سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحت رعاية خادم الحرمين افتتاح أعمال مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية بالرياض .. المهندس الحصين: العالم مقبل على أزمة مائية خطيرة وفي مقدمته الدول العربية
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - افتتح معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين في الرياض مساء أمس أعمال مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية في الرياض الذي تستمر أعماله لمدة ثلاثة أيام. وقال معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين في حفل افتتاح المؤتمر "إن العالم مقبل على أزمة مائية خطيرة غير مسبوقة بسبب سلوكيات البشر عموما / زراعيا وصناعيا ومنزليا / مما أحدث خللا في الكميات المتاحة", مشيرا إلى أن نحو 1.1 بليون من سكان العالم لايحصلون على مياه آمنة مما يؤدي إلى موت نحو 4 آلاف طفل دون سن الخامسة , كما أن 88 في المائة من الأمراض في العالم يعود سببها إلى مياه الشرب ومياه الصرف. وأضاف "ان هناك مؤشرات على استمرار تضاعف أعداد السكان في الوطن العربي ليصل حسب التوقعات إلى نحو 568 مليون نسمة بحلول عام 2025م في حين تضاءلت ثروتنا المائية المتجددة وغير المتجددة خاصة في ظل استنزاف كم هائل من المخزون المائي الجوفي وغير المتجدد في الغالب وانخفاض كميات المياه من الأنهار". وأشار إلى أن متوسط حصة الفرد من المياه المتجددة أقل من 250 مترا مكعبا للفرد في العام في الوقت الذي يوصف فيه البلد بشح المياه عندما تقل حصة الفرد فيه من المياه عن 1000 متر مكعب . ورأى الوزير الحصين أن كمية المياه المتاحة في العالم لا تتناسب إطلاقا مع تعداد السكان، لافتا إلى أن 12 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقع ضمن 15 دولة الأكثر شحا للمياه في العالم. وخاطب معالي وزير المياه والكهرباء المشاركين في المؤتمر قائلا " حقائق المياه العلمية عربيا ودوليا تدعونا إلى القلق وتجعل من تلمس الحلول بكافة جوانبها أمرا حتميا ومسألة حياة أو موت لعالمنا الكبير والصغير ويشير إلى أهمية هذا المؤتمر خاصة وأن المياه الصالحة للشرب لا تتعدى واحد في المائة بينما 99 بالمائة منها بعيدة المتناول لملوحتها أو لوجودها في أعماق سحيقة أو لكونها مياها متجمدة. ورأى معالي وزير المياه والكهرباء أن هناك ضرورة كبيرة للاستفادة من هذه المياه وأهمية تحلية مياه البحر بوصفها حلا في متناول الكثير من الدول والوسيلة المناسبة لإنقاذه من الخطر المحدق ولذلك أولت حكومة المملكة العربية السعودية جل عنايتها لهذه القضية وأصبحت أكبر دولة عالمية في إنتاج المياه المحلاة وأولت صناعاتها الكثير من الاهتمام والدعم المالي والمعنوي وقامت بإنشاء مراكز بحثية لتطوير هذه الصناعة في الجامعات والمعاهد البحثية. وتابع معاليه :// إننا في المملكة والعالم قبل أن نتكبد الخسائر المالية والمائية والبيئية لإيجاد مصادر جديدة فإننا يجب أن نحسن التعامل بما يتوفر لدينا من مصادر من خلال تحسين كفاءة الري في الزراعة في ظل كون كفاءتها لاتتجاوز 30 بالمائة في عالمنا العربي وهناك إمكانية لرفع كفاءتها إلى 50 بالمائة عن طريق تقنيات متاحة ومنخفضة التكلفة إضافة إلى العمل من أجل الحد من تسرب المياه من الشبكات العامة قبل وصولها للمستهلك حيث تزيد نسبة التسرب في بعض العواصم العربية عن 60 بالمائة فيما تقدر كميات المياه المتسربة بنحو 6 مليارات متر مكعب يمكنها أن تمد 200 مليون نسمة إضافية بحاجة إلى المياه وفي نفس الوقت نبحث عن المزيد من المياه لضخها في هذه الشبكات مع أن إصلاحها بجزء يسير من التكلفة والتقنيات المجربة المتاحة سيغني عن البحث عن المزيد. وقال معالي وزير المياه والكهرباء إن الفرد في الوطن العربي يستهلك كمية من المياه لا تتناسب مع ندرة المياه ويزيد معدل الاستهلاك لدينا عن معدلات عالمية لدول لا تعاني من نقص المياه. ورفع معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين في ختام كلمته أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني لما يولونه من اهتمام بصناعة تحلية المياه والمياه عموما في المملكة موفرين لها بسخاء كافة أشكال الدعم المالي والمعنوي. من جانبه أكد مدير عام الأبحاث وتقنيات تحلية المياه في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور أحمد العريفي في كلمته أن المؤسسة أخذت على عاتقها النهوض بصناعة تحلية المياه بشكل يليق بمكانة المملكة التي تعد أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم بنسبة 18 بالمائة من الإنتاج العالمي مشيرا إلى أنه تم إنشاء معهد أبحاث متخصص بالجبيل ليقوم بإجراء الدراسات البحثية المختلفة في مجال تحلية المياه المالحة ووضعت له رؤية ورسالة وأهداف يعمل من خلالها على توطين تقنيات تحلية المياه المالحة. وأضاف