سيكون مهاجم ارسنال الانكليزي روبن فان بيرسي امام فرصة الخروج من ظل زميليه في المنتخب الهولندي ويسلي سنايدر واريين روبن عندما يتواجه "البرتقالي" مع نظيره الاوروغوياني اليوم، فلم يقدم فان بيرسي حتى الان شيئا يذكر بعد خمس مباريات في النهائيات وذلك خلافا لسنايدر وروبن، لان الاول نجح في تسجيل اربعة اهداف حتى الان بينها الثنائية الغالية امام المنتخب البرازيلي (2-1) في ربع النهائي، في حين نجح الثاني في تحقيق عودة موفقة الى التشكيلة الاساسية بعد تعافيه من الاصابة بتسجيله الهدف الاول امام سلوفاكيا (2-1) في الدور الثاني، قبل ان يضيف سنايدر الثاني ليضعا بلادهما في ربع النهائي للمرة الاولى منذ مونديال 1998، حين حلت رابعة، والخامسة في تاريخها. وفشل فان بيرسي في اظهار مستواه الحقيقي في جميع المباريات التي خاضها حتى الان وهو متأثر بشكل كبير بالموسم "الاسود" الذي امضاه في الدوري الانكليزي الممتاز حيث تعرض لاصابة في كاحله ابعدته عن الملاعب من نوفمبر الى ابريل الماضيين. ويسعى مهاجم ارسنال الذي سجل هدفا في مرمى الكاميرون (2-1) خلال الجولة الاخيرة من الدور الاول عندما كان منتخبه قد ضمن تأهله في الجولة السابقة، لتعويض ما فاته ويملك هذا اللاعب الذي قارنه مدربه الفرنسي في النادي اللندني ارسين فينغر بالارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، فرصة ان يلعب دور "البطل" في مباراة الغد وقيادة منتخب بلاده الى النهائي للمرة الاولى منذ 1978 والثالثة في تاريخه بعدما خسر ايضا نهائي 1974. قد تكون مسألة اللياقة البدنية والغياب عن المنافسات عاملين اساسيين في المستوى "العادي" الذي قدمه فان بيرسي حتى الان وسببا في الاحباط الذي يعاني منه والذي تجلى بشكل واضح في مباراة سلوفاكيا عندما بدا مهاجم ارسنال مستاء من قرار مدربه بيرت فان مارفييك باستبداله في الدقيقة 80 من المباراة. وقال فان بيرسي "نعم كنت مستاء لخروجي، لانني في هذه الدقائق الاخيرة من المباراة بدأت احصل على مساحات أكثر فأكثر، وكنت أرغب حقا في استغلالها"، مضيفا "كنت امل حقا في الفوز بنتيجة كبيرة". واكد فان مارفييك انه لا وجود لا مشكلة مع فان بيرسي، وقال "كان يريد روبن انهاء المباراة. كان مستاء وهذا امر طبيعي. ليس هناك اي مشكلة". وتابع مارفييك الذي توجه اليه فان بيرسي بنظرة غاضبة قبل ان يتبادلا الحديث في دكة البدلاء: "في هذه اللحظة من المباراة، كنت بحاجة الى لاعبين حيويين لمواصلة الضغط على السلوفاكيين"، مشيرا الى ان استبدال فان بيرسي بكلاس يان هونتيلار لم يكن بسبب فشله في هز الشباك. وقال "كان فان بيرسي وراء الهدف الاول الذي سجله روبن، ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك".لكن المسألة تصاعدت لاحقا عندما كشفت وسائل الاعلام الهولندي ما قاله فان بيرسي لمدربه لحظة استبداله اذ تساءل غاضبا: "لماذا تخرجني انا؟ لما لا سنايدر؟". وهب فان مارفييك للدفاع عن فان بيرسي وقال بان الاخير بحاجة للمزيد من الوقت من اجل استعادة مستواه السابق، مضيفا "روبن كان مصابا لفترة طويلة خلال الموسم المنصرم وعليه ان يلعب من اجل اعادة اكتشاف مستواه السابق"، معتبرا بان ما قاله فان بيرسي جاء في لحظة غضب لان الاخير يريد ان يلعب ويخدم منتخب بلاده، فيما قلل سنايدر من اهمية ما حصل.لكن هذه ليست المرة الاولى التي يتسبب فيها فان بيرسي بتوتير اجواء المنتخب لان الامور لم تكن على ما يرام في المعسكر البرتقالي خلال كأس اوروبا 2008 ايضا حيث دخل في جدال مع سنايدر بالذات حول من سينفذ الركلات الحرة التي سيحصل عليها المنتخب، ثم طالت تصريحاته زميله الاخر ديرك كاوت قبيل انطلاق النهائيات الحالية عندما قال بان التشكيلة الهجومية المثالية للمنتخب هي بوجود الاربعة "الكبار" رافايل فان در فارت وسنايدر وروبن و...فان بيرسي. لكن لكي يكون لاعب ارسنال بين الاربعة الكبار عليه ان يستغل الفرصة المتاحة امامه في نصف النهائي من اجل ان يؤكد احقيته في ان يكون اساسيا وان يخرج من ظل سنايدر وروبن عبر المساهمة الفعلية في قيادة منتخب بلاده الى لقبها العالمي الاول الذي سيكون اللقب الاغلى والاثمن في خزانة هذا اللاعب الذي لا يزال يبحث عن طريقه نحو المجد.