ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    235 جهة حكومية تستعرض أبعاد ثروة البيانات وحوكمتها والاستفادة منها في تنمية الاقتصاد الوطني ‬    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقات السعودية الأمريكية شراكة استراتيجية تعود نشأتها إلى قرن من الزمان
نشر في البلاد يوم 29 - 06 - 2010

تبدأ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) الى الولايات المتحدة الامريكية ، حيث تتناول الزيارة كافة المباحثات مع الرئيس الامريكي باراك اوباما المتعلقة بسبل تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تتضمن كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
علاقات تاريخية بين الدولتين
العلاقات السعودية الأمريكية راسخة الجذور في التاريخ الحديث فقد ولدت في العام 1933م وذلك عندما بدأت بواكير التعاون الاقتصادي بين البلدين متمثلة في قيام شركة الزيت العربية الأمريكية بحفر أول بئر للنفط في شرق المملكة، ثم اكتملت نشأة هذه العلاقة في العام 1945م وذلك عندما التقى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة الحربية (كوينسي)، قبل أن تضع الحرب الكونية الثانية اوزارها، ثم ما لبثت ان اصبحت أكثر من مجرد علاقة دبلوماسية حين سميت شراكة في العام 1957م ودخلت منذ ذلك التاريخ مرحلة تحالف استراتيجي يزداد قوة وصلابة كلما تعاقبت الادارات السعودية والأمريكية.
وكانت المملكة قد منحت في العام 1933 الولايات المتحدة أول امتياز للتنقيب عن البترول في أراض المملكة لشركة / ستاندارد اويل/ في كاليفورنيا / سوكال/ والتى انضمت فيما بعد إلى شركات موبيل وأكسون وتكساسكو لتشكيل شركة الزيت العربية الامريكية / أرامكو / التي أصبحت فيما بعد تعرف باسم / أرامكو السعودية / التي تمتلكها الحكومة السعودية بالكامل
رسوخ وصلابة العلاقات الثنائية
ومما زاد في رسوخ وصلابة هذه العلاقة طيلة ال 75عاماً الماضية قدرتها على مواجهة تحديات لا يستهان بها طيلة الحروب الاقليمية والنزاعات الدولية والمتسمة بالأحداث الجسام الدامية التي لا تصمد أمامها كثير من العلاقات، فعبر هذه الفترة التاريخية مر العالم بعدد من العواصف المتعاقبة التي أزالت كيانات بكاملها وألغت أحلافاً وتكتلات وأنشأت أخرى ومع هذا فقد ظلت العلاقة السعودية الأمريكية ثابتة كالصخرة لا تهزها تلك الرياح التي كانت غالباً تأتي بما لا تشتهي السفن.
ولم تكن هذه العلاقة لتجتاز كل تلك الاختبارات العسيرة لولا وجود عدد من الحقائق على الأرض وأهمها المرجعية الفكرية السياسية، لدى البلدين، والتي كانت بمثابة بوصلة تهدي الحائرين في مجال العلاقات الدولية وتكشف لكل الباحثين عن الحقيقة سر استمرار ونجاح هذه العلاقة الممتازة، وتتجسد هذه المرجعية في وجود قناعة متبادلة بأن أهمية العلاقة تجعل الاصرار على تقويتها من مبادئ الوعي بالمسؤولية ومن مقتضيات هذا الوعي أن الشعبين السعودي والأمريكي يشتركان في غابة سامية وهي تحقيق الخير العميم للعالم وتقوية دعائم السلم والأمن والرخاء للشعوب كلها، وعليه فإن اهتمام الرياض وواشنطن بشأن العالم ليس من محض الصدفة بل تفسره حقائق على الأرض مثل كون المملكة قلب العالم الإسلامي وقبلة كل المسلمين الذين يمثلون ربع سكان المعمورة هذا يضاف إلى مكانة السعودية النفطية في زمن يتسابق العالم فيه إلى التقارب من مصدّري الطاقة حيث تتربع المملكة على قائمة المصدرين بلا منازع.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فمن نافلة القول إن العالم يتطلع قيادتها للسلم والأمن العالميين ويهتم بدورها الإنساني وكذلك باقتصادها القوي الراسخ وبمراكزها العلمية العملاقة والتي صارت مقصد كل أهل الأرض جميعاً ومنهم أبناء المملكة والخليج الذين ما فتئوا يتطلعون لمزيد من التقارب الحضاري بين أمريكا وبلادهم لكي تنطلق النهضة العلمية في مرحلة جديدة تليق بعصر العولمة، عصر القرية الكونية الواحدة.
