منذ الموسم الرياضي الماضي ونحن نتابع مصير الجوائز الأسبوعية التي تمنحها ( شركة زين ) لأفضل فريق وأفضل لاعب من خلال جولات ( دوري زين السعودي للمحترفين )، فالملاحظ ( للأسف ) أن الأفضلية لا تخرج عن ناديين أو ثلاثة وتذهب لمن لا يستحق سواء على المستوى الفني للفريق أو على المستوى الفني للاعب، والملاحظ أن أكثر من حقق هذه الجائزة هو فريق النصر ولاعبي النصر، ومهما قدمت بقية الفرق من مستويات فنية رائعة ومهما قدم لاعبو تلك الفرق من مستويات متميزة فلن يحصلوا عليها لكون النظرة التي تمنح الجائزة من خلالها ليست فنية ولا تعتمد على المستويات الفنية سواءً أداء الفريق أو اللاعب خلال الجولة، بل هي تعتمد فقط على ( القوة الشرائية ) حسب وجهة نظر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر التي أشار إليها في أحدى مداخلاته التلفزيونية عبر القناة السعودية الرياضية ومن خلال برنامج ( فوانيس ) الذي يعرض بشكلٍ يومي في شهر رمضان المبارك، ولو نظرنا لجائزة زين من منظور ( القوة الشرائية ) حسب قول سموه لوجدنا أن الجائزة لم تعد لها قيمتها الفنية المسماة بها وهي ( جائزة أفضل فريق وأفضل لاعب بالجولة ) لكوننا نعلم جيداً أن الأفضلية تكون وفق رؤية فنية بحتة لا علاقة لها بالجماهير، والمفترض أن تسمى ( جائزة أفضل جمهور يساند فريقه ) وتعطى قيمة الجائزة للنادي من شركة زين كدعم ومساندة من جماهيره وتعبيراً من هذه الجماهير عن مدى حبها ومساندتها ووقوفها بجوار ناديها، أما أن تمنح الجائزة ككونها لأفضل فريق وأفضل لاعب في الجولة ومن ثم تذهب للفريق ( الأكثر تصويتاً ) من قبل جماهيره ففيه من الظلم الشيء الكثير، ولو نظرنا على سبيل المثال لا الحصر ما قدمه فريق الرائد من مستوى رائع في الجولة الأولى وما قدمه لاعبه ( موسى الشمري ) لقلنا بأن الجائزة من حق فريق الرائد ( من دون كلام ) ولكن ذهبت الجائزة ( بقدرة قادر ) لفريق النصر وللاعبه (او فيديو بيتري ) كالعادة، لدرجة أنني أصبحت أتوقع أي شيء في ( زمن العجائب ) الذي نحن فيه، فأتوقع مثلاً لو تم تأجيل مباراة للنصر بأحد الجولات وتم التصويت لأفضل فريق وأفضل لاعب خلال هذه الجولة التي غاب فيها النصر ( لأي سبب كان ) لحصل فريق النصر على جائزة زين لأفضل فريق ولحصل أحد لاعبي النصر على جائزة أفضل لاعب ( ولما لا ؟ طالما المسألة قوة شرائية )، وطالما الاختيار يعتمد على ( القوة الشرائية ) ولا علاقة له بالمستوى الفني فالجماهير حسب اعتقادي تستطيع أن تختار لاعب من فريق ناديها كأفضل لاعب في الجولة حتى وإن لم يشارك لأن ما يحدث ليس سوى دعم جماهيري لأنديتها، ومن هذا المنطلق فإنني أقترح تغيير مسمى الجائزة لتكون ( جائزة دوري زين السعودي للمحترفين لأفضل جماهير مساندة لناديها خلال الجولة )، وأقولها وبكل أمانة أنه من المحبط ومن المخيب للآمال أن يأتي فريق من خلال إحدى الجولات فيقدم مستويات رائعة أو يأتي لاعب ( ما ) ويقدم مستويات متميزة ومن ثم يرون بأن الجائزة ( وبكل برود ) تذهب لفريق أو لاعب ( ما عندك أحد ) وهذا سينعكس بكل تأكيد على الفريق واللاعب الحاصل على الجائزة بدون وجه حق لدرجة أنهم سيصدقون أنهم قدموا المستوى المرضي وفي حقيقة الأمر أنهم لم يرضوا حتى أنفسهم، وكل هذا يحدث للأسف لكون الجماهير أرادت ذلك لفريقها فقط بمبدأ ( المخرج عاوز كده ) . ( بين السطور ) أتمنى من شركة زين أن تضع آلية معينة تستطيع من خلالها ضبط عملية اختيار الفريق واللاعب الممنوح له جائزة زين، كما أتمنى أن تنظر للأندية التي لا يوجد لديها شركات راعية فيتم منحها هذه الجائزة كنوع من الدعم والتشجيع والمساندة، ومما لا شك فيه أن هذه المبالغ رغم قلتها إلا أنها تشكل دعما مهما لتلك الأندية وتساهم بشكلٍ قوي في تشجيعها وزيادة عطاءاتها وزيادة حدة الرغبة في المنافسة لديها، وكل هذا يعود بالنفع على شركة زين المستفيد الأول من هذه الإثارة والمنافسة في دوري المحترفين السعودي .