لقد حظي مهرجان الجنادرية منذ عامه الاول وما زال برعاية كبيرة كريمة من القيادة الكريمة ليحقق اهدافه الحضارية من التواصل بين الماضي والحاضر، حيث يجسد العمق التاريخي للأجداد والآباء بعزيمتهم في ارساء البنيان الأصيل. سوف يذكر التاريخ دائما ان هذه البلاد الغالية بقيادتها الحكيمة على مر الزمان وفي ظل رعاة نهضتها أيدهم الله، قد اخذت على عاتقها صيانة الثقافة الاسلامية والعربية من سطحية التناول وابتعدت بها عن الأهواء والاغراض، حتى خرجت من خلال هذا المهرجان الكبير ثقافة تتسم بالنقاء والانتماء، وتقدم للعالم نموذجا ثقافيا فريدا يلتزم بقواعد الشريعة الاسلامية الغراء ويتفاعل مع قضايا المجتمع والانسانية جمعاء. والى جانب الثقل الثقافي الهائل لهذا المهرجان بإنه يتميز بتجديد رسالته كل عام تجاه ابناء الوطن بما يحمل لهم زادا كبيرا من عبق التاريخ المجيد عملا وفكرا وثقافة، ليواصلوا مسيرتهم في العطاء وتأصيل الفكر. واليوم ونحن نشهد فعاليات المهرجان في عامه الخامس والعشرين نجد أثره الطيب قد امتد في عقول وقلوب الاجيال الجديدة من ابناء الوطن، تجاه تراث وملاحم الاجداد وتاريخهم الذي توجته الاجيال الحاضرة بواقعهم الحضاري الزاهر. اليوم ايضا اصبح المهرجان مناسبة تجمع المبدعين من أهل الفكر والثقافة في عالمنا الاسلامي والعربي، من خلال لقاءات ومحاضرات وندوات يصب فيها المبدعون عصارة فكرهم ورؤيتهم حيث يتحدث اللسان العربي ويناقش العقل العربي، ويبحث في امجاد أمته ويؤطر اهدافها في دعم الثقافة الأصيلة التي صنعت للأمة حضارتها العريقة وصاغت هويتها المتميزة ورسالتها التي امتدت لانحاء العالم ولقرون عديدة. ومع التحديات الراهنة يكتسب هذا المهرجان الثقافي الرائد اهمية قصوى لدوره الكبير في تقديم الشخصية الاسلامية والعربية للعالم، واثبات ان العرب والمسلمين هم الاسبق في بناء الحضارة التي انارت للعالم طريق التقدم وكانت دائما منارة للتميز من أجل البشرية في كل العصور، ولهذا أصبح مهرجان الجنادية النموذج والقدوة للحفاظ على الشخصية العربية فكرا وثقافة وحضارة ونموذجاً أعلى ينطلق من ارض هذا البلد الطيب كل عام. بقلم: مساعد بن عطا الله بن سليم الفايدي