زاوية يكتبها يوميا : د . احمد عبدالقادر المعبي رمضان هو شهر الخير وشهر العطاء وشهر الصحبة وشهر البركة ولذا فإن المسلمين يستعدون له في كل مكان فما إن يدخل الأسبوع الأخير من شعبان إلا وتجد الأسواق تعج بالناس صغيرهم وكبيرهم كل يستعد لهذا الوافد الكريم لا فرق بين غنيهم وفقيرهم الكل ترتسم على محياه الفرحة يمقدم رمضان . الجميع يفرح والكل يتمتع بلياليه المشرقة بشوق لا مثيل له ولا عجب في ذلك ففي رمضان تصفو الأرواح وتصح الأبدان وتكثر المسرات ويجتمع فيه شمل الأسرة ويحل الحب محل البغض . ونحن هنا في المملكة نجدها وحجازها وشرقها وجنوبها وكل شبر فيها تسير على نمط واحد في وقت افطارها وفي وقت سحورها . ولست مبالغا اذا ما قلت الافطار بالذات لا تكاد يخلو من التمرة والسمبوسك والشوربة " الحساء " الى جانب ما تحتويه من اطايب المأكولات وأنواع المشروبات ونحن في مدينة جدة نحرص على ان يكون الى جانب التمر شيء من ماء زمزم لأنها " طعام طعم وشفاء سقم " كما ورد في الحديث ولو أن زائرا غير مسلم شاهد مائدة ابسط الأسر في رمضان لاعتقد ان زائرا كبيرا سيشرف هذه الأسرة فلو قيل له ان هذه المائدة هي في كل يوم لتعجب كثيرا من هذا الخير وهذا الثراء التي تنعم به بلادنا . والحق ان هذا كله من بركات رمضان وخيراته وهي فوق هذا وذاك نعمة من النعم الكثيرة التي انعمها الله على هذه البلاد لتبقى على الدوام شاكرة انعم ربها ضارعة اليه في خشوع ان يديمها ولقد اعتاد اهل جدة ومكة والمدينة المنورة ان يزينوا موائد الافطار بأنواع المشروبات التي يتقنون صنعها ومن اشهرها " السوبيا والتمر الهندي والمنقا والتوت " اما انواع الحلوى فحدث عنها ولا حرج من " المهلبية والتطلي والكيك والقطايف " التي تفننوا في اعدادها منها المالح والحلو الى جانب الكنافة وهي أكلة شعبية تختلف في حشوها من منطقة الى اخرى حسب الأذواق وهناك من الحلويات ما يطول ذكره تتزين بها موائد الافطار ومن اهمها واحبها الى النفوس هي الكريمة التي تعد بحق احلى الحلويات في رمضان التي يقبل عليها الصغار والكبارحقا انها بركات رمضان التي لا ينحصرعطاؤه على حد معين فالأرواح تصفو والنفوس تزكو والابدان تصح . فهنيئا للصائمين هذه النعم التي يغدقها الرب على العباد هنيئا لنا هذه الخيرات هنيئا لكل صائم هذا العطاء في شهر العطاء إنها نعم وافرة تستحق الشكر والثناء للمنعم بها على العباد والى اللقاء .