كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين للعاصمة الأميركية (واشنطن) محط اهتمام كبار المسؤولين الأمريكيين وفي مقدمتهم الرئيس باراك أوباما وذلك لما للمملكة من ثقل كدولة اقليمية رئيسية في منطقة الشرق الأوسط تمثل عنصر الاعتدال في جو من التوتر المزمن تعيشه المنطقة منذ سنوات. وقد استقبل فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية في البيت الأبيض بواشنطن أمس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وقد دوّن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله كلمة في سجل زيارات البيت الأبيض فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم سعدنا بزيارة البيت الأبيض والالتقاء بفخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية والتي تأتي تتويجاً للعلاقات التاريخية وتجسيداً للتعاون بين البلدين الصديقين ، ونعرب في هذه المناسبة عن تقديرنا لحكومة وشعب الولاياتالمتحدةالأمريكية الصديق ، وننقل لهم جميعاً أسمى مشاعر المودة والصداقة من شعب المملكة العربية السعودية. مع تمنياتنا للولايات المتحدةالأمريكية وشعبها الصديق بالمزيد من التقدم والازدهار. خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الثلاثاء : 17-7-1431ه الموافق : 29-6-2010م عقب ذلك أقام فخامة الرئيس الأمريكي مأدبة غداء تكريماً لخادم الحرمين الشريفين. حضر المأدبة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير. عقب ذلك عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية اجتماعاً ثنائياً رحب خلاله فخامة الرئيس الأمريكي بخادم الحرمين الشريفين في البيت الأبيض وقال: "أرحب بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى البيت الأبيض ، ويسعدني أن أبادله الضيافة الرائعة التي قدمها لي وللوفد المرافق لي عندما زرت المملكة العربية السعودية وزرته في مزرعته هناك. منذ خمسة وستين عاماً كان اللقاء التاريخي الذي تم آنذاك بين الرئيس فرانكلين روزفلت وجلالة الملك عبدالعزيز والعلاقات الثنائية بين البلدين وطيدة وقوية. أنا أثمن الحكمة ووجهات نظر وآراء خادم الحرمين الشريفين الحكيمة وقد عقدنا مباحثات مثمرة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا أخرى ذات صلة بالرفاه والازدهار والأمن حول العالم. لقد تحدثنا عن المصلحة المشتركة وعملنا المشترك في مكافحة التشدد العنيف ، كما تحدثنا أيضاً عن القضايا الاستراتيجية ومنها قضايا ذات صلة بأفغانستان وباكستان وإيران ومحاولاتها للسعي إلى تطوير سلاح وقدرات نووية. وتحدثنا كذلك عن مسار السلام وضرورة المضي قدماً بمسار ذي بمغزى وبمسار صلب يحقق دولة للفلسطينيين تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل آمنة ومستقرة. وأيضاً كدولتين عضوين في مجموعة دول العشرين عقبنا على اللقاءات التي قمنا بها في نهاية الأسبوع الماضي وكيف يمكن للحكومتين السعودية والأمريكية العمل مع الشركاء في مجموعة العشرين للاستمرار في التعافي الاقتصادي وتحقيق النمو الذي سيوفر الأعمال والنمو للجميع. وتحدثنا أيضاً عن التعاون بين الشعبين لمواصلة العمل على الأصعدة التربوية وتوطيد أواصر العلاقات التجارية ، وكذلك علاقات الأعمال بين الدولتين. وكما نعمل في الحكومتين لنبقى شركاء أقوياء نعمل أيضاً لتكون العلاقة قوية بين الشعبين. خادم الحرمين الشريفين : بالنيابة عن الشعب الأمريكي أرحب بكم وسنستمر بالصداقة ونثمن أيضاً حكمتكم ومشورتكم وسنستمر بالعمل سوياً من أجل الشعبين " . من جهته أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن شكره لفخامة الرئيس باراك أوباما. وقال " شكراً فخامة الرئيس ، أوفيت كل شئ ولا أبقيت لي شئ . ولكن أحب أن أقول إنك رجل محترم عالمياً ، وما أقوله الصحيح وهو ما أسمعه من العالم تجاه الرئيس أوباما ، وأحب أن أقول للشعب الأمريكي إنه شعب صديق للمملكة العربية السعودية وللعرب وللإنسانية. وهذه الصداقة - كما تكرم الرئيس - من عهد الرئيس روزفلت والملك عبدالعزيز وهي باقية وتزداد قوة ، وأتمنى من الرب عز وجل أن تكون للأبد إن شاء الله بين الشعبين وبين الأصدقاء الأمريكان الرؤساء أولهم أوباما والأولين كلهم والآخرين. شكراً فخامة الرئيس ، وأشكر الشعب الأمريكي ، وأشكر الأصدقاء الصحفيين ".