أكد الدكتور بدر بن فارس النصيري أن خصوصية المجتمع قد تزيد من نسبة الإعاقة بسبب قلة وعي المجتمع بأسباب الإعاقة وعدم الاهتمام بحمل الأم والولادة وبسبب زواج الأقارب وتأخر التطعيم وكذلك بسبب الأخطاء الطبية الكبيرة التي تقع في المستشفيات وبسبب الأمراض والالتهابات المتكررة وارتفاع درجات الحرارة.جاء ذلك خلال محاضرة ضمن النشاطات المنبرية للنادي الأدبي بمنطقة الجوف وكانت بعنوان " خصوصية الإعاقة في المجتمع السعودي " في صالة المحاضرات يوم الاثنين 6 صفر 1432 الموافق 10 يناير 2011. وفي بداية المحاضرة شكر الدكتور بدر بن فارس النصيري النادي الأدبي بمنطقة الجوف على اهتمامه بهذه الفئة الغالية علينا جميعاً ثم تحدث الدكتور النصيري في محورين المحور الأول كيف يتعاطى المجتمع السعودي مع الإعاقة والمحور الثاني ما هي الأسباب الأكثر خصوصية في المجتمع السعودي والتي تزيد في نسبة حدوث الإعاقة في مجتمعنا كما أن كل المجتمعات لها خصوصيتها كما أن للإعاقة خصوصية في مجتمعنا إضافة إلى أن كل منا يحلم بأن تكون له أسرة معافاة يسودها الألفة والمحبة وتعيش حياة سعيدة وحينما تدق الأجراس تعلن وصول مولود ثم تبدأ الأفراح والتباشير في هذه الأسرة كما أن الأسرة تعد العدة وتقوم بشراء الملابس وتكمل بعض التجهيزات من أجل هذا الطفل كل ذلك ابتهاجاً بقدوم ذلك الطفل ما لذي سيحدث ويتم تشخيص هذا الطفل بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة جملة وسلسلة من الأحداث نطلق عليها الآثار النفسية أولها الصدمة ثانيها النكران ثالثا الألأم النفسية رابعا مرحلة احتواء الأزمة وتقبل الإعاقة. واعتبر ان نقطة تحول في حياة الأسرة فهي يمكن أن تطول ويمكن أن تقصر حسب الأسرة إذا قصرت المدة كان التعامل ايجابي. (طريقة عكسية) إذا طالت المدة كلما انعكس ذلك سلبيا (طريقة طردية). و أضاف بأن الأسر قد تمارس ممارسات خاطئة ضد ذوي الاحتياجات الخاصة حرمانهم من ابسط حقوقهم الاجتماعية التي كفلها لهم ديننا الحنيف والاتفاقيات الدولية وحرمانهم من حقهم في التعليم والحرمان العاطفي. كما قرأ الدكتور بدر النصيري أسطر على لسان أحد الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في رسالة وجهها لوالده ووالدته فيما يلي نصها : " أمي الحبيبة .. ابي الحنون : قد لا أكون الطفل الذي تمنيتموه وحلمتوا به، وقد لا يتطابق شكلي مع الصورة التي رسمتموها في خيالكم، ولكنني أعلم أنني في أعماق قلبيكما تحبونني مثلما أنني أحبكم فأنا جزءٌ منكم، وقطعة من قلبيكم الذي يسع الجميع . أمي يا ملاكي .. ليس ذنبي أنني ولدت معاقا، وأنني لست مثل باقي الأطفال الذين هم في مثل عمري، ولكنني طفل مثل كل الأطفال أحتاج إلى حبك وحنانك، وإلى صبرك على تصرفاتي، وإلى حكمتك في تهذيبي، وإلى لهفتك عليّ حينما أمرض، وإلى صدرك الحنون عندما أتعب، والى يدك الدافئة كي تمسح على جبيني بلمسات الرضا. دمي من دمك الطهور. أبى قد لا أستطيع التعبير عن رغباتي واحتياجاتي، ولكن إعلم أنني أفهم... وأشعر..... وأستوعب....نظرات الحنان، وهمسات التشجيع، وكلمات الرضا، وعبارات الإطراء. أمي لا تجعلي إعاقتي تحبطك، أو تمنعك من تعليمي، أو تقف حاجزاً بيني وبينك، أو تثنيك عن متابعة تقدمي، أو تدفعك إلى التفرقة بيني وبين إخوتي في التعامل والحنان. أبى اغرس بيني وبين إخوتي بذور المحبة والرحمة، وشجعهم على اللعب معي، واجعلهم يأخذونني معهم عند أصدقائهم، اجعلهم يعتنون بي، أشركهم معك في تحمل مسؤوليتي، وأخيراً لا تخجلوا من إعاقتي. أمي يا نبع الحب الذي لا ينضب يا من جعل الرحمن الجنة تحت قدميها أفيضي عليّ من حنانك واجعليني سبيلك إلى الجنة إن شاء الله" بعد ذلك تطرق الدكتور النصيري للمحور الثاني وهو الأسباب الأكثر خصوصية في المجتمع السعودي التي تزيد من نسبة الإعاقة أول تلك الأسباب وعي المجتمع بأسباب الإعاقة ثانيها مرحلة أثناء الحمل ثالثها مرحلة الولادة وزواج الأقارب تأخر التطعيم الأخطاء الطبية الالتهابات المتكررة للأذن الوسطى وتجمع السوائل خلف طبلة الأذن وارتفاع درجات الحرارة. بعد ذلك سمح للحضور بالمداخلات بدأها الأستاذ سعود الخضع الذي قال في مداخلته يقال أنه هناك دراسات تبين أن زواج الأقارب من أهم عوامل الإعاقة وهناك دراسات تقول العكس ماهو رأي الدكتور في ذلك ؟ أجاب الدكتور بدر بأنه على العكس جميع الدراسات تقول بأن زواج الأقارب من أهم العوامل وهناك مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة قام ببعض الدراسات التي تأكد ذلك التي من أجلها وضع فحص ما قبل الزواج. وكان النادي قد أقام محاضرة في ذكرى يوم المعاق العالمي شارك فيها عدد المتخصصين يوم الأحد 29 ذو الحجة 1431 الموافق 5 /12 /2010م، تحت عنوان " تجربتي مع الأطفال المعاقين " بمناسبة اليوم العالمي للإعاقة وشارك فيها محاضرين من جامعة الجوف بسكاكا وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وهم كل من الدكتور وائل مسعود رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة الجوف و الأستاذة نجوى عبد الرحمن أصيل المحاضرة بكلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز وصاحبة التجربة الشخصية مع الأطفال ذوي القدرات الخاصة وزوجها الأستاذ مروان عبدالله قاري. يذكر أن العالم يحتفل بالمعاقين من خلال يوم المعاق العالمي، وكذلك اليوم العربي للإعاقة الذين يتم الاحتفال بهما سنويا في شهر ديسمبر.