هذا هو الموضوع الرئيسي لهذا التحقيق كيف يواجه اعلامنا هؤلاء الشباب من المتشددين والإرهابيين الذين يظهرون في بلادنا بين الحين والآخر وهل الاعلام وحده هو المسؤول عن مواجهة هذه الظاهرة التي أبتليت بها المجتمعات ومعها مجتمعنا.. وما هو السبيل لمواجهة انحرافات بعض شبابنا بعد أن دخل "الانترنت" على الخط وأصبح الشباب يلجأون إليه لمعرفة الأخبار بدلاً من الصحافة وأجهزة الاعلام المرئية والمسموعة هذه القضية طرحناها للنقاش مع مجموعة من كبار المثقفين والكتاب والصحفيين لنستطلع آراهم حول هذا الموضوع الهام الذي يشغل بال مجتمعنا: البداية كانت مع الكاتب الصحفي المعروف ورئيس تحرير عكاظ السابق الدكتور هاشم عبده هاشم الذي أكد أن الإرهاب قضية كبيرة ومعقدة وخطيرة وبالتالي نحن في حاجة لأن تكون لدينا خط وبرامج واستراتيجيات واضحة ومدروسة لمواجهة هذه الظاهرة وتكون معممة وواضحة على الجميع من أعلى المستويات حتى مستوى العمل التنفيذي وهنا لا أتحدث عن دور الاعلام فقط بل أن هناك دور مهم لكافة الجهات التعليمية سواء في المدرسة أو الجامعة والجهات الثقافية والاجتماعية وبدءاً من المنزل الذي عليه أن يلعب دوراً في التوعية والنصح والإرشاد مع الائمة والدعاة في المسجد لأن الاجتهادات الفردية قد تكون ضارة في بعض الأحيان وتظهر فيها بعض السلبيات. ويضيف الدكتور هاشم عبده هاشم قائلاً إنني أتمنى أن يكون هناك نوع من إعادة تقييم هذه التوجهات التي نواجه بها بعض الممارسات الخاطئة لشبابنا وفي ضوء كل ذلك يمكن وضع منهج عملي في ظل وضع آليات تتناول فيها كل القضايا المتعلقة بالشباب والإرهاب حتى تتمكن من مواجهة هذا الوباء الخطير في شكل من الطرح الاعلامي ولذلك فانني أرى ونحن في هذه المراجعة والتخطيط الجيد لمواجهة هذا الموضوع أن تحدد الأطر الكفيلة التي ننسق بها الجهود الاعلامية والتربوية والامنية والاجتماعية ويتم توزيع هذه الادوار بدقة لكي يؤدي كل فريق دوره بنجاح وبالتالي نحقق النجاح المنشود. الإعلام قام بدوره التنويري أما الكاتب الصحفي المعروف الأستاذ عبدالله أبو السمح فيطرح الموضوع من زاوية أخرى ويؤكد أن الاعلام قام ويقوم بدوره التنويري لمواجهة الإرهاب، فالارهاب هو ابن التشدد وابن التضييق وابن التمسك برأي واحد ودور الصحافة والاعلام يأتي بالتزامن مع الادوار الأخرى المستنيرة فالصحافة هي التي فتحت الباب للرأي المستنير والرأي المعاصر والرأي الحضاري وكانت تفعل ذلك في البداية على استحياء وخوف ولكن في عهد ملك الانسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعطى للجميع حرية التعبير عن آرائهم ولذلك نحن نرى الصحف الآن تمتلئ بآراء مستنيرة ويؤكد الأستاذ عبدالله أبو السمح أنه لمحاربة ظاهرة الإرهاب ومنابعه التي تظهر مع مجموعات من المتشددين والغلاة فإنه يجب علينا أن نعطي المزيد من الحرية للصحافة لإظهار الرأي الآخر وهذا ما يحدث الآن في بلادنا. ليس الإعلام وحده أما الكاتب الصحفي المعروف الأستاذ محمد رضا نصر الله عضو مجلس الشورى فيطرح القضية من منظور مختلف ويقول: القضية ليست قضية الاعلام ودوره فقط وإنما هناك مؤسسات أخرى لها دور مؤثر كالتربية والتعليم العالي والدعوة والارشاد ووزارة التخطيط والاقتصاد كل هذه المؤسسات عليها واجب مساندة القوات الأمنية في مكافحة الارهاب الذي أبتليت به المملكة كما هو يبتلى العديد من دول العالم والكثير من المجتمعات العربية والاسلامية وعلينا صياغة "استراتيجية" واضحة المعالم لمواجهة الإرهاب تشترك فيها كل هذه المؤسسات كل يؤدي دوره إضافة إلى مؤسسات القطاع الأهلي والمدني لمواجهة هذه الحرب الشرسة وبهذا التوجه يمكن معالجة هذه الظاهرة الارهابية من جذورها. وطالب الاستاذ محمد رضا نصر الله بالبدء في إعداد حلقة نقاش تقودها وزارة الداخلية وبقية القطاعات الأخرى لاننا أمام استمرار هذه الظاهرة يجب ان نعد العدة لمواجهة هذه الظاهرة والسيطرة على خلاياها والكشف عن عناصرها وهذا يحتاج لحملة وطنية. إعادة تقييم المناصحة اما الكاتب الصحفي المعروف الدكتور عبدالعزيز الصويغ فيطرح مجموعة أراء يلخصها في ان