استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وذلك بعدما رفض الفلسطينيون سحب نص مسودة أعدتها الدول العربية. ورحبت بالخطوة الامريكية جماعات امريكية مؤيدة لاسرائيل انتقدت بعضها سابقا ادارة الرئيس باراك اوباما بسبب ما تصفه بسجلها من التأييد الفاتر لاسرائيل. ويقول دبلوماسيون بالاممالمتحدة ان السلطة الفلسطينية التي تحاول الدفاع عن نفسها في مواجهة منتقدين يتهمونها بالرضوخ للامريكيين والاسرائيليين خلال محادثات السلام حريصة على اثبات ان بوسعها الوقوف في وجه واشنطن. وصوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح مشروع القرار. لكن الولاياتالمتحدة صوتت ضده وأسقطته. وقالت سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة لاعضاء مجلس الامن "يجب الا يساء فهم (استخدام حق النقض) على انه يعني اننا نؤيد النشاط الاستيطاني." واضافت ان وجهة النظر الامريكية هي ان المستوطنات الاسرائيلية تفتقد الى الشرعية. ولكنها قالت ان مسودة القرار "تخاطر بتشديد موقف كل من الجانبين" واكدت الموقف الامريكي بشأن ضرورة حل قضية المستوطنات والقضايا الاخرى المثيرة للجدل خلال مفاوضات سلام مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ووصف مشروع القرار المستوطنات بانها"غير شرعية" وحث اسرائيل على وقف كل الانشطة الاستيطانية"فورا وبشكل كامل." وقال دبلوماسيون ان الاراء التي جاءت ضمن مشروع القرار الذي كان سيصبح ملزما قانونيا في حالة اجازته تؤيدها ادارة اوباما بشكل عام. ولكنهم قالوا ان الولاياتالمتحدة ترفض السماح لمجلس الامن الدولي التدخل بقرارات ملزمة بشأن قضايا تشعر انها من شأن محادثات السلام المباشرة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان ان اسرائيل"تقدر بشكل عميق" القرار الامريكي بالاعتراض على مشروع القرار. وحث السفير الاسرائيلي ميرون روبين الفلسطينيين على "العودة الى المفاوضات دون شروط مسبقة" وانهارت محادثات السلام التي توسطت فيها الولاياتالمتحدة العام الماضي بعد ان رفضت اسرائيل تمديد وقف الانشطة الاستيطانية. ويقول الفلسطينيون ان استمرار البناء يخرق خطة السلام المدعومة دوليا والتي تسمح لهم باقامة دولة قابلة للنمو على هذه الاراضي بعد ابرام معاهدة مع اسرائيل لانهاء احتلالها وصراعا بدأ قبل 62 عاما. وتقول اسرائيل ان هذه حجة لتفادي اجراء محادثات سلام وشرط مسبق لم تتم المطالبة به ابدا من قبل خلال 17 عاما من المفاوضات والتي لم تؤد حتى الان الى اتفاق. وشكر رونالد لودر رئيس المؤتمر اليهودي العالمي اوباما قائلا ان الفيتو الذي استخدمته الولاياتالمتحدة اثبت"دعم امريكا لحقوق الدولة اليهودية ولعملية السلام بالشرق الاوسط" واشادت جماعات اخرى مؤيدة لاسرائيل باوباما. وادان السفير البريطاني مارك ليال جرانت الذي كان يتحدث باسم بريطانيا وفرنسا والمانيا المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية قائلا"انها غير شرعية بموجب القانون الدولي." واضاف ان اكبر ثلاث دول بالاتحاد الاوروبي تأمل بانضمام دولة فلسطينية مستقلة الى الاممالمتحدة كعضو جديد بحلول سبتمبر ايلول 2011. وقال رياض منصور المراقب الفلسطيني الدائم بالاممالمتحدة ان الفيتو الامريكي قد يرسل الاشارة الخطأ لاسرائيل. واضاف "نخشى.. ان تكون الرسالة التي ارسلت اليوم ربما تكون رسالة تشجع بشكل اكبر على التعنت الاسرائيلي وافلاتها من العقاب." وامتنع منصور عن التعليق على تقارير لوسائل اعلام قالت ان اوباما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مضاعفات اذا لم يسحب الفلسطينيون مشروع القرار. واتخذ قرار احالة هذه المسألة لمجلس الامن الدولي بالاجماع خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح عقد في رام الله امس الجمعة لبحث الدعوة التي وجهها أوباما لعباس. وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن القيادة الفلسطينية قررت المضي في الذهاب إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف الأنشطة الاستيطانية. وأضاف أن القرار اتخذ برغم الضغوط الأمريكية. واصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها بيانا قال ان الفيتو الامريكي يقوض القانون الدولي ويشير الى نفاق الادارة الامريكية. وقالت سارة ليا ويتسون مديرة هيومان رايتس ووتش بالشرق الاوسط ان"الرئيس اوباما يريد ان يقول للعالم العربي في خطاباته انه يعارض المستوطنات ولكنه لن يسمح لمجلس الامن بان يطلب من اسرائيل وقفها بطريقة ملزمة قانونا."