ما أسرع ما كان قلمي يعانق اصبعي ليركض على صفحة قرطاسي يتناول كل ما فيه مصلحة بلادي وأبناء بلادي وما ألمس فائدته خارج موطني وأرغب في حمله الى ارض الوطن لعل فيه الخير فنرقى بهذه البلد المعطاء ولكني اليوم أعجز عن بث ما في صدري وانا انعي حبيبة قلبي جدتي التي هي بمثابة أمي وأم الجميع فلم ير احد منها طوال سنين عمرها إلا العطاء دون مقابل. رحلت وتركت في نفوس الجميع بل في ديار الجميع فراغا لن يستطيع احد ملؤه. ابحث عن كلمات تليق بها ارثيها فيها واشكرها على حبها لي خاصة وتفقدها لأحوالي دائما،فقد كانت تسعد لسروري وتحزن لحزني. كفاها أجرا عند الله فقدها لنظرها منذ حوالى العشرون عاما فلم تتذمر وصبرت واعطت باحساسها ما يعجز عنه أولي الأبصار رحمها الله رحلت الغالية صبيحة يوم جمعة ودفنت عصر الجمعة ويا لها من امارات حسن خاتمة كبر لها من حضر غسلها وحمل جنازتها ودفنها رحمة الله عليها. ابكيك يا مزنه بقلب كسير ودمعة حزينة ابد الدهر ولست وحدي في ذلك فكل من عرفك يذكر محامدك وطيبة قلبك وحسن خلقك ولن اوفيك حقك مهما جرى القلم في يدي ومهما سال الدمع على وجنتي ومهما نظمت الشعر على فراقك. اسأل الله لك الجنة ونعيمها ورفقة المصطفى في الفردوس الأعلى هو ارحم بك منا ولكنه الفراق يا أم عبدالله فو الله لست ارثي ما خوي من الديار. ولكني ارثي مزنه الخير تلك التي رحلت وتركت الديار ابكيها عدد الشهب السيارة خديجه الرشيد - جدة