منذ الأيام الأولى في يناير وحتى الأيام الأخيرة في ديسمبر كانون الأول كان 2010 عاما حافلا بالمآسي والفضائح والجدل في أكثر رياضات العالم شعبية.وحتى نهائيات كأس العالم التي استضافتها جنوب افريقيا للمرة الأولى على أرض القارة السمراء في شتاء النصف الجنوبي من الكوكب في يونيو حزيران ويوليو تموز تركت ذكريات حلوة وأخرى مرة بدلا من ان تترك ذكريات ذهبية تحتفل بها الأجيال.وإضافة إلى كأس العالم شهدت كرة القدم مأساة في بداية العام حين هاجم مسلحون حافلة تقل منتخب توجو وهو في طريقه لخوض نهائيات كأس الأمم الافريقية في أنجولا.وكانت هناك أيضا فضيحة على أعلى المستويات في اللعبة حين أوقف الاتحاد الدولي (الفيفا) اثنين من أعضاء لجنته التنفيذية إثر مزاعم بأنهما عرضا بيع صوتيهما في سباق المنافسة على تنظيم كأس العالم 2018 و2022.وأثار قرار الفيفا بمنح حق تنظيم النهائيات العالمية عام 2022 لقطر رغم مخاوف أثارتها لجنة تفتيش تابعة للفيفا نفسه من اللعب في الحر الشديد في الجزيرة العربية دهشة كبيرة حول العالم. وبينما تحققت انتصارات رائعة في أرض الملعب بينها تتويج انترناسيونالي بطلا لاوروبا للمرة الأولى منذ 1965 والمستوى المذهل للنجم الارجنتيني ليونيل ميسي مع برشلونة فإن أندية كبرى أخرى عانت تحت وطأة ديون كبيرة سببتها الإدارة السيئة. ومثلت نهائيات كأس العالم نجاحا لجنوب افريقيا التي نظمت بطولة آمنة بلا جرائم وشهدت حضورتا جماهيريا كبيرا وأجواء فريدة لكنها لم تفرز إلا عددا قليلا من المباريات الجيدة واختتمت بنهائي سيء حقا. وخرجت المباراة - التي انتهت بفوز مستحق لاسبانيا على هولندا بهدف مقابل لا شيء سجله النجم اندريس انيستا قبل أربع دقائق من نهاية الوقت الإضافي - بشكل غلبت عليه الشونة وشهدت 13 إنذارا وطرد المدافع الهولندي جون هيتينجا.لكن نقص الأهداف والطقس قارس البرودة في أول كأس عالم تقام في الشتاء منذ 32 عاما وغياب الأداء الجميل في البطولة كلها عوامل ساهمت في شعور بعدم الإعجاب بالبطولة. وقد تكون القفزات غير المتوقعة للكرة جابولاني التي استخدمت في كأس العالم أحد هذه العوامل إضافة لعوامل أخرى بينها نقص الأهداف وكثرة المباريات التي انتهت بالتعادل في دور المجموعات. وأقلقت هذه العوامل الفيفا بشدة لدرجة أنه شكل قوة عمل في محاولة لتحسين الأوضاع في نهائيات 2014 بالبرازيل. وفشلت أبرز الأسماء العالمية في التألق في جنوب افريقيا. وربما شعر النجوم بالإرهاق بعد موسم طويل ومرهق في المسابقات الاوروبية لكن ميسي وكاكا وفرناندو توريس ووين روني لم يسجلوا أي أهداف في النهائيات في حين سجل كل من ديدييه دروجبا وكريستيانو رونالدو هدفا واحدا. وتوقفت محاولة إيطاليا للدفاع عن لقبها العالمي بخروجها من دور المجموعات في حين ابتليت فرنسا وصيفة بطل 2006 بتمرد للاعبين إثر استبعاد المهاجم نيكولا انيلكا من الفريق. ومثل إيطاليا فشلت فرنسا في تحقيق أي فوز في البطولة.وتعرضت فرنسا للسخرية من وضع فريقها وفتحت تحقيقا انتهى بعقوبات على بعض اللاعبين وخسارة المدرب ريمون دومينيك لمنصبه. وقرر خلفه لوران بلان إيقاف جميع اللاعبين 23 الذين كانوا في تشكيلة كأس العالم في أول مباراة يقود فيها الفريق بينما أنهى قرار بإيقاف انيلكا 18 مباراة مسيرته على المستوى الدولي. كما عانت افريقيا من خيبة أمل مماثلة بخروج خمسة من ممثليها الستة في كأس العالم من دور المجموعات وبينها جنوب افريقيا التي أصبحت أول منتخب لبلد مضيف يفشل في التأهل لأدوار خروج المغلوب في كأس العالم.