كنت اعرفه بصوته المتهدج حيث كان يجري اتصالاته بالقسم الرياضي متسائلا هل وصلت المادة وعن رأي العبد الفقير لله فيما جاء فيها وهل تستحق النشر؟، رغم أني كنت أعلم من هو وقيمته ككاتب وإعلامي كبير يمثل أحد التجارب (المكاوية) العريضة. ويأتي صوته المتهدج في كل يوم وكأني به يرفض أن يموت قلمه من خلال حرصه على تواصله اليومي مع قراءه. وكان يختم اتصالاته بكل أدب جم بأنه يترك أمر النشر لنا في القسم الرياضي فلنا كامل الحق في أن ننشر ما نراه يتوافق مع سياسة النشر وهؤلاء هم الكبار يرون في كل من حولهم كبارا. هذا هو محمد صالح باربيق الذي لازلت وكثير من الزملاء نجهل ميوله حتى الآن بسبب تغليبه الجانب الوطني على الجانب العاطفي في مقالاته. تخيلوا رجل قضى نصف عمره في الإعلام يعامل ويتعامل مع من حوله كزملاء يعترف بتجربتهم ومسؤوليتهم حتى ولو كانت اعمارهم الصحافية نقطة في بحر عالمه المهني. كان يكتب هموم الرياضة في الأهلي والاتحاد، في النصر والهلال، وفي الوحدة نادي كل (المكاويين)، كان يكتب بحبر وطني لذلك كان جميع منسوبي هذه الأندية لا يملكون الا احترامه حتى لو اختلفوا معه.باربيق لم يكن مجرد إعلامي عابر، كان رجلاً وطنياً يعي مفهوم الإعلام ورسالته. كل ذلك جعل باربيق يحظى بالتقدير والإكبار من قبل من رافقوا مسيرته وكانوا إلى جواره في تجربته التي امتدت مايقرب الثلاثين عاما. اليوم نسمع بأن باربيق يعاني تدهورا في صحته ومن باب الواجب لا باب العطف ومن باب رد الجميل لا الجميل، ومن باب التقدير لا الشفقة، نتوجه بالدعوة لكل من لهم علاقة بالإعلام ومن لهم علاقة بالرياضة ومن لهم علاقة بالعاصمة المقدسة مكةالمكرمة بأن نرد قليلا من كثير لرجل كان همه شباب هذا الوطن ورياضته وجاء الوقت لنرد له قليلاً من كثير قدمه لوطنه.