مكة المكرمة .. محمد الأركاني .. البلاد : هنأت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي، المسلمين في العالم، بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، داعية إلى الاستفادة من دروس الصيام وعبره وفوائده، والتأسي برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الشهر العظيم، والتمسك بنهجه القويم، كما دعتهم فيه إلى الاعتصام بحبل الله المتين والاحتكام إلى شريعته، وبيان محاسنها للناس، والدفاع عن مبادئ الإسلام، الذي بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين. جاء ذلك في نداء وجهه معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، فيما يلي نصه: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد أظل الأمة الإسلامية شهر عظيم مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، و قيام ليله تطوعاً. تستقبله أفئدة المؤمنين الصادقين بالبشرى والأمل، والعزم على أداء فريضة الله فيه على الكمال والتمام، مع اغتنام فضائله بالمسارعة إلى البر والتقوى، والكف عما يسخط الله تعالى. ومن حق الله على الأمة الإسلامية، أن تذكر نعمة الله العظمى عليها في رمضان، إذ أنزل لها فيه كتابه الكريم ليكون آية للناس، وهدى ونوراً، وصراطاً مستقيماً إلى يوم الدين. فكل خير ورشد اهتدت إليه هذه الأمة، وكل شر وغي نأت عنه، فبفضل الهداية الإلهية لها: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ). ومن شكر هذه النعمة العظيمة، العمل الجاد على تحقيق مقاصد الصيام، الذي افترضه الله على المسلمين في هذا الشهر المبارك، وترويض النفوس على تقوى الله، ونشر مشاعر الأخوة ورابطة الانتماء للدين الذي ارتضاه الله لعباده، بين مختلف أبناء الأمة، وتقوية التعاطف والتآلف والتعاون بينهم.والعمل الجاد للعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتحكيمهما في مختلف القضايا.ولئن كان رمضان فرصةً لتزكية النفس والإقبال بها على الله تعالى، بأنواع العبادات، والعطف على المسكين واليتيم والأرملة وذي الحاجة، تأسياً بنبي الأمة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حيث كان أجود ما يكون بالخير في هذا الشهر الكريم، وأجود من الريح المرسلة، فإنه مناسبة لذِكر أيام الله فيه على الأمة، وما كان فيها من العزة والنصر، كيوم بدر وفتح مكة، وفرصة لاستدراك الأخطاء ومعالجة الانحرافات، التي جرّت إلى كثير من الحوادث المؤلمة المسيئة إلى الأمة وسمعتها ومكانتها، وكذلك الانتباه إلى أهمية المحافظة على الدين، والقيام على تعليمه تعليماً صحيحاً وفق نهج سلف الأمة الصالح، سليماً من كل شائبة تفتح أبواب الشذوذ، أو تكون ثغرة للطعن فيه من أعدائه الذين يستغلون انحراف بعض المسلمين، بالإضافة إلى بذل الجهود في تعريف غير المسلمين بمحاسن الإسلام، وحاجة البشرية إلى مبادئه في العدل والسلام والتعاون بين الناس، وتعريفهم برسول الرحمة، محمد صلوات الهى وسلامه عليه، الذي بعث رحمة للناس جميعاً :( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ). وبهذه المناسبة العظيمة يطيب لرابطة العالم الإسلامي أن ترفع التهنئة والمباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ولسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولقادة المسلمين مع دعاء المولى أن يعين الجميع على صيام أيام رمضان وقيام لياليه، وأن يبارك فيه للأمة الإسلامية، وأن يصلح أحوالها، إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.