حينما تصدق المشاعر، وحينما يصدق القلب والعقل، وحينما تشرق شمس القلوب من جديد، عندئذ فقط يستطيع الإنسان أن يقول ولكم تحياتي، عندها فقط نستشعر قيمة كلمة الشكر والتقدير التي وان صدق القول باتت تندثر شيئا فشيئا في مجتمعاتنا العربية بشكل أشبه بالطاعون، كل منا أصبح يعتقد أن كل ما هو حوله حق مكتسب، وان كان خدمة أو مجاملة أو عملاً قام به أحد له، ولا يعتقد في لحظة انه وجب عليه الشكر والتقدير لهذا الشخص. هذه ليست قصتي، إنما هي أمنيتي،قد نستطيع أن نبحر كثيرا في هذا الأمر ونقول فيه أبياتاً من الشعر، وكلمات من القلب، ونملأ صفحاتنا وعقول قرائنا بكثير من الكلمات الرقيقة لهذا الأمر، ولكن ليست هنا تمكن المشكلة، فالأساس هو القناعة الشخصية بأهمية الشكر . فقد اجمع العلماء من خلال تجاربهم بنصيحة أراها صوابا للعقل والفكر والوجدان حينما قالوا..اجعل الشكر عادة تمارسها كل صباح، أن تبدأ بشكر الله، ثم تشكر الناس خلال ممارسة أعمالك اليومية لكل عمل أو معروف يقدّم لك... وخلال أيام قليلة ستشعر بقوة غريبة وجديدة من نوعها تسهل طريقة النجاح لك.يالقلمي أن يخجل مما يكتب، وان تبتسم أنت أيضا تعجبا مما قرأت، لقد اجمع العلماء غير المسلمين على أهمية الشكر وتأثيره على النفس البشرية، في الوقت الذي تناسينا نحن أن الشكر أمر الهي من المولى عز وجل في كتابه الكريم، ولذلك قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) وتأمل معي أيضا تلك الفوائد الطبية التي أكد عليها كثير من المختصين... والتي أكدت أن مشاعر الامتنان وممارسة الشكر، تؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية في الجسم مثل مادة Dopamine ومادة Serotonin وهذه المواد تنطلق طبيعياً أثناء السعادة، ويقل إفراز هرمون الإجهاد Cortisol مما يؤدي لوقاية القلب من النوبات القلبية ومرض الأوعية القلبية. تذكر انه عندما تشتاق إليك الدنيا تفتح زراعيها وتمطرك بأسرارها، ومصادر النجاح لك في الدنيا والآخرة، فها هي فرصة ذهبية أمامك لكي تعيد ترتيب أفكارك وأوراقك الفكرية الرابحة، لماذا تكون أنت الخاسر الأكبر.. مع العلم انه يكفيك فقط أن تشير بالشكر والتقدير ولو بمجرد الابتسامة فقط للآخرين.. حينئذ ستشعر بالفارق الذي يجعلك الرابح الأكبر دوما. ولعلني أستعطفك الآن أن تحقق أمنيتي وتعيد قراءه هذه الكلمات وبدلا أن تقرأها بعينك استشعرها بقلبك ووجدانك لتعلم اهيمة تلك النعمة الكريمة، ولا أجد الآن إمامي سوى ان أتركك بين تلك الكلمات لتبحر فيها كيفما تشاء. هل هذا ما نقول ليس حقا عليك ان تأخذه بعين الاعتبار وببلاغة القرآن وبرأي العلمان وبعين الفخر والامتنان...........لحظة من فضلك.. نسيت أن أقول لك.....ولكم تحياتي !!!! محمد دهشان يونس