وعاد شهرُ الخير نهرَ فضائل وفضاء روحانية ترتوي النفوس من منهل التقى وتبتهل القلوب بنبض الضراعة للكريم المنّان واسع المغفرة عظيم المن باسط اليدين بالرحمة ومبتدئ النعم قبل استحقاقها فله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه . أقبلتَ يا رمضانُ بالرضوان=وغمرتنا بِسَكينةِ الوجدان نوراً يُشعُّ على البريّةِ بالتُقى=تَرِدُ القلوبُ معينهُ الروحاني شهرٌ على كلِ الشهورِ متوّجٌ =بالصومِ والحسناتِ والغفرانِ شهرٌ وفيه على محمدِ أُنزلت=بركاتُ ربِ العرشِ بالقرآنِ شهرٌ شياطينُ الضلالةِ صُفدت=لجِلالِه و لِقُدسهِ النوراني الإسلام ينير حياة المسلم طوال العام بنور اليقين ويفتح لهُ دروب الخير وأبواب الأجر ولكن رمضان موسم الخيرات العظيم الذي تفتحُ فيه أبواب الجنّة وتغلّق فيه أبواب النيران وتصفد فيه المردة والشياطين وما أحرى بنا أن نُحييه صوماً وقياما وذكراً . يقول الشاعر سعيد الغامدي : ألا ما أحلى صباحٍ نبتديه بطيَّب الأذكار=ألا ما أحلى بنفس الذكر أحيي به مساءاتي نصيحه يا فؤادي لا تخليني غريب الدار=أبيك تعيش في طاعه تنور لي مساراتي أبيك تقوم قبل الفجر تحيي واحة الأسحار=بعبراتي بركعاتي بقرآني بسجداتي بثلث ٍ فيه يتجلى إلهي والله الغفار=يطالبني بدعوة صادقه ويجيب دعواتي ألا يا الله يا المعطي تمد لنا في الأعمار=تثبتني على دينك وتقبل لي صلاواتي ألا يا الله تغفر لي وتكتبني مع الأبرار=ولا تحرمني الجنه إذا قامت قياماتي رمضان فرصة أيضاً لكسر روتين الحياة والإقبال على تهذيب الذات والتطهر من مرض النفوس الذي تراكم على مدى العام ومشاركة المحرومين الإحساس وتخفيف الآلام بالبذل والعطاء وتهذيب الذات بالتحلّي بأخلاق المسلم الحق . جعلنا الله ووالدينا ووالديكم وجميع المسلمين من الصائمين القائمين المقبولين وارزقنا رحمته ومغفرته والعتق من النار .