تقارب في كل وجهات النظر
ومما لامسه الشعب السعودي من آثار هذا التقارب السعودي الأمريكي المتميز ما أثمرته الزيارة الموفقة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) الموفقة إلى الولايات المتحدة في عام 2005، حين كان ولياً للعهد، وما تم خلالها من اتفاقيات علمية وقعها يحفظه الله مع الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش وقد فتحت الباب بشكل رحب لاستقبال أمريكا لدفعات متوالية من البعثات الطلابية للجامعات والمعاهد فيها وبطريقة غير مسبوقة في تاريخ البلدين الصديقين.
العلاقات الاقتصادية
شكلت اللجنة السعودية الأمريكية المشتركة للتعاون الاقتصادي التي أنشئت عام 1974 نقلة نوعية في علاقات التعاون بين البلدين، ولعبت دورا كبيرا في تطوير العلاقات بينهما. ووقع البلدان في 2003 اتفاقية لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بينهما، كما تم في سبتمبر 2005 في واشنطن التوقيع على الاتفاقية الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة والخاصة بالنفاذ للأسواق في قطاعي تجارة السلع والخدمات المعنية بانضمام‌ المملكة للمنظمة. ويوجد في المملكة حاليا 357 مشروعاً أمريكياً سعودياً مشتركاً باستثمارات قوامها 82 مليار ريال وهذا الاستثمار جعل الولايات المتحدة أكبر مستثمر في المملكة، كما أنها تعد أكبر شريك تجاري للمملكة.
وبلغت التجارة البينية بين البلدين في عام 2008 أكثر من 193.3 مليار ريال، وارتفعت واردات المملكة من الولايات المتحدة إلى 45.9 مليار ريال في حين أن صادرات المملكة إلى الولايات المتحدة استأثرت بمبلغ قوامه 147.4 مليار ريال.
أهم التطورات في العلاقات بين البلدين
عززت التطورات في العلاقات بين البلدين الصديقين والزيارات المتبادلة بين القيادتين والمسؤولين في البلدين عززت من مستوى العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة ، ففي العام 1938م بعث جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمة الله رسالة إلى الرئيس الأمريكي آنذاك فرانكلين روزفلت أوضح فيها الخطورة جراء تدفق المهاجرين اليهود إلى أرض فلسطين العربية
وفي 1940م أعلنت الولايات المتحدة اعتماد ممثلها في القاهرة ممثلا لها في المملكة
وقد أوفد الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) في شهر اكتوبر من العام نفسه ابنيه الأميرين فيصل وخالد (رحمهما الله) للولايات المتحدة في أول وفد سعودى عال المستوى يزور الولايات المتحدة وقد استقبلهما الرئيس روزفلت وكبار المسؤولين الأمريكيين خلال وجودهما في واشنطن
اول زيارة سعودية لاميركا
و في العام 1944 م تم افتتاح أول مكتب دبلوماسي في واشنطن كمفوضيه للمملكة العربية السعودية ثم جرى ترفيعها فيما بعد إلى سفارة كما تم في نفس العام انشاء قنصلية أمريكية في الظهران وجاء بعد اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت والزيارات المتبادلة بين القيادتين في البلدين الصديقين وكبار المسئولين فيهما وكان الملك سعود بن عبدالعزيز أول ملك سعودي يقوم بزيارة للولايات المتحدة وذلك في 12 يناير من العام 1947 م اجتمع خلالها بالرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في حين كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور المملكة حيث وصل إلى جدة في 14 يونيو 1974م في زيارة للمملكة اجتمع خلالها مع جلالة الملك فيصل رحمه الله.
توالي الزيارات بين الجانبين
وقام جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمهما الله وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (حفظه الله) بزيارات عديدة للولايات المتحدة التقوا خلالها الرؤساء الأمريكيين وعددا من وزراء الخارجية والدفاع في الإدارات الأمريكية المتعاقبة تركزت المباحثات خلالها على العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات ، وقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط.
في حين قام العديد من الرؤساء الأمريكيين وكبار المسؤولين في الإدارات الأمريكية المتعاقبة بزيارات للمملكة التقوا خلالها قادة المملكة وبحثوا معهم الموضوعات التي تهم العلاقات بين البلدين وقضايا المنطقة.
