اعترف عميد معهد البحوث والاستشارات في جامعة طيبة الدكتورعودة بن محمد الجهني بوجود صعوبات ومعوقات أمام تعليم وتدريب تقنية «النانو»، منها ارتفاع كلفة اقتناء الأجهزة الخاصة بهذه التقنية، مفيداً أن الكثير من المؤسسات التعليمية لا تمتلك المعامل اللازمة للتدريب، متهماً بعض المراكز والجامعات ذات الإمكانات الكبيرة في مجال التقنية باستخدامها في أغراض غير بحثية. وكشف الجهني خلال ورشة عمل في الجامعة أمس شروع معهده في إعداد ملف متكامل لإطلاق مشروع تثقيفي لتعليم «النانو» يضطلع بتدريب الكوادر الموجودة حالياً من أساتذة الجامعات والباحثين في مراكز البحث الحكومية والصناعية، إذ تدخل تقنية «النانو» في عدد من اختصاصات العلوم الطبيعية، والكيماوية، والحيوية، وكذلك التطبيقات الهندسية، والزراعية، والبيئية وغيرها، إضافة إلى عمله على توفير بعثات وزمالات تدريبية قصيرة المدى، وتنظيم ورش عمل، ومؤتمرات في مراكز أبحاث متقدمة في مجالات «النانو» محلياً وخارجياً، وابتعاث إلى مراكز ومعامل متقدمة في التقنية في عدد من الدول المتقدمة في هذا المضمار. وفي ما يتعلق بتقنية «النانو» على مستوى التعليم الجامعي، أكد الجهني أن المشروع يهدف إلى تقديم الدراسات العليا في هذا المجال من خلال بعثات دراسة للماجستير والدكتوراه، وتطوير مقررات دراسات عليا بالجامعات الحكومية، وتطوير مقررات دراسات عليا تتداخل فيها، أما في ما يتعلق بالتعليم الجامعي الأساسي فأوضح أن المشروع يمنح درجات علمية تتداخل فيها التخصصات، وتطوير مقررات تركيز، وتخصصات جانبية، ودبلومات وغيرها في مجال التقنية التي ربما تزيل الحدود بين الأقسام والكليات المختلفة في الجامعات والمعاهد التقنية مستقبلاً. وأضاف الجهني أن المشروع يهدف أيضاً إلى تدريب الفنيين في تقنية «النانو» وذلك بتدريبهم للعمل في الصناعات التي توظف تقنية «الميكرو متر» و«النانو متر»، وتقديم دبلوم فني مدته سنتان تقني أوعلمي، مفيداً أن التعليم والتدريب يكون مفتوحاً وشاملاً وليس حصراً على صناعة معينة، بينما سيكون التدريب العملي في مجال «التلفيق النانوي» وخواص المواد و«النبائط النانوية»، وكذلك التدريب الدوري للكوادر الفنية العاملة في الصناعة، كما يهدف المشروع أيضاً إلى التعريف بتقنية «النانو» على مستوى التعليم العام من خلال تضمينها في مقررات العلوم الأساسية (فيزياء، كيمياء، أحياء، وتدريب المعلمين وتعريف الطلاب بالنواحي العملية للتقنية). وعدّ مدير جامعه طيبه الدكتور منصور النزهة جامعته إحدى الجامعات المهتمة بمجالات تقنية «النانو» إذ أسست مركزاً للتقنية في كلية الهندسة، إضافة إلى تقديمها دورات فيها استفادت منها إدارة التربية والتعليم في منطقة المدينة، وقال: «نظراً إلى النتائج التي حققتها تلك الدورات فقد وجهت إدارة الجامعة معهد البحوث والاستشارات بإطلاق مشروع تثقيفي يتعلق بتعليم تقنية «النانو» وإعداد الكوادر المدربة لمواصلة الجامعة سيرها في هذا المشروع الذي سيكون بلا شك دعامة قوية في ظل ما تحظى به الجامعة من دعم متميز».