تصوير - ابراهيم بركات .. تفاقمت مشكلة المرور في مدينة جدة توسعت المدينة واصبح الانتقال من منطقة لأخرى يستدعي وقتا طويلا،الحركة المرورية في المدينة تبدأ في السادسة والنصف صباحا وحتى بعد منتصف الليل،الشوارع مزدحمة بالسيارات الخاصة والليموزين والشاحنات والوايتات،الانتقال من الجنوب للشمال (اصبح مشكلة) الجميع يعانون من هذه المشكلة.. السيارات التي تجري في مدينة جدة تفوق الثلاثة ملايين سيارة.. والسؤال ما هو الحل؟ هل إيجاد نظام للنقل العام داخل هذه المدينة يحل المشكلة،ولماذا تأخر هذا النظام حتى الآن في مدينة جدة،وماذا يقول الخبراء والمتخصصون في وزارة النقل والمتخصصون في هذا المجال.. كيف نوجد نظاما جديدا للنقل العام يغطي الكثافة السكانية لهذه المدينة ويتم استخدامه بدلا من السيارات الخصوصي،وهل مترو الانفاق يمكن ان يكون حلا؟ (البلاد) طرحت القضية على العديد من المتخصصين والمواطنين لتعرف الإجابة، طرحت هذه التساؤلات في البداية على وكيل وزارة النقل الاستاذ عبدالرحمن ابو ملحة للتعرف على وجهة نظر وزارة النقل في هذا الموضوع: حول موضوع النقل العام لا نشك في ان هناك تأخيرا في موضوع النقل العام بشكل عام في المملكة العربية السعودية ويجب ان نكون صادقين في ذلك وذلك لعدة أسباب،أولها هذا التوسع الكبير الذي تشهده مدننا بصفة مستمرة فنحن خلال شهور قليلة نجد احياء جديدة (تظهر الى الوجود) وبالتالي لا يمكن ان نلاحق هذا التوسع المستمر بخدمات النقل العام لكن الوزارة عندها خططا كبيرة جدا وعندها دراسات عاجلة وسريعة لمعظم المدن الرئيسية في المملكة وانا هنا اتحدث عن (النقل العام) لان هذا الموضوع مهم جدا، وهذه الدراسات التي تقوم بها وزارة النقل على وشك ان تنتهي والدراسة التي قامت بها وزارة النقل اشتركت فيها كل الجبهات الحكومية ذات العلاقة لان هذه العملية لا تخص وزارة النقل بمفردها انما هناك دورا مهما لأمانات المدن والمرور وجهات حكومية اخرى ولذلك دراساتنا مع الشركات الاستشارية المتخصصة تعتمد على فريق عمل متكامل من كل الجهات الحكومية المشاركة في أي مدينة ومعظم هذه الدراسات اوشكت على الانتهاء وانا اتوقع ان شاء الله في غضون السنتين القادمتين ان نبدأ العمل في مشروع (النقل العام) بشكل جدي وفعال ان شاء الله تعالى. نقلت هذه الأفكار والتطلعات الى أحد خبراء النقل في بلادنا والحاصل على الدكتوراه في النقل والذي اصدر كتابا متخصصا عن النقل العام الدكتور علي ناقور عضو اللجنة الوطنية للنقل ليتحدث عن الموضوع ويقول: من سنوات طويلة وانا اطالب بإيجاد نظام (للنقل العام) داخل مدينة جدة وبقية المدن الرئيسية في المملكة فجميع المدن الرئيسية في العالم تضم أنظمة مختلفة من (النقل العام) والتي تشمل الباصات والحافلات وحتى مترو الانفاق ولكن ملاحظ ان هذا النظام متأخر في بلادنا وقد تقدمت بأكثر من مشروع لتنفيذ نظام (للنقل العام) في مدينة جدة ولكنه لم ير النور حتى هذه اللحظة ولدينا الكثير من شركات النقل العاملة في المملكة وحققت نجاحا في عملها ويمكن ان تساهم في انجاح هذا المشروع الحيوي ولكن تنفيذ المشروع في مدينة جدة يحتاج الى تضافر كل من: جهود امارة منطقة مكةالمكرمة ووازة النقل وأمانة مدينة جدة التي توفر الأماكن اللازمة لانجاح المشروع سواء