الدور الذي تقوم به القيادة الرشيدة في هذا المجال دور ايجابي ومؤثر في سبيل القضاء على الارهاب والارهابيين وقد عقدت من أجل ذلك مؤتمرات الحوار في داخل المملكة وخارجها وايضا من خلال الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية وبالذات البرنامج الذي يقوده ويشرف عليه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لاعادة هؤلاء الشباب المنحرفين ليكونوا اعضاء ايجابيين في المجتمع ويضيف الدكتور الصويغ خلال اقامتي في كندا لاحظت ان هناك اشادة عالمية بنجاح هذا البرنامج وطرح المفكر (غافورا) رؤية تؤكد سلامة المنهج الفكري للمملكة وان هناك نتائج ايجابية لإعادة تأهيل هؤلاء الشباب ماديا ومعنويا وإتاحة الفرصة لهم ليكونوا اعضاء نافعين في المجتمع وكل هذه الجهود الجبارة التي تبذل قد لا يستطيع الاعلام بشكله الحالي التعبير عنها بدقة وبالشكل المطلوب سواء على مستوى التحقيقات الصحفية في الصحف. كما ان هناك جهود من كتاب المقالات لاحتواء كل ما يدور حول هذه الظاهرة وكل ذلك يحتاج الى نوع من التواصل والاستمرار لتحقيق النجاح، انني ادعو الى تضافر كل الجهود بمنتهى الوضوح لنشر وتوضيح الجهود الحقيقية التي تقوم بها الجهات الامنية في مجال الجانب الامني وما تقوم به في دعم الجانب الفكري في النصح والإرشاد ويكون هدفنا جميعا هو القضاء على (فكر الإرهاب) وليس الارهابيين أنفسهم ويجب ان يفعل الاعلام دوره في هذا المجال. الإعلام واحد من الأجهزة أما معالي الدكتور سهيل قاضي المفكر ورئيس النادي الأدبي بمكة المكرمة والكاتب المعروف فيشير الى اننا لا يجب ان نحمل الاعلام وحده المسؤولية فالمسؤولية تقع على المجتمع ككل بدأ من الأسرة وعلى التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي ويجب ان نبدأ من المرحلة الابتدائية والمتوسط والثانوي ثم الجامعي لتحصين هؤلاء الشباب ولهذا لا يجب ان نحصر المسؤولية في الاعلام فقط بل هي مسؤولية مشتركة ويؤكد الدكتور سهيل قاضي لقد تقاصعنا في البداية وكنا نراها حالات فردية ولكن سرعان ما تجمع هذا العدد وتوسع وربما رأوا ان الفرص متاحة امامهم.. وفي اعتقادي اننا بدأنا متأخرين حتى في مسألة المناصحة (وهي فكرة رائعة) ولكن هذه الفكرة تحتاج الى (مراجعة) ونحن في منتصف الطريق ويجب علينا الاستفادة من تقييم التجربة فاننا نشعر ان البعض (وهم) قلة من الدعاة هم انفسهم يحتاجون الى (مناصحة) والسبب احيانا اننا لا ندقق في الاختيار وهذه هي انطباعاتي الشخصية حول هذا الموضوع. رجال الدعوة ويطرح الكاتب الصحفي المعروف الاستاذ عبدالله عمر خياط الموضوع من وجهة نظر أخرى ويقول ان الصحافة والاعلام قام بالدور المتاح لهما لمواجهة ظاهرة الارهاب وان هناك مشاركات جادة من الكتاب والمثقفين لتحليل هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها وبذلوا في ذلك قدر طاقتهم ويصبح الدور المأمول من رجال الدعوة ان يقدموا مشاركة أكبر في (مواجهة الفكر الارهابي) ويجب علينا ان نسرع الخطى في التعامل مع الشباب قبل الوقوع في هذا "الخطر الداهم" ونحن نعرف ان كثير من الشباب لا يقرأون الصحف ولكنهم يتعاملون مع الانترنت وبالتالي يجب ان يتدخل الدعاة باسداء النصح وتبصير هؤلاء الشباب بالمخاطر المحيطة بهم وعلى الدعاة ورجال التربية زيارة المدارس والجامعات لتبصير الشباب بما يمكن ان يقعوا فيه من مشكلات ونحرص على ان نبعده من الوقوع في الفخ الذي ينصبه "الانترنت لهم" وفي رأيي ان الدور ليس على الصحافة وحدها بل هو دور مشترك للجميع يجب ان نساهم فيه جميعا. الصحافة قامت بدورها ويختم الكاتب الصحفي المعروف الاستاذ رضا لاري هذه الحوارات ليقول: بإن الصحافة قامت بدورها وساعدت الجهات الامنية على مطاردة هذه الفئة الضالة ولكن مع ذلك لا يزال هؤلاء الارهابيين يقومون ببعض الاعمال بما يمكن ان نطلق عليه (أعمال عصابات) ونحن نحتاج الى مزيد من الوقت لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة وفي اعتقادي ان الصحافة لعبت دور إيجابي في هذا الموضوع وعليها ان تواصل دورها في المرحلة المقبلة لمواجهة هذا الفكر المنحرف.