أكد معالي مدير جامعة الملك عبد العزيز على أهمية مراكز الدراسات الإستراتيجية ودورها الفعال في تطور الدول وتقدمها, مشيرا إلى أن لها دورا رياديا في قيادة العالم، حيث أصبحت أداة لإنتاج العديد من المشاريع الإستراتيجية الفاعلة. وقال لدى حضوره يوم الأربعاء الماضي ختام فعاليات الدورة التدريبية التي نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة لعدد من منسوبي القوات البحرية عن مفاهيم ومهارات رئيسية في التخطيط الاستراتيجي والتي استمرت ثلاثة أيام، إننا نعوّل كثيرا في تنفيذ خطتنا الإستراتيجية الثانية على مركز الدراسات الاستراتيجي، آملا أن يمتد عمله ليعبر الحدود الإقليمية، مرحبا بتعاون الجامعة مع القوات البحرية، متمنيا استمرار التواصل بينهما لما فيه خير للوطن. من جانبه، تقدم اللواء البحري الركن سعيد بن مسفر الزهراني بالشكر لجامعة الملك عبد العزيز على ما تقدمه للمجتمع من خدمات، لا سيما للقوات البحرية التي يوجد بينها وبين الجامعة تعاون كبير، مشيرا إلى الفائدة الكبيرة التي اكتسبها وجميع من حضر الدورة من منسوبي القوات البحرية، ملمحا إلى أهمية تلك الدورة لجميع المسؤولين. من جهته، أوضح الدكتور عصام بن يحيى الفيلالي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والمشرف على الدورة أن محاور الدورة دارت حول، مضمون المفاهيم الرئيسية للخطة الإستراتيجية، تحديد عناصر الرؤية الإستراتيجية، المستقبل المنشود، تحليل الفجوة بين الوضع الراهن والمستقبل المنشود واختيار استراتيجيات عبور الفجوة بين الوضع الراهن والمستقبل المنشود. وبين أن دور الإدارة الإستراتيجية يتمثل في حشد وتعبئة وتوجيه موارد المؤسسة ككل بما يعظم أثر استخدامها في تحقيق رسالتهاعلى مدى الزمن، مؤكدا على أن البعد الاستراتيجي لأي إدارة تجاه أي موضوع أو قضية أو وجهة يجب ان يكون من خلال النظر بمنظور كلي وليس جزئيا وعلى بعد مستقبلي طويل المدى وليس قصير المدى. وأضاف أن التخطيط الاستراتيجي لأي مؤسسة يوجب تحديد الاتجاه الذي توجه إليه مواردها، مبينا أن من أهم المجالات التي يتضمنها التنفيذ على المستوى الاستراتيجي هي اختيار القيادات التي تقوم على تنفيذ الخطة الاستراتيجية وتطوير الهياكل التنظيمية بما يتناسب معها، إضافة لتنمية بيئة العمل التي تدعم تنفيذها وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لذلك، فضلا عن بناء وتطوير آليات المتابعة والتقويم لها. وألمح إلى أهمية التقويم الاستراتيجي للخطة بهدف التأكد من صلاحيتها على مدى الزمن في ضوء المتغيرات الداخلية والخارجية، لافتا إلى الإجراءات التصحيحية التي تتضمن تعديلها وإعادة النظر في إجراءات تنفيذها. وحدد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية عناصر الرؤية الاستراتيجية، مشيرا إلى أن أولها هو تحديد القيم الأساسية للمؤسسة من خلال المبادئ التي يجتمع عليها المعنيون بالمؤسسة منذ نشأتها وعلى مدى تاريخها، بحيث تعتبر مصدر فخر لمنتسبيها، فيما الثانية تتعلق بصياغة رسالة المؤسسة وهي السبب الذي وجدت من أجله المؤسسة وتستحوذ على كيانها ولا تتغير ولكنها الدافع الحقيقي للتغيير ولا يمكن تحقيقها بالكلية، مشبها إياها بالنجم المرشد الموجود في الأفق الذي نسعى لإدراكه ولا ندركه، أما العنصر الثالث فيدور حول تحديد الأهداف البعيدة للمؤسسة التي تعبر عن نهاية مرحلة من مراحل تحقيق رسالة المؤسسة خلال فترة زمنية طويلة نسبيا تمتد ما بين 10-30 سنة، وآخرها هو صياغة الرؤية من خلال وصف لحالة النجاح عند تحقيق الهدف البعيد للمؤسسة. وحول تحديد المستقبل المنشود على مدى الخطة الإستراتيجية الخمسية، تطرق إلى القضايا الإستراتيجية الملحة، الهدف العام، المؤشرات الحرجة، الأهداف المحددة للمؤشرات، مجالات العمل الأساسية، الوحدات الإستراتيجية والمنظور الاستراتيجي. وعن تحليل الفجوة فأشار إلى ضرورة تحديد الإنجازات التي تحققت خلال الخطة والمعوقات التي واجهت العمل خلالها وتحديد أثرها على المؤشرات الحرجة للنجاح، بالإضافة إلى مناقشة الوضع الراهن بالمؤسسة والجهات التي ساهمت في تشكيله، إلى جانب المنحى العام لأداء المؤسسة ونمط التغيير المطلوب لعبور الفجوة. يجدر الإشارة إلى مشاركة عدد من قياديي القوات البحرية في الدورة ومنهم، العميد البحري الركن علي بن محمد الزهراني، العميد البحري المهندس الركن محمد عبد الله القرني، العميد البحري الركن إبراهيم عبد العزيز السلمان، العميد البحري الطيار الركن يعن الله طليمس الغامدي، العميد البحري الطيار الركن علي بن عايض عسيري.