جاءت قرعة نهائيات كأس أمم آسيا 2011م للمنتخبات والتي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 7 إلى 29 يناير متباينة بالنسبة للمنتخبات العربية، فقد ابتسم الحظ لبعض المنتخبات كالبلد المضيف قطر والذي حل فيها المنتخب في المجموعة الأولى التي اوقعته بجوار منتخبات الكويت والصين واوزبكستان، وبالنظر الى مستويات هذه المجموعة نجد انها غير مستقرة، فالمنتخب الكويتي لم يعد ذاك المنتخب المخيف والقوي كما كان في فترة الثمانينات والتسعيناتن بل بات منتخبا سهل التغلب عليه لافتقاده العناصر المؤثرة والقوية، فيما يعتبر مستوى المنتخب الأوزبكستاني هو الآخر متذبذب، فتارة تجد المنتخب يقدم مستويات لافتة، وتارة اخرى تجده يقدم مستويات تثير الدهشة، اما المنتخب الصيني فهو منتخب هش وغائب عن ساحة المنافسة عبر تاريخ مشاركاته في البطولة وغالبا ما يغادر البطولات الآسيوية من الدور الأول. ولذا تعتبر حظوظ المنتخب القطري قوية للتأهل من مجموعته مدعما بعاملي الأرض والجمهور ،وايضا يملك العديد من العناصر المؤثرة والقادرة على تحقيق المفاجأة في هذه الدورة. وفيما يخص المجموعة الثانية نجد انها تعتبر اقوى من سابقتها الاولى حيث ضمت منتخبات لها تاريخها العريق في كأس الأمم كمنتخبي المملكة العربية السعودية واليابان واللذان ظلا لفترة طويلة معتلين قمة العرش الآسيوي وسبق ان فازا باللقب (3) مرات لكل منهما والمنافسة بينهما قوية وشرسة. خصوصاً أن المنتخب السعودي أخرج نظيره الياباني من الدورة السابقة بعدما تغلب عليه بنتيجة كبيرة قوامها أربعة أهداف، ولذا سيكون رد الثأر من المنتخب الياباني من أهم اولوياته في هذه الدورة، ومن أبرز ما يميز لقاءات المنتخبين السعودي والياباني عدم التكهن بنتيجة اللقاءات التي تجمعهما. ولذلك تعتبر مهمة منتخبي سوريا والأردن صعبة في هذه المجموعة، ويتوجب عليهما الاستعداد القوي لكي يكون لهما كلمة في هذه البطولة. وبالنظر للمجموعة الثالثة التي تضم كوريا الجنوبية والهند واستراليا والبحرين نجد أن المنتخبين الكوري والاسترالي هما من ابرز المرشحين للتأهل للدور الثاني عن هذه المجموعة عطفا على مستوياتهما القوية والمتطورة وتعتبر حظوظ المنتخب العربي الوحيد في هذه المجموعة البحرين قليلة للتأهل للدور الثاني، وإن كان البحرينيون لهم مواققف سابقة مع المنتخب الاسترالي، ولكن تظل هيبة وقوة استراليا دائماً حاضرة مما تجعل المنتخب يتفوق في اغلب مواجهاته ،ويلاحظ أن المنتخب الاسترالي يريد أن يمسح الصورة التي ظهر عليها في الدورة الماضية والتي غادرها مبكراً بعد أن كان أحد أقوى المرشحين للفوز بها، وتأتي مشاركة استراليا في النهائيات الآسيوية للمرة الثانية على التوالي بعد أن انضم الاتحاد الأسترالي للاتحاد الآسيوي عام 2006م. أما فيما يخص المنتخب الهندي بطل كأس التحدي 2008م فتعتبر حظوظه مستحيلة للتأهل للدور الثاني عطفاً على حداثة مشاركاته في البطولة من ناحية، واصطدامه بمنتخبات تفوقه في الخبرة والامكانيات من ناحية أخرى. وفيما يخص المجموعة الرابعة التي ضمت العراق وكوريا الشمالية والامارات وايران، فإن هذه المجموعة تعتبر من اقوى المجموعات في هذه البطولة لتقارب مستويات المنتخبات وتعتبر حظوظ المنتخب العراقي للمحافظة على لقبه صعبة في ظل تواجد منتخبات منافسة له في هذه المجموعة التي يصعب تحديد المتأهلين عنها للدور الثاني. وبنظرة عامة للمجموعات يمكن ان تميل الترشيحات والتوقعات للمنتخبات التي ستواصل طريقها لدور ال(16) الى منتخبي قطر واوزبكستان عن المجموعة الاولى والسعودية واليابان من المجموعة الثانية وكوريا الجنوبية واستراليا من المجموعة الثالثة والعراق وكوريا الشمالية من المجموعة الرابعة. وعادة ما تحفل مباريات دور ال(16) في البطولات الآسيوية بالقوة والاثارة والندية ويصعب التكهن بالمنتخبات التي ستتأهل لدور الثمانية. والخلاصة نجد ان المنتخب السعودي هو المنتخب العربي الوحيد الذي يمكن المراهنة عليه للوصول الى النهائي وخطف لقب البطولة عطفاً على تاريخه العريق في البطولات السابقة وسبق وان لعب الاخضر على (6) نهائيات حقق (3) منها، ويأتي المنتخب العراقي في المرتبة الثانية بعد المنتخب السعودي من حيث امكانية تحقيقه للقب، فيما يأتي المنتخب القطري ثالثا كمرشح للفوز بالبطولة أو الوصول للنهائي بسبب عاملي الارض والجمهور ويمكن ان يعيد انجاز الامارات التي وصلت للنهائي عندما استضافت نهائيات (98) والتي فاز الأخضر بلقبها.