أظهرت بيانات رسمية امس الثلاثاء استقرار معدل تضخم أسعار المستهلكين البريطانيين في أغسطس آب بعدما طغت ارتفاعات قوية غير متوقعة في أسعار تذاكر الطيران والملابس والغذاء على تراجع تكلفة الوقود. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن تضخم أسعار المستهلكين بلغ 3.1 بالمئة الشهر الماضي مخالفا توقعات الاقتصاديين بأن يتراجع إلى 2.9 بالمئة. وعلى مدى الشهر قفز التضخم بنسبة 0.5 بالمئة مقابل تراجع بلغت نسبته 0.2 بالمئة في يوليو تموز وتوقعات لارتفاع نسبته 0.3 بالمئة. وجاءت أكبر مساهمة في الاتجاه الصعودي لمؤشر أسعار المستهلكين من قطاع النقل الجوي حيث ارتفعت الأسعار بأسرع وتيرة لشهر أغسطس على الإطلاق. كما سجلت أسعار الملابس والأحذية أكبر زيادة لشهر أغطس منذ 2001 إذ تأثرت بصورة كبيرة بتكلفة الملابس الخارجية للنساء في بداية موسم الخريف. وبدأ موسم التخفيضات مبكرا في 2010 بالمقارنة مع العام السابق الأمر الذي ساهم في زيادة الضغوط الصعودية في أغسطس. وارتفعت أسعار الغذاء بأسرع وتيرة سنوية منذ يوليو 2009 في ظل زيادات شهرية قوية في تكلفة الخبز والحبوب والخضروات. وأظهرت بيانات أسعار المنتجين في وقت سابق هذا الشهر ارتفاعات حادة في تكلفة القمح بسبب الجفاف في روسيا والذي دفع أسعار السلع العالمية إلى الارتفاع. كما ارتفع مؤشر أسعار التجزئة البديل - الذي يرجع لفترة تاريخية أطول ويشمل المزيد من تكلفة المساكن - بصورة أكبر من المتوقع في أغسطس. وتراجع المؤشر إلى 4.7 بالمئة من 4.8 بالمئة مقابل توقعات لتراجع نسبته 4.6 بالمئة. ومن المتوقع أن تثير تلك الأرقام مخاوف بنك انجلترا المركزي الذي يلقي باللوم في ارتفاع التضخم فوق حد مستهدف يبلغ اثنين بالمئة على عوامل استثنائية مثل تراجع الجنيه الاسترليني وارتفاع ضريبة القيمة المضافة في بداية العام. واضطر محافظ بنك انجلترا ميرفين كينج لكتابة خطاب عام الشهر الماضي لتوضيح سبب استمرار ارتفاع معدل التضخم فوق ثلاثة بالمئة. وأدلى مارتن ويل العضو الجديد بلجنة السياسة النقدية بشهادته أمام المشرعين امس.