تفوقت ( حفلات الزوجات ) كالعادة على ( برامج الصيف ) في منطقة الباحة ، وبدأت الأخيرة أمام الأولى خجولة , ولم يشاهد مصطافو الباحة حتى الآن أية مظاهر واضحة , تدل على أن الجهات الرسمية والأهلية قد استعدت لصيف 1431ه .. ببرامج قوية ومكثفة تشد انتباههم . وخلال الأسبوع الأول من شعبان الجاري , ومن خلال تجوالي في كل من الاطاولة وبقية بلدات محافظة القرى , ومن خلال جولتين داخل مدينة الباحة , لم ألاحظ أية " يافطات " تشير إلى فعاليات معينة , يمكن أن تكون برامج صيف للسواح . ما رأيته في الجانب السلبي هو موجة من قطوعات الكهرباء أصابت الاطاولة وما حولها من بلدات محافظة القرى الاثنين الماضي , وأوضح لي مصدر في شركة الكهرباء أن ذلك ( خارج عن إرادتهم ) معيداً السبب إلى ( المحطات الخارجية ) بحسب تعبيره .كما أصابت العديد من محطات الوقود حالة من نقص بنزين 95 وخصوصا تلك القائمة على الطريق الرئيسي , وقال لي صاحب محطة وقود في بلدة الاشتاء : أن سبب ذلك هو نقص الإمداد من فرع شركة ارامكو في جدة . وفي المقابل يستعد أبناء بلدة الاطاولة ( 28 كم شمال مدينة الباحة ) لإقامة ( ديوانية الصيف ) المسائية الصيفية , بدء من مساء السبت 12 شعبان الجاري , والتي تدخل عامها الثالث على التوالي , وتقدم برامج محدودة للمصطافين من الشباب والكبار , بهدف كسر رتابة أمسيات الصيف , وذلك بإشراف من لجنة التنمية الاجتماعية بالمحافظة .ويبقى العنصر الوحيد القوي في ساحة برامج الصيف هو ( حفلات الزوجات ) التي استعد لها ما يزيد على 120 قصر أفراح في منطقة الباحة فيما صار يعرف ب ( موسم الزواجات ) صيفا .. حيث تضخ هذه الحفلات ألقاً واضحا على أجواء المنطقة في مثل هذه الأوقات من كل عام , وتتشكل على جنباتها مظاهر فرح كرنفالية عفوية وتبدأ هذه الحفلات كما هو معروف من بعد صلاة العصر , وحتى ما بعد صلاة العشاء ( بعض الأفراح تقدم وجبة العشاء بعد صلاة المغرب ) .. إلا إذا كانت العرضة الشعبية الجنوبية حاضرة في مناسبة الزواج , فان الحفلة تمتد إلى حوالي الحادية عشرة مساء كأقصى حد . وقد اشتهرت حفلات الأعراس في منطقة الباحة بأنها تقام في الجزء الأخير من النهار وفي الجزء الأول من الليل , ولم تستطع متغيرات العصر أن تزيح مواعيد هذه الحفلات عن توقيتها التقليدي هذا , إلى قاع الليل كما هو الحال في المدن الكبيرة في السعودية .وقد اخبرني قبل سنة من الآن احد أصدقائي خلال حفلة عرس جرت في واحدة من بلدات منطقة الباحة – ونحن نتناول طعام العشاء الذي تم تقديمه حينذاك بعد صلاة المغرب – انه سيغادر المكان فورا إلى مدينة جدة , ليتمكن من حضور مناسبة زواج أخرى في ذات الليلة لصديق عزيز , معربا عن ثقته بان سيقطع حوالي 380 كم .. وسيتمكن من اللحاق بحفلة جدة بكل سهولة بحسب اعتقاده .ويبقى الطقس في منطقة الباحة يغرد منتشيا , فوق رؤوس الجبال وجنبات الأودية , في درجات حرارة ( حوالي من 23 - 27 درجة ) ليكون هو الأكثر هيمنة على أجواء المنطقة ( الجزء السروي ) بتلك النسمات الباردة الجميلة , مشكلا عنصر جذب للسعوديين والمقيمين , ممن يعيشون في المدن السعودية الكبيرة صيفا لاهبا , تحت درجات حرارة مرتفعة , لامست في بعض الأيام سقفا أعلى من 50 درجة .