في انشاء محطات رئيسية للنقل العام في مدينة جميلة مثل جدة،وايضا التنسيق مع المرور في ايجاد خطوط سير هذه الحافلات المكيفة والمناسبة التي يمكن تسييرها على خطوط (النقل العام الداخلي) لمدينة جدة والتمويل سيقوم به رجال الأعمال في هيئة شركة مساهمة كبرى توافق عليها الأجهزة المسؤولة في الدولة،كما يمكن للدولة ان تقدم دعما مناسبا للمشروع في بداياته لانه لن يحقق ربحية للعاملين في هذا القطاع لأن سعر التذكرة للإركاب ستكون منخفضة وبالتالي لن تحقق العائد المطلوب للاستثمار وهنا يكون تدخل الدولة لدعم المشروع في سنواته الأولى حتى يتحقق له التوسع والانتشار ويبدأ في تحقيق الربحية وهو مشروع مربح بإذن الله تعالى على المدى الطويل. رأي معارض ولكنني عندما عرضت فكرة النقل العام على الدكتور ماجد محمد قاروب رئيس اللجنة الوطنية للمحامين والقانوني المعروف وجدته باختصار يعارض الفكرة ويطرح منطقا آخرا لهذه المشكلة ويقول:إنه يتعين علينا ايجاد حل شامل ومتكامل لإعادة الحياة للطرق والمرور في مدينة جدة وهذا الحل يبدأ بإعادة مواقع القطاعات الحكومية والمؤسسات والشركات والأجهزة المعنية بتواجد المواطنين والمقيمين على كافة احياء ومناطق جدة وتوزيعها من جديد بين الشرق والغرب والجنوب والشمال لاعادة حركة السير واتجاهات السير في المدينة واعادة حركة السير. في منطقة البلد فنحن على سبيل المثال اذا اخرجنا جوازات جدة ومكتب العمل الرئيسي والشرطة من هذه الأماكن المزدحمة وتم توزيعها من جديد ما بين الشرق والغرب سنجد تبديلا في حركة السير واتجاهات الحركة نحو الشمال ومنطقة المطار فأنا أؤيد ايجاد الحل الشامل والذي يشمل أيضاً التعديل في مواعيد دخول الطلاب للمدارس والجامعة ومدارس البنات وايجاد بعض الفروقات في المواعيد سوف تساهم في ايجاد نظرة شمولية للحل وأنا أرى إن جدة مدينة صغيرة وضيقة والمساحة التي يحتاجها "النقل العام" مساحات كبيرة وقد لا تكون متوفرة في جدة وبالتالي نحن في حاجة إلى "حلول جذرية" ومشروع "النقل العام" سوف يستفيد منه فقط الأخوة الوافدين الذين يمكن أن يقبلون على النوع من وسائل النقل ولكن في تصوري أن اقبال السعوديين عليه سيكون ضعيفا وهذه ثقافة اجتماعية تحتاج إلى فترة من الزمن لتغييرها. رأي مؤيد للمشروع وفي مقابل هذا الرأي المعارض لفكرة "النقل العام" ظهرت آراء مؤيدة للمشروع كما يطرحها المهندس سليم الحربي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ويقول: أنا مع هذه الفكرة واؤيد فكرة ايجاد نظام "النقل العام" في مدينة جدة بل أنا من الداعمين لايجاد "قطارات تحت الأرض" أو ما يطلق عليه "المترو" ويجب علينا دراسة الفكرة وايجاد نظام "للنقل العام" المنظم سيؤدي إلى عدة نتائج وهي التقليل من عدد السيارات التي تمر في الشوارع ليل نهار كما أنه سيعود بموفور جيد على من يستخدمه بدلاً من استهلاك سيارته الخاصة وقد تصل نسبة التوفير إلى الفين ريال أو تزيد. وسيوفر "النقل العام" سهولة في التنقل، وجميعنا عندما يسافر إلى الخارج يستخدم "المترو" أو القطارات السريعة تحت الأرض في التنقل وهو في الغالب الأعم مريح وغير مكلف ويمكن اقامة شركات مساهمة تقوم بتنفيذ هذا المشروع لكن هذه الشركات لا بد أن تدعم من الدولة لأن المردود الاقتصادي لمثل