25 عضواً، سبعة فقط منهم من غير الشباب، مشيراً إلى أن الإستراتيجية التي وضعت لمنطقة مكةالمكرمة اشترك فيها أكثر من 100 من الشباب والمواطنين، وضعوا الإستراتجيية التي تم البدجء في تنفيذها ووضعت لها خطة عشرية، مضيفاً أن هناك تقييماً لما تم، عقدت له أكثر من 15 ورشة عمل، اشترك فيها مئات الشباب والمواطنين من القطاعين الخاص والعام، وسيتم تقديم تقرير مكتوب من الذين قيموا الخطة من أبناء وبنات المنطقة، سيتضمن ما تم إنجازه ومالم ينجز. جاء ذلك خلال حديث سموه سموه في الجلسة الخامسة والأخيرة من فعاليات اليوم الختامي لمنتدى جدة الاقتصادي يوم أمس الثلاثاء، والتي كانت بعنوان «لقاء القادة»، بمشاركة مجموعة من الشباب والشابات، وسط حضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال والخبراء والمهتمين بالشأنين الاقتصادي والاستثماري، حيث تطرقت الجلسة للقضايا الأساسية في أذهان الشباب، من تعليم وتعلم ومسؤولية وطنية، إلى جانب تفعيل الأعمال التطوعية وتحفيز الشباب وتشجيعهم للإسهام في بناء الوطن باعتبارهم بناة المستقبل. وقال الأمير خالد الفيصل في كلمته: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أيها الاخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنتهز هذه الفرصة لأقدم الشكر والتقدير لمنتدى جدة الاقتصادي، لهذا اللقاء في هذا اليوم المبارك إن شاء الله، وليس بأسعد على المرء من أن يقابل ويتحدث ويستمع إلى أبنائه وبناته، كلي سعادة لكي أجيب على الأسئلة والاستفسارات التي ستوجه منكم، وسوف أحتفظ بحقي في بعض الكلمات بعد الإجابة على أسئلتكم". وفي حواره مع الشباب أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل على الاستفادة من الشباب في كل القطاعات، لاسيما أن معظم سكان المملكة من الشباب، مشيراً إلى تخصيص جلسة شهرية مع الشباب أسوة بباقي شرائح المجتمع من مشايخ ودعاة وأئمة وأساتذة الجامعات والتربويين والأكاديميين ورجال الثقافة والإعلام وأصحاب الأعمال وشيوخ القبائل، والتي ستكون في أول إثنين من كل شهر، وأفاد سموه بصدور أمر بتنظيم ذلك، وأوضح أن مشروع الصرف الصحي لمدينة جدة سينتهي في أواخر 2012 والذي نرجو أن يكون موعداً ثابتاً، وأن تنتهي معظم أحياء مدينة جدة في 2012، وحينها سنرى جدة كلها وقد تمت البنية التحتية فيها، وأشار سموه إلى مشروع النقل العام لجدةولمكةالمكرمة، حيث انتهت الدراسة الخاصة بمشروع جدة، وسوف يطرح للتنفيذ خلال الأسابيع المقبلة. وفي ختام الجلسة ألقى صاحب السمو الملكي كلمة شاكراً الحضور على الفرصة للحديث والاستماع إلى ما قاله، قال سموه فيها : "اليوم من أسعد أيام حياتي لأني أشاهدكم وأتحدث معكم، أنتم أبنائي، كنت قبلاً في مكانكم، وأضاف سموه مخاطباً الشباب: "لنا دين ولا كل الأديان ولنا وطن ولا كل الأوطان ولنا شعب ولا كل الشعوب ولنا ملك ولا كل الملوك". واختتم الأمير خالد الفيصل كلماته الرائعة للشباب والشابات قائلاً: أقول لكم باسم والد الجميع عبدالله بن عبدالعزيز "نحن في خدمتكم". وكان اليوم الأخير للمنتدى قد شهد عدداً من الجلسات الهامة بجلسة علمية أكد فيها رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية ورئيس غرفة جدة والخبير في التمويل الإسلامي صالح بن عبد الله كامل أن أفضل علاج للبطالة في العالم الإسلامي يتمثل في تطبيق الاقتصاد الإسلامي وأولها الزكاة وفق المصارف الثمانية التي حددها الله سبحانه وتعالى . وشدد في كلمته خلال الجلسة العلمية الأولى لآخر أيام منتدى جدة الاقتصادي أمس الثلاثاء على دور هيئات الرقابة الشرعية لضبط عمل المصارف وطالب بأن تسارع مؤسسة النقد العربي السعودي بتطبيق ذلك، وقال في الجلسة التي حملت عنوان (الاقتصاد الإسلامي) : توجد هيئة شرعية موحدة تطبق في السودان وماليزيا وعدد من الدول