أعرب محمد سيد حسن شمعة كبير الصيادين والخبير البحري بكلية علوم البحار عن أسفه الشديد على ذهاب روحانية أيام وليالي رمضان في العقود الماضية والتي افتقدناها هذه الأيام بسبب المدنية الحديثة التي نعيشها وما طرأ من تطور العلم في الاتصالات وكثرة الفضائيات والانترنت وغيرها من العلوم التي بسببها افتقدنا الكثير من العادات الرمضانية التي تميز بها المجتمع السعودي عن غيره فحل الجوال محل التزاور وتبادل الزيارات بين الأهل والاقارب والاصدقاء وحل التلفزيون بفضائياته الهائلة محل السمر والتجمعات في فسحات الأحياء والذي كان يجتمع فيها ويتسامر كبار رجال الحي وحل الانترنت محل الالعاب الشعبية التي كان يمارسها الشباب كالكبت والطيره والطره والكيرم وغيرها من الالعاب التي كان يمارسها الشباب في تلك الايام الماضية والتي كانت تعج بهم الشوارع والاحياء وكانوا يجعلون من ليالي رمضان مهرجانا اجتماعيا ترفيهيا ومما كان يميز تلك الايام الخوالي والتي اصبح القلب يحترق شوقا اليها إن كل ماكان يصنع في بيتك من طعام يذهب كله الى الجيران وكل مايصنع عند الجيران تجده في بيتك وهذا من اسمى وارقى التعاون الاجتماعي التي حضنا عليه ديننا الحنيف وامرنا به واصبح معظم الاسر الآن وخاصة الاسر الغنية والمتوسطة لاتتناول افطارها الا في المطاعم والفنادق والمنتزهات التي لاتجد فيها مكانا خاليا من كثرة الازدحام عليها وقد احدث هذا الوضع شرخا كبيرا في المجتمع السعودي واصبح المجتمع شبه متفكك روحانيا وعاطفيا فما عاد لرمضان تلك الروحانيات وتلك الومضات والعلاقات الانسانية التي كانت تربط الناس بعضها مع بعض في مجتمع متمسكا بدينه وعاداته وتقاليده العريقة والاصيلة والتي كنا نحسد عليها فهل لها من عودة وهل سيأتي يوما يفوق فيه مجتمعنا من سكرة العلم والمدنية ليعود الى اصالته وتقاليده العريقة ويلتف المجتمع حول بعضه وتعود إليه الألفة والأخوة المحبة أم أن السنوات المقبلة ستكون اشد ألماً وحسرة على ماقبلها أم نحمل الزمن اخطاؤنا بالجري وراء الحضارة والمدنية وصدق من قال : نعيب زماننا والعيب فينا ** وما لزماننا عيب سوانا فما زلت أذكر أيام وليالي البحر في رمضان وامثال المشتركين بعد صلاة الفجر لشراء "الشكه" التي يعود بها الصيادين من بحر جدة فقد عشت أياماً لا تنسى مع البحر والصيد والصيادين وآمل أن يعود للبحر بريقه ورونقه..