تعتبر المراكز الإسلامية في البلاد الغربية مشاعل نور وأنوار هدى فهي تحمل على عاتقها تعليم المسلمين أمور دينهم ونشر الإسلام في تلك البلاد .وتعتبر المراكز الإسلامية - غالباً - جامعات إسلامية بحق حيث يجد فيها المسلم كل ما يعينه على أمور دينه من أقامات شعائر الإسلام وتعليم الشرع وتعلم اللغة العربية إضافة إلى اجتماع المسلم بإخوانه وغير ذلك من الفوائد العظيمة والمقاصد الحسنة .ويعتبر المركز الإسلامي بمدريد أحد هذه المراكز العظيمة .وقد تلقيت دعوة كريمة من مدير هذا المركز المبارك الشيخ الدكتور سعود بن الشيخ عبد الله الغديان لإلقاء بعض المناشط الدعوية .ولما حطت قدماي أرض هذا المركز رأيت من الجهود المباركة والأعمال الجبارة ما يفرح كل مسلم عامة وكل منتسب للمملكة خاصة . فما أجمل اللحظات وأنت ترى المسلمين من كل جنس ولون يصلون جميعاً ويفطرون جميعاً ترى البسمة تعلو وجوههم والأخوة الإسلامية متمثلة في لقاءاتهم وما أجمل أن تسعد برؤية أخٍ جديد جاء ليعلن إسلامه فتختلط في نفسك مشاعر غريبة وأحاسيس جياشة بل أحياناً لاتملك وأنت تسمع قصص هؤلاء إلا وأن تدعو لمن قام على هذه المراكز من كل قلبك. وهذه إطلالة سريعة على أعمال هذا المركز الشامخ وقد حاولت أن أضيف لكم بعض الصور المهمة والمؤثرة ولكن لجهلي بذلك لم استطع ). يقوم المركز الإسلامي في مدريد – ممثلاً بالقائمين عليه - بأعمال جليلة وبدور عظيم في خدمة الجاليات العربية والإسلامية ومن تلك الأعمال على سبيل الاختصار : تصحيح المفاهيم المغلوطة عن رسالة الإسلام . الجهود الفريدة في الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن واستقطاب العلماء والمفكرين لإكمال المسيرة الدعوية التي بدأها المركز منذ افتتاحه عام 1412 على يد أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. ومع إطلالة شهر رمضان المبارك بدأت استعدادات المركز على قدم وساق نظراً لمكانة الشهر الكريم وإقبال المسلمين على المركز الإسلامي . فالمركز يقدم خلال الشهر الفضيل 500 وجبة إفطار يوميا لعموم المسلمين – وعلى حساب السفير السعودي الأمير الخيّر سعود بن نايف بن عبد العزيز أثابه الله . يقوم المركز بالأنشطة الثقافية وتحفيظ القرآن والمسابقات باللغتين العربية والإسبانية . يقيم المركز معرضاً جميلاً لبيان جهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بجميع لغات العالم حتى صار هذا المعرض سبباً لإسلام بعض النصارى ويزوره يومياً أعداداً كبيرة من غير المسلمين .يقيم المركز معرضاً للكتاب في أروقة المركز بمشاركة مؤسسات عالمية وهيئات مدنية ومنظمات دولية ساهمت بتقديم الكتب باللغتين العربية والإسلامية .إضافة إلى قيام المركز الإسلامي بجمع المواد العربية المترجمة للغة الإسبانية والتي بلغت 191مادة متنوعة .يستفيد المركز الإسلامي من شهر رمضان الكريم في إقامة الدروس المتنوعة في علوم الشريعة وتصحيح التلاوة وربط الجالية بكتاب ربها وتعاليم دينها. هذه بعض نشاطات هذا المركز الرائد والتي أردت من خلالها بيان الدور المهم والفعال لهذه المراكز للجاليات الإسلامية وهذه دعوة إلى أهل الخير والإحسان وطلبة العلم للمشاركة بدعم هذه المراكز وزيارتها والاهتمام بها . ولايفوتني في هذا المقام أن أشكر ولاة أمر هذه البلاد المباركة على دعمهم لهذا المراكز وتحمل تكاليفها الباهظة فجزاهم الله خير الجزاء وكذلك الشكر موصول لرابطة العالم الإسلامي الجهة المشرفة عليه .والله الموفق. عضو الجمعية الفقهية السعودية اسبانيا - مدريد