الإسلامية، ونطالب أن تكون موجودة أيضاً في السعودية وتستند إليها مؤسسة النقد العربي السعودي، كما نطالب بوجود هيئة رقابة شرعية في كل مصرف حتى يطئمن المسلمون على أموالهم وودائعهم. وأشار إلى أن الاقتصاد الإسلامي ظلم مرتين.. الأولى عندما اعتقد البعض أنه ينحصر في البنوك الإسلامية أو التمويل فقط، والثانية عندما تمت مناقشته في جلسة صباحية مبكرة لم تحظ بحضور كبير في منتدى جدة الاقتصادي، وقال: الاقتصاد الإسلامي فقه كبير يستشري في حياتنا اليومية، وهو للأسف لم يظلم من الاقتصاديين أو الشرعيين فقط، بل من كل الأمة فنحن نقرأ القرآن ولا نتدبره.وأضاف: البنوك الإسلامية عندما بدأت قبل (38) عاماً كانت رسالة وتجارة، حيث كانت تملك في ذاك الوقت مستودعات وتمارس البيع والشراء، لكن في الوقت الحالي لو نظرنا إلى الهيكل التنظيمي للبنوك الحالية لا توجد إدارة مشتريات. واستعرض رئيس مجلس الغرف السعودية عدد من التجارب الثرية التي مر بها في حياته.. فقال:لقد ذكرت أمام المستشارة الألمانية ميركل عندما زارت غرفة جدة أن هناك حديث نبوي لو طبق في الغرب لما حدثت الأزمة المالية في العالم (لاتبع من ليس عندك)، وفي عام 1991م قبل أن يسقط الاتحاد السوفيتي كنت في زيارة إلى موسكو ، وذهبنا إلى محافظ البنك السوفيتي (قبل سقوطها) وقلت لهم أنكم مع انهيار النظام الشيوعي تحتاجون إلى نظام وسطي واقترحت عليه أن يطبقوا (النظام الاقتصادي الإسلامي)، فطلب مني أن نذهب في اليوم التالي إلى وزير للمالية (بابلوف) الذي أصبح فيما بعد رئيساَ للوزراء، وطلب مني أن أقدم له شيئاً مكتوباً، وبعد عودتي إلى المملكة اتصل هاتفياً وطلب مني أن أقدم مقترحاتي مكتوبة، فاقترحت عليه عقد مؤتمر صحفي في القاهرة وجاء ومعه (40) مسؤولاً سوفيتياً، وحينها كنت في حيرة ماذا سنقدم لهم، وجمعنا مايقارب من (40) مختصاً في الاقتصاد الإسلامي وأمضينا شهراً كاملاً حتى خرجنا بمجموعة من الرؤى، وأمضينا مع السوفيت أسبوعاً كاملاً نطرح مقترحاتنا، وشاء الله أن يصبح رئيساً للوزراء بعد عودته ، وقدم برنامجاً لمدة (500) يوم قائم كله على الاقتصاد الإسلامي كمدرسة بديلة عن الاشتراكية، لكن لم يكتمل المشروع بسقوط الاتحاد السوفيتي وانهياره وتفككه. وتابع: أذكر أنه في احد اجتماعات البنك الدولي سألني أحد الأمريكان: إذا كان لديكم كل هذه المقترحات لماذا لم تطبوقها في عالمكم الإسلامي؟ وللأسف نحن في أحيان كثيرة نعيش اقتصاد (الطمع) وليس اقتصاد البنوك، وهذا أحد أسرار تأخرنا. وعن السبب في انتشار البنوك الإسلامية في أكثر دول العالم العربي وعدم وجودها في السعودية بشكل واضح وصريح.. قال: البنوك في المملكة قائمة على نظام رئيسي يتمثل في التعامل على أساس الشريعة الإسلامية، وبالتالي لا يرون أهمية لإقامة بنوك متخصصة طالما الموجودة تقوم بنفس الدور. وتوقع كامل أن يجري إطلاق البنك الإسلامي الكبير خلال العام الجاري (2011م) بعد أن تم التجهيز له طوال الفترة الماضية، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك هيئة للتصنيف الشرعي لكل الأدوات المطروحة في السوق ويعلن عنها للجمهور، وقال: التصنيف يقتضي إيجاد البديل الصحيح الذي لا يتأتى إلا عن طريق سوق للأوراق المالية الإسلامية التي تحمل أصولاً منتجة ومدرة للدخل، وما لم نصل غلى هذه الصكوك وتكون الأوراق حقيقية وليست صكوكاً سنضطر لبيع وشراء النحاس. وتابع: البنوك والتمويل جزء من الاقتصاد الإسلامي الذي يبدأ بأن المال مال الله ونحن مستخلفون ونحن ملزمون بتنفيذ أوامر المالك في اكتساب المال وصرفه، ونحن مأمورون بإعمار الأرض، ويجب علينا أن نكون المقصد الأساسي للاقتصاد هو إعمار الأرض، وهذا يعني ضرورة خلق فرص عمل للناس، مشيراً إلى أنه في بداية إطلاق المصارف الإسلامية طلب من العلماء أن يشددوا عليها حتى يخفف الله عليهم.