أن المعهد ساهم بجهد مميز من خلال علمائه وخبرائه ومختبراته المتطورة ومحطاته التجريبية في اختراع وتطوير تقنيات صناعة التحلية على المستوى الدولي من خلال ابتكار أسلوب جديد لمعالجة مياه البحر باستخدام أغشية الترشيح المتناهية الصغر/ النانو / قبل ضخها إلى وحدات التحلية التقليدية سواء العاملة بالطرق الحرارية أو بطريقة التناضح العكسي وهو الأول عالميا الذي مكن من التغلب على معظم مشاكل التشغيل التي تواجه صناعة تحلية المياه المالحة التقليدية والذي تم تسجيل اختراعه في عدد من الدول وتطبيقة في محطه أملج على الساحل الغربي بطرق التناضح العكسي وفي المحطات الحرارية التجريبية كالتبخير الوميضي المتعدد المراحل من خلال منظومتين مختلفتين ومنظومة أخرى تجمع المعالجة الأولية بأغشية النانو بوحدة التبخير الوميضي متعدد المراحل ومنظومة ثلاثية تجمع النانو مع التناضح العكسي والتبخير الوميضي. وأشار الدكتور العريفي إلى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه قامت بتطبيق تقنية أغشية النانو مع وحدات التبخير المتعدد التأثير بإنشاء وحدة تجريبية بطاقة 24 مترا مكعبا في اليوم تحتمل درجة حرارة 125 مئوية بدلا من حرارة 65 درجة المعمول بها حاليا في المحطات التجارية على المستوى العالمي، وبين في هذا الصدد أن المؤسسة قامت بإجراء تجارب على هذه الوحدة ضمن الاتفاقية البحثية الموقعة بين المؤسسة العامة لتحليه المياه المالحة ومركز تطوير إعادة استخدام المياه في اليابان وشركة ساسكورا اليابانية التي أدت إلى التشغيل تحت درجة 125 مئوية بدون أي ترسبات ملحية أو تأثيرات جانبية وأثبتت النتائج زيادة كمية المياه المنتجة وخفض للطاقة المستهلكة مما أدى بدوره إلى خفض التكلفة الكلية لإنتاج المياه المحلاة وتسجيل برائتي اختراع من هذه الدراسات في العديد من الدول إضافة إلى براءة الاختراع لدى المعهد. وأشار الدكتور العريفي إلى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه وقعت اتفاقيات بحثية ومذكرات تفاهم عديدة خلال العامين الماضيين إلى جانب التعاون المستمر والمتواصل مع المنظمات الإقليمية والعالمية بهدف تطوير تقنيات صناعة تحلية المياه المالحة وخفض تكلفتها ، معربا عن أمله بأن يكون لهذه الاتفاقيات نتائج مشجعة تثري البحث العلمي في مجال تحلية المياه المالحة إضافة إلى إمكانية تسويق براءات الاختراع الناتجة عن هذه الشراكات وإيجاد نقلة متطورة في صناعة معدات التحلية مما سيؤدي إلى انخفاض ملحوظ في التكاليف الرأسمالية والتكاليف التشغيلية السنوية. في حين عرض نائب محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للشؤون الفنية والمشروعات رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر المهندس أحمد المديهيم في كلمته البرنامج العام للمؤتمر الذي يتضمن عددا من الجلسات العامة وجلسات النقاش بين الخبراء والمختصين في صناعة تحلية المياه والأنظمة المساندة لها ومصنعي تقنيات التحلية وجلسات عرض الأبحاث العلمية والدراسات والجلسات الاقتصادية وورش العمل واستخدام الطاقات البديلة والمتجددة والطاقة النووية في مجال التحلية. وأفاد أن المؤتمر يتضمن عقد 10 جلسات يشارك فيها 60 باحثا وخبيرا ومتخصصا من 21 دولة. من جانبه أكد عضو مجلس الإدارة بمجموعة شركات الراشد المهندس راشد بن سعد الراشد في كلمة رجال الأعمال على أهمية هذا المؤتمر الذي حظي برعاية كريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين مشيرا إلى أن المؤتمر له أهمية كبرى في وضع الإستراتيجيات الخاصة بمشاريع تحلية المياه وتنفيذها من خلال تبادل الخبرات والاستشارات والنقاشات بين المشاركين في فعالياته . وأوضح حرص القطاع الخاص في المملكة على توطين ونقل التقنيات العالمية في صناعة المياه بهدف تقديم أفضل جودة للمشاريع الموكلة له . وتم خلال حفل افتتاح مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية بالرياض عرض أوبريت لمحات من مسيرة تحلية المياه المالحة في المملكة قدمه مجموعة من الأطفال. عقب ذلك قام معالي وزير المياه والكهرباء بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والذي تقدم فيه عدد من الشركات المشاركة أحدث المنتجات والمبتكرات الخاصة بتحلية المياه. وسيتم خلال جلسات المؤتمر وورش العمل التي ستبدأ صباح غد بحث قضايا التحلية بالأغشية والتحلية والبيئة واستخدام الطاقة البديلة والمتجددة في التحلية وواقع المضخات بين الاتجاهات والاحتياجات إضافة إلى التحلية الحرارية ومستقبل خصخصة صناعة تحلية المياه في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الراهن والمشكلات الفنية المصاحبة لأداء الغلايات وإعادة تأهيلها. كما سيناقش المؤتمر آفاق استخدامات الطاقة النووية في التحلية وتطبيق تقنية النانو في التحلية المياه وأعمال الاستشارات والمقاولات في صناعة التحلية.