يقوم معهد البحوث والاستشارات بجامعة طيبة حالياً بالعمل على مشروع تثقيفي يتعلق بتعليم تقنية النانو وإعداد الكوادر المدربة وذلك في إطار الخدمات الأكاديمية التي تقدمها الجامعة، أوضح ذلك معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة. وأشار معاليه إلى الدعم الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حفظه الله لمجال التعليم العام والتعليم العالي ودعم البرامج المختلفة التي تسهم في تطوير التعليم والنهضة التنموية التي يشهدها الوطن من خلال الاهتمام بالموهبة ورعايتها وكذلك إدخال تقنية النانو والذي يعد احدث العلوم في ظل السباق المحموم نحو التكنولوجيا المتطورة. وأوضح معاليه أن جامعة طيبة تعد إحدى الجامعات المهتمة بمجالات تقنية النانو وقد قامت بتأسيس مركز لتقنية النانو بكلية الهندسة كما قدمت دورات في تقنية النانو والتي استفادت منها إدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينة، ونظراً للنتائج التي حققتها تلك الدورات فقد قامت إدارة الجامعة بتوجيه معهد البحوث والاستشارات بإطلاق مشروع تثقيفي يتعلق بتعليم تقنية النانو وإعداد الكوادر المدربة لمواصلة الجامعة سيرها في هذا المشروع الذي سيكون بلا شك دعامة قوية في ظل ما تحظى به الجامعة من دعم متميز. من جانبه قال الدكتور عوده بن محمد الجهني عميد معهد البحوث والاستشارات أنه طبقاً لتوجيهات معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة فقد شرع المعهد بإعداد ملف متكامل لإطلاق المشروع حيث سيقوم بتدريب الكوادر الموجودة حالياً وهم أساتذة الجامعات وباحثين في مراكز بحث حكومية وصناعية، كما أن تقنية النانو تدخل في عدد من تخصصات العلوم طبيعية، والكيميائية، والحيوية، وكذلك تطبيقات هندسة، وزراعية، وبيئية وغيرها، بالإضافة إلى بعثات وزمالات تدريبية قصيرة المدى، وورش عمل، ومؤتمرات في مراكز أبحاث متقدمة في مجالات تقنية النانو محلياً وخارجياً، وابتعاث إلى مراكز ومعامل متقدمة في تقنية النانو في عدد من الدول المتقدمة في هذا المضمار. و أما فيما يتعلق بتقنية النانو على مستوى التعليم الجامعي فيهدف المشروع إلى تقديم الدراسات العليا في هذا المجال من خلال بعثات دراسة للماجستير والدكتوراه، وتطوير مقررات دراسات عليا بالجامعات الحكومية ، وتطوير مقررات دراسات عليا تتداخل فيها، وفيما يتعلق بالتعليم الجامعي الأساسي فيقوم المشروع بمنح درجات علمية تتداخل فيها التخصصات، وتطوير مقررات تركيز، وتخصصات جانبية، و دبلومات وغيرها في مجال تقنية النانو، التي ربما تزيل تلك التقنية الحدود بين الأقسام والكليات المختلفة في المجامعات والمعاهد التقنية مستقبلاً. وأضاف د. الجهني أن المشروع سيهدف أيضاً إلى تدريب الفنيين في تقنية النانو وذلك لتدريبهم للعمل في الصناعات التي توظف تقنية الميكرو متر والنانو متر ، وكذلك تقديم دبلوم فني مدته سنتان تقني أو علمي، ويكون التعليم والتدريب مفتوحاً وشاملاً وليس حصراً على صناعة معينة، فيما سيكون التدريب العملي في مجال التلفيق النانوي وخواص المواد والنبائط النانوية، وكذلك تدريب دوري للكوادر الفنية العاملة بالصناعة. وأشار د. الجهني أن المشروع سيهدف أيضا إلى التعريف بتقنية النانو على مستوى التعليم العام من خلال تضمينها في مقررات العلوم الأساسية: فيزياء، كيمياء، أحياء، وتدريب المعلمين وتعريف الطلاب بالنواحي العملية لتقنية النانو. وأبان د. الجهني أن هناك صعوبات ومعوقات تواجه تعليم وتدريب تقنية النانو منها أن تعليم وتدريب تقنية النانو يتطلبان توفير معامل وأجهزة باهظة التكاليف، والكثير من المؤسسات التعليمية (كليات تقنية، جامعات غير بحثية، مدارس) ليست لها المعامل والأجهزة اللازمة للتدريب، وبعض المراكز والجامعات البحثية لها إمكانات كبيرة في مجال تقنية النانو ولكن هناك عدم رغبة في استعمالها لأغراض غير بحثية، مثلاً أغراض تعليمية، ولتجاوز هذه الصعوبات فإن المشروع سيبتدع نهج تبادل الموارد. واختتم د. الجهني تصريحه بأن المعهد سيواصل أعماله في الشراكة مع الجهات ذات العلاقة لتقديم دراسات ومشاريع متعددة لتطوير المجالات المختلفة من خلال استعانة المعهد ببيوت خبرة وخبراء في شتى المجالات.