استضافت مدينة عشق آباد الثقافة السعودية في أيام شهدت توافد سكانها على فعاليات الثقافة في أماكن مختلفة بالمدينة. وينسب تسمية عاصمة جمهورية تركمانستان "عشق آباد" إلى درجة عاطفية تسمى "بالعشق" . ومن الملاحظ أثناء التجول في "عشق آباد" تجسد الجو العاطفي الذي يكتنف المدينة حيث الحدائق العامة والميادين الفسيحة والطراز العمراني لمباني المدينة التركمانية إذ معظمها تحكي جواً عاطفياً جميلاً . وتسمى "عشق آباد" بالمدينةالبيضاء كون مبانيها يغطيها الرخام الأبيض حيث تظهر نهاراً واضحة البياض , في حين تضاء الأنوار مساءاً حول المباني الرخامية البيضاء المتزينة بالزجاج المأطر باللون الأصفر , حيث يغلب على المباني الجديد في العاصمة التركمانية هذه الميزة من حيث التصميم العمراني الذي يجسد إرثاً عمرانياً تركمانياً عريقاً, كما عمدت المدينة إلى المباني العالية. ففي الطرق الرئيسة في "عشق آباد" تجد الجمال حيث سعة الطرق المتزينة بالمسطحات الخضراء على جنباته وبين مساريه, كما تُبرز نظافة الطرق جمالها, إذ يتبادر لعابر الطريق من زوار المنطقة جمال الطريق ويقارنه مع جمال السجاد التركماني الذي تشتهر به المدينة ومزيج الألوان التي تزين السجاد, كما تتميز الطرق بالإضاءة الجميلة حيث تضاء اللون في جنبات اتجاه الطريق مخالفاً للاتجاه الآخر وخاصة اللونين الأصفر والأبيض, حيث يظهر التنسيق بين الطرق في المدينة ومبانيها. كما تتزين بعض طرق المدينة بالنوافير بين مساري الطريق , حيث تذهل النوافير زوار الطريق من حيث طريقة جريانها وتغير لونها حيث تواصل تقديم الجمال الذي تتميز فيه العاصمة التركمانية. وتذهل الزائر لمدينة "عشق آباد" انسابية الحركة المرورية في المدينة حيث تشهد المدينة قلة في حركة السيارات هذه الأيام التي ربما يعود سببها لنخفاض درجات . وعند التجول في مدينة "عشق آباد" تظهر جلياً ساحات خضراء واسعة وحدائق كبيرة حيث تعمد المدينة إلى إنشاء الحدائق في أماكن تشتهر فيها الزلازل بحيث تزين هذه المناطق بالحدائق دون البناء الذي قد يتعرضه خطر الزلزال إذ تعد منطقة زلازل. وحين التجول في الحدائق العامة يظهر التراث التركماني حيث التفنن البنائي البسيط في الحدائق مثل الأقواس والأبراج ومن الحدائق المشهورة في المدينة حديقة الهام نسبة إلى الهيام. وتتزين الحدائق بالشلالات والنوافير المتلونة والمتحركة إذ تزيد الحديقة جمالاً مع اتساع مساحتها ,وتضفي المساحات الخضراء بالحديقة طبيعة خلابة أبرزت جمال المدينة . وتضم المدينة مساجد تظهر طرازاً معمارياً تراثياً , كما يوجد بالمدينة مسجد تركمان باشا بقرية قبجاج ومسجد الشيخ خليفة بن زايد. وفي الجانب الثقافي تحتضن المدينة المتحف الوطني الذي يضم التراث والثقافة والأدب بتركمانستان على مر العصور من مجسمات وصور ونقوش ومخطوطات, كما يبرز متحف أكاديمية الفنون الجميلة أنواع من الفن التشكيلي للشعب التركماني. وتشهد المدينة زحماً مخالفاً لما سبق ولكن مؤقتاً وذلك في المنطقة المحيطة حول "قصر مقام" حيث تقام فعاليات الأيام الثقافية السعودية. ويعد "قصر مقام" تحفة معمارية إذ يتكون من ثلاث مباني بينهم ساحة كبيرة تغطيها المباني من ثلاث جهات والجهة الرابعة تتكون من بوابة دخول رئيسية على الطريق الرئيس في المدينة, إذ يعد المبنى الأولى للمسرح والمعارض , والثاني متحف يحوي مجسمات ونقوش ومخطوطات تحكي تاريخ تركمانستان, فيما المكتبة العامة في المبنى الثالث , إذ يتكون المتحف والمكتب من ثلاثة أدور تعرف زائرها على تراث وتاريخ تركمانستان. وتضم المدينة ملعب رياضياً جميلاً ونادي فروسية يسع 3500 متفرج وتتسابق الخيول في أعلى مسافاته على 2000 متر. ويقع في القرب من المدينةالبيضاء"عشق آباد" قلعة الإمام النسائي وقرية نيس. ومن جهة أخرى قام معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة اليوم يرافقه معالي وزير الثقافة والإذاعة والتلفزيون بجمهورية تركمانستان غولميرات ميرادوف وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية تركمانستان تركي بن خالد بن حشر بزيارة لميدان الفروسية في عشق آباد . وكان في استقبال معاليه لدى وصوله مدير إدارة الخيول التركمانية مدير ميدان الفروسية سيد أنايف. وشاهد معاليه خلال الزيارة أنواع الخيول التركمانية الأصيلة ,والاستعراض الذي قام به الخيالة , كما اسمتع معاليه لشرح عن الميدان وسباقاته ومسافاته. وفي نهاية الزيارة أقيم حفل غداء تكريماً لمعاليه. وأكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة في تصريح صحفي عقب الزيارة متانة العلاقات بين المملكة وتركمانستان في ظل اهتمام قيادة البلدين, متمنيا للعلاقات الثقافية مزيداً من التطور . وبين أن لقاءاته مع معالي وزير الثقافة والإذاعة والتلفزيون التركماني تناولت تبادل الأفكار التي ستعود بالخير إن شاء الله على العلاقات الثقافية. وأشار معاليه إلى التطور الكبير الذي تشهده تركمانستان في جميع مجالات الحياة, شاكراً فخامة رئيس الجمهورية ومعالي وزير الثقافة والإذاعة والتلفزيون والشعب التركماني على حسن الضيافة متمنياً لهم التطور والازدهار.