تعزيز مستوى العلاقات الثنائية عبر الزيارات المتبادلة
وبرزت زيارتا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للولايات المتحدة الأولى في شهر سبتمبر 1998م ، والثانية في شهر إبريل عام 2002م / حينها كان حفظه الله وليا للعهد / محطتين مهمتين في العلاقات بين البلدين الصديقين تجلت الأولى في الترحيب الواسع من مختلف الأوساط الأمريكية انعكست بعض ملامحه في البيان الحكومي الأمريكي الذى صدر مع بدء الزيارة عن السفارة الأمريكية في المملكة للترحيب بالملك عبدالله بن عبدالعزيز وتأكيد عمق العلاقات السعودية الأمريكية التى تعود جذورها إلى الاجتماع التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز (رحمه الله) والرئيس الأمريكي روزفلت وكذا البيان الصادر عن المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض الأمريكي الذى نص على أن الولايات المتحدة الأمريكية ظلت تعتبر علاقتها الوثيقة مع المملكة العربية السعودية منذ أول اجتماع بين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت عنصراً من عناصر السعي العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الاوسط
وشكلت الزيارة الثانية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان وليا للعهد) في شهر إبريل عام 2002م علامة مهمة في تاريخ العلاقات السعودية الامريكية خاصة وأنها أتت في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ووسط التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته الوطنية.
اهتمام بالقضية الفلسطينية
وقد استضاف فخامة الرئيس الأمريكي (آنذاك) جورج بوش الملك عبدالله في مزرعته الخاصة بكروافورد وتم خلال الزيارة العمل على توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث تطورات قضية الشرق الاوسط وشرح المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية للإدارة الامريكية.
تعزيز التبادل التعليمي والعسكري
وفي شهر إبريل 2005م قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز / كان حينها وليا للعهد/ بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية التقى خلالها حفظه الله فخامة الرئيس جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الامريكية في مزرعة الرئيس الامريكي بتكساس. جدد الزعيمان في بيان مشترك صدر في ختام الزيارة صداقتهما الشخصية والعلاقات بين بلديهما واتفقا على أن التغيرات المهمة التى تجرى فى العالم تتطلب منهما صياغة شراكة قوية.
واتفق البلدان على تشكيل لجنة عليا لتعزيز التبادل التعليمي والثقافي والعسكري والتجاري والاستثماري بين البلدين ، ونتج عن الزيارة أيضا مبادرة الحوار الاستراتيجي السعودي الأمريكي التي تهدف لتعميق علاقات التعاون الثنائية وتنسيق المواقف حول القضايا الاستراتيجية والسياسية التي تهم البلدين الصديقين.
إشادة عالمية بجهود خادم الحرمين الشريفين
وفي لقاء بالبيت الأبيض مع وفد صحفي عربي في يناير عام 2008م نوه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بمشاركة المملكة في مؤتمر أنا بوليس الذي عقد في شهر نوفمبر 2007م وقال إن إيفاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للمشاركة في المؤتمر كان بمثابة رسالة قوية من الملك عبدالله وتكمن أهمية تلك المشاركة في أن السلام ليس فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل سيشمل كل المنطقة.
وقال إن خادم الحرمين الشريفين قدم مبادرته في السابق التي نقدرها والتي هي التزام بمسيرة السلام - لذلك أنا أقدره - واعتبر دوره مهماً وحيوياً في مسيرة السلام.
كما أعرب فخامة الرئيس الأمريكي جورج بوش عن تقديره وإعجابه بشخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وبالدور الذي يقوم به لدعم عملية السلام في المنطقة.
وقال أنا أقدر خادم الحرمين الشريفين تقديراً شخصياً لأنه رجل عندما يتحدث يستمع الجميع إليه مشيراً إلى أنه يحظى باحترامه الشخصي واحترام دول المنطقة.
وأضاف إن الملك عبدالله رئيس دولة لها موقع جغرافي متميز في العالم ويقوم بإصلاحات تستحق الإشادة.
الزيارات الأمريكية للمملكة
في العام الماضي 2008 م قام فخامة الرئيس جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (الاسبق) بزيارتين للمملكة الأولى في شهر يناير والثانية في شهر مايو التقى خلالهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود.
وفي الحادي عشر من شهر نوفمبر 2008م بدأ في مقر الأمم المتحدة بنيويورك اجتماع بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأصحاب الجلالة والسمو والفخامة ورؤساء الحكومات في عدد من دول العالم ورؤساء الهيئات الدولية.
وفي الثالث عشر من الشهر نفسه استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في مقر إقامته بمدينة نيويورك فخامة الرئيس جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال الاستقبال ثمن الرئيس جورج بوش مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع حوار أتباع الأديان والحضارات والثقافات المنعقد في مقر منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، مشيرا إلى أن انعقاد الاجتماع في مقر المنظمة يعد تكريماً وتحية لدور خادم الحرمين الشريفين الذي يقوم به لتعميم ثقافة السلام والتقارب بين أتباع الأديان.
وفي الخامس عشر من الشهر نفسه شارك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود في العاصمة الأمريكية واشنطن في اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية وكان في استقبال الملك المفدى لدى وصولة مقر الاجتماع فخامة الرئيس جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الامريكية.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدلله بن عبدالعزيز ال سعود خلال الاجتماع كلمة بين فيها أن الأزمة كشفت عن مخاطر العولمة غير المنضبطة وضعف الرقابة ، وأكدت أهمية تعزيز التنسيق والتعاون الدولي ، والحاجة الماسة لتطوير الرقابة على القطاعات المالية.