هذه المشروعات سيكون قليلا لأنها تقدم الخدمة للمواطن والمقيم بأسعار "رمزية".. ويضيف المهندس سليم الحربي عضو مجلس الإدارة في غرفة جدة هذا المشروع حيوي ومهم وأصبح لا غنى عنه لمدينة كبيرة مثل جدة والتفكير يجب أن يبدأ على الفور ومن الآن ولا نغفل فكرة التفكير في ايجاد "انفاق ومسارات للمترو تحت الأرض" فهذا المشروع يحقق حلولا نهائية للمشكلة المرورية التي تعاني منها جدة على الدوام. جدة تستقطب كل الفئات أما استاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة وعضو مجمع الفقه الاسلامي الدكتور حسن سفر فيطرح وجهة نظر جديدة حول الموضوع ويقول: مدينة جدة اليوم اصبحت تستقطب جميع الفئات وأصبح فيها الآن نزوح من القرى المحيطة بها إلى مدينة جدة ، كما أن جدة هي بوابة الحرمين الشريفين للحج والعمرة تأتيها من كل مكان والأمر يستوجب ايجاد وسيلة نقل حديثة ومتطورة تغطي جميع احياء جدة "كالمترو" مثلاً أو نظام "للنقل العام" أو المترو المعلق الذي ينقل المواطن من مكان لآخر هذه المشاريع أصبحت حيوية وضرورية ويجب البدء فيها على الفوز لأن مثل هذه المشاريع الكبيرة ستوفر فرصا كبيرة للشباب السعودي،كما أنها سوف تقضي على مشكلة "العمالة السائبة" ونحن في حاجة مآسة لإيجاد وسيلة للنقل من الجنوب إلى شمال جدة والعكس وفي اعتقادي أنه يجب التفكير وبسرعة في ايجاد شركة كبرى للنقل تساهم فيها الحكومة ب 50% ويساهم بال 50% الباقية الأثرياء ومجالس الأحياء ورجال الأعمال بمختلف فئاتهم كل هؤلاء يمكن أن يمولوا مشروع شركة كبيرة "للنقل العام" تحقق نتائجا جيدة وتقضي على كثير من المشكلات. رأي نسائي في الموضوع ولكن ما رأي المرأة في هذا الموضوع وهل ستستفيد من ايجاد نظام جديد "للنقل العام" في مدينة جدة طرحت تساؤلاتنا على الإعلامية الأستاذة منى أبو الليل للتعرف على وجهة نظرها فقالت: الحقيقة أن هذا الموضوع هام جداً ولا بد من الاهتمام "بالنقل العام" في مدينة جميلة وكبيرة مثل جدة.. وسوف يساهم هذا النظام في التخفيف من حدة ازدحام السيارات التي نواجهها ليلا نهارا ووجود نظام "للنقل الجماعي" أو النقل العام سيوفر وسيلة للانتقال بتكلفة أقل وسوف يستفيد من هذا النظام ذوي الدخل المحدود والذين ليس لديهم سيارات خاصة،كما ان وجود نظام جديد للنقل الجماعي أو العام في مدينة جدة يعطي صورة حضارية للمدينة الجميلة وللبلد ككل،كما أنه يجب الاهتمام بالرحلات بين جدةومكةالمكرمة والقضاء على السلبيات التي تواجهها الأسر أو المواطنين أو المقيمين في طرق التنقل بين "جدةومكةالمكرمة" فهناك سلبيات في نظام الانتقال وأيضاً في سوء التعامل ويجب أن نعطي المزيد من الاهتمام للمرأة في هذا المجال فالمرأة تعاني من التنقل في مدينة جدة سواء من سائقي الليموزين أو من السائق الخاص ووجود نظام مريح "للنقل العام" سوف يوفر للمرأة وسيلة مواصلات آمنة حتى لو تم اقتسام حافلة النقل العام بين الرجال والنساء فمن بين المعوقات التي تواجهها المرأة السعودية في تنقلاتها هو الليموزين فهو يسبب لها معوقات شديدة ووسيلة التحرك تكون محفوفة بالمخاطر ولكن الأمر سوف يختلف في موضوع "النقل العام" لأنه سيحل الكثير من مشكلات المرأة السعودية أو الوافدة ويؤمن لها وسيلة مريحة للانتقال من "مكان لآخر" بسهولة وأمان.