عندما انفصل هانز روستل عن شقيقته الصغرى إيديث وهو في سن السادسة لم يكن يتوقع انه وبعد ثمانين عاما تقريبا سيراها مرة اخرى. ولم يكن الجندي الألماني السابق يعتقد ايضا انه عندما سيراها سيكون طريح الفراش في مستشفى اسكتلندي ويستعين بمترجم للتواصل معها بعد أن نسي لغته الأم. ومنذ انفصاله عنها بعد وفاة والدتهما فقد روستل كل وسائل الاتصال بشقيقته بعد التحاقه بالقوات المسلحة الألمانية وهو في سن المراهقة ثم اعتقاله في هولندا إلى ان انتهى به المطاف في معسكر لاسرى الحرب باسكتلندا عام 1945. وروستل الذي يعود أصله إلى هندنبرج المعروفة الآن باسم زابريز في بولندا هو واحد من آلاف أسرى الحرب الذين بقوا في بريطانيا بعد الحرب لوقوعهم في الحب او لعثورهم على وظائف او لفقدهم ديارهم عندما نقل الحد الشرقي في المانيا نحو الغرب. ويقول المؤرخون إن اندماج اسرى الحرب ومنهم حارس مرمى مانشستر سيتي الاسطورة بيرت تروتمان ساهم في رأب الصدوع التي سببتها الحرب وتمهيد الطريق امام علاقات اوثق مع القارة الأوروبية. واستقر روستل البالغ من العمر 85 عاما في جنوب اسكتلندا وبمرور الوقت فقد الامل في روءية ايديث مرة اخرى إلى ان تمكنت هي من تحديد مكانه هذا الصيف في قرية بنبونت. وقبل فترة قصيرة من قدومها اليه من المانيا اصيب الشقيق الاكبر بجلطة دماغية ولكنه تمكن من التعرف عليها. وقال روستل وهو على فراشه في مستشفى في دمفريز "تبدو وكأنها امي. كانت مسرورة جدا لرؤيتي. وعندما تكون بعيدا عن شخص ما 80 عاما فسينتابك نفس الشعور." وقال روستل الذي توفي والده اثناء الحرب "لم يكن لدي مكان للرجوع الى المانيا. كان علي ان اعود الى القطاع الروسي ولذا قررت البقاء هنا."