زيارة أوباما للمملكة
قام الرئيس لأمريكي باراك أوباما بزيارة الى المملكة في شهر يونيو من العام 2009 ، واشتملت المباحثات التي أجراها الرئيس اوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، أزمة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
تنامي العلاقات الاقتصادية
شهدت العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة تطوراً ملموساً على مر العقود والازان، حيث شكلت اللجنة السعودية الأمريكية المشتركة للتعاون الاقتصادى التي أنشئت عام 1974م نقلة نوعية فى علاقات التعاون بين البلدين فى المجالات الصناعية والتجارية والقوى البشرية والزراعية والعلمية والتقنية كما ان اللجنة لعبت دورا كبيرا فى تطوير العلاقات بين البلدين واستفاد من برامجها التدريبية والتنموية آلاف السعوديين‌.
اتفاقيات لتطوير العلاقات التجارية
وفي العام 2003م وقع البلدان اتفاقية لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بينهما.
وفي سبتمبر عام 2005م تم بحمد الله تعالى فى واشنطن التوقيع على الاتفاقية الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية والخاصة بالنفاذ للأسواق فى قطاعى تجارة السلع والخدمات المعنية بانضمام‌ المملكة للمنظمة. ويوجد في المملكة حاليا 357 مشروعاً أمريكياً سعودياً مشتركاً باستثمارات قوامها 82 مليار ريال وهذا الاستثمار الضخم جعل الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستثمر في المملكة كما وأن الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للمملكة ففي عام 2008 بلغت التجارة البينية بين البلدين أكثر من 193.3 مليار ريال وارتفعت واردات المملكة من الولايات المتحدة إلى 45.9 مليار ريال في حين أن صادرات المملكة إلى الولايات المتحدة استأثرت بمبلغ قوامه 147.4 مليار ريال.
المئات من طلبة المملكة في مؤسسات التعليم الاميريكية
وفي جانب العلاقات الثقافية يوجد في الولايات المتحدة أكثر من 17000 مبتعثا سعوديا يتلقون تعليمهم الجامعي والعالي في العلوم الطبية والهندسية والحاسب الآلي وعلوم القانون والمحاسبة والإدارة العامة وغيرها.
وتقوم أندية الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة بدور مهم فى إبراز النشاطات الثفافيه والاجتماعية للمبتعثين السعوديين في.ويبلغ عدد هذه الأندية أكثر من 60 ناديا طلابيا ومن المتوقع أن يرتفع عددها إلى 200 ناد طلابي بحلول العام القادم.
وتحقق الأسابيع الثقافية السعودية التي تنظمها الانديه الطلابية في مختلف الجامعات الأمريكية نجاحا ملحوظا في التعريف بالمملكة وتقديم المعلومات عنها بكافة الوسائل الثقافية والإعلامية عبر الجهود المتميزة التي يقوم بها المبتعثون السعوديون الذين يمثلون واجهة مشرفة للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تطور العلاقات الثقافية بين البلدين
وفي اطار التعاون الثقافي بين البلدين احتضنت عدة ولايات أمريكية وعلى مراحل في أعوام 1987م و1989م و1990م معرض المملكة العربية السعودية بين الأمس واليوم وشهد المعرض إقبالا كبيرا من المواطنين الأمريكيين والجاليات الأجنبية وعكس المعرض مدى أصالة الحضارة في المملكة العربية السعودية.
كراس علمية سعودية
واهتمت المملكة العربية السعودية بإنشاء كراس علمية في بعض جامعات العالم.ومن الكراسي العلمية السعودية التى تخدم المسلمين كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية الذي تأسس عام 1984م بمنحة من المملكة العربية السعودية ويهتم بالدراسات الاسلامية تأصيلا لدور المملكة واهتمامها بالقضايا الإسلامية وإبراز الصورة الحقيقية والإيجابية للأمة الإسلامية ، وتأكيدا لهذا الدور جاءت مبادرة الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) بالتبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكى لإنشاء مركز في كلية الحقوق بجامعة هارفارد يهتم بدراسة الشريعة الاسلامية ، وقد سعت ادارة الكلية عام 1413ه إلى اطلاق مسمى كرسي خادم الحرمين الشريفين على المركز تقديرا لذلك التبرع الذي عدته مساهمة فعالة في توسيع مجال الأبحاث ودعما لها، ونتج عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) توفير منح دراسية لدرجة الاستاذية وتمويل الأبحاث في مجال دراسة التشريع الاسلامي والنظام التشريعى الاسلامي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.