كانت مقولة " النفس الطويل " تحول بين كبار الأهلي وبطولة الدوري، ومازالت تفعل فعلتها، وتزيح الفريق الأول في كل موسم، حتى أبعدته سنوات وسنوات، وقد تزيد سنوات أخرى، ولكنها لن تطول، فقد حان وقت الفرج. من ملعب الأهلي الرئيسي - ملعب الأمير سلطان بن فهد - جاء البيان الأهلاوي ليعلن عن قدوم صغار الأهلي - كبار الغد - معتلين صدارة الدوري الممتاز، ومتمسكين بصدارتهم، معلنين عدم التنازل عن التتويج، تاركين الوصافة للهلال. في ليلة من ليالي الأهلي الملاح، لم يكن الفوز والبطولة للأهلي الصغير، بل كان لذلك المشروع الكبير، مشروع - خالد بن عبد الله -، ذلك الأمير الذي قرر أن يأخذنا إلى عالم كرة القدم، فكانت أول أكاديمية سعودية بمواصفات عالمية. بطولتان - كأس الاتحاد، والدوري الممتاز -، انجازان كبيران أعاداني إلى تلك الأيام الجميلة لقلعة الكؤوس، يوم كان الأهلي فارس الميدان الوحيد، يكسب بطولة ويحجز الأخرى - حجز مؤكد - ..! إنها ليالي العيد التي بانت من عصاريها، وما أروع تلك العصاري، وما أجمل المناسبة يوم أن جمعت بين افتتاح ملعب الأهلي بحلته الجديدة، والعودة إليه بعد غيبة طويلة، وبين تتويج جعل من الملعب فأل خير. لك أيها الأمير العاشق، أيها الأمير الخبير، أيها الأمير صاحب الفكر الكبير، لك أن تطمئن على مستقبل الأهلي، ولك علينا أن نسير خلفك، فقد نجحت ورسبنا، صبرت واستعجلنا، أجلت أحكامك، وأصدرنا أحكامنا، فلك الحق أن تحاكمنا ..! إنها أكاديمية الأهلي، التي رأيت من خلالها فريقاً يتعامل مع مباراة اليوم الأخير - يوم التتويج - بأسلوب ال- " بطل "، يسجل هدفاً، فتقف راية الحكم المساعد لتعلن عن إلغاء هدف صريح، ويسجل آخر فتصادره مرة أحرى راية المساعد ..! ذلك كله يحدث لهؤلاء الصغار، ولكنه لم يهزهم، ولم يتقهقروا، بل زادهم إصراراً على بلوغ هدفهم، وهو تحقيق البطولة، وهنا يتجلى العمل الكبير الذي أسسه الأمير خالد بن عبد الله، ونفذه هؤلاء الأبطال في وجود أجهزة إدارية وفنية تعرف ماذا تفعل. مبروك لهؤلاء الصغار تتويجهما مرتين في هذا الموسم، وحظاً أوفر لأولئك الكبار الذين أنهوا موسمهم بصورة محزنة، ومؤلمة، وأصبح على جمهور الأهلي أن ينتظر بضع سنوات حتى يصعد البصاص، والمالكي، وثابت، والبراء باعظيم، والسفري الصغير، وبقية النجوم. بالله عليكم احفظوا هذه الأسماء التي ستضع - غداً- بإذن الله حداً لغياب ثلاثة عقود إلاّ قليلاً، وستعيد الفرح لمدرج يردد دائماً " نعشقه ونهواه "، وجمهور وصف نفسه ب- " مجانين، مجانين، جمهور الأهلي في حبه مجانين " ..! قبل أن تأتي البطولة من ملعب الأهلي بأسبوع كامل، كان الجهاز الطبي لهذا الفريق الناشئ يقدم في الفضاء إسعافات أولية لطفلة ذات ستة عشر ربيعاً تعرضت لاختناق على رحلة الخطوط السعودية القادمة من الدمام، وفق تقرير الزميل خالد الدغريري في صحيفة الاقتصادية. وعصر أمس تكرر المنظر مع حارس ناشئي فريق الخليج، ولكن هذه المرة على كوكب الأرض، حيث قدم له طبيب الأهلي العلاج إثر سقوطه متأثراً بإصابة أثناء المباراة، وهنا نقف احتراماً وتقديراً وإجلالاً لهذه المواقف غير المستغرفة، والتي تؤكد أن الأهلي للجميع. قال لي أحد جمهور القلعة الخضراء : ما أجمل الجنون حينما يرتبط بالأهلي ..!، تلك هي علاقة محبي النادي الأهلي بناديهم، وهي علاقة تتحدث عنها المدرجات، وتتغنى بها الفضائيات الرياضية، وابشروا فأول الخير قطرة ..!