خلال تواجد القافلة الطبية لجمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكةالمكرمة بمركز المظيلف التابع لمحافظة القنفذة استوقف فريق القافلة منظر إنساني بالغ التأثير حيث دخل رجل مسن برفقة طفليه على طبيب الأطفال المرافق للقافلة وهو يحمل كيساً مليئاً بالأدوية والأوراق كما يحمل سنين عمره المثقلة بالهموم، فاستقبله الطبيب محمود فرج ولكن سرعان ما تغير وجه الطبيب المعالج وطريقة الفحص للطفلين وانتقاله للأب بشكل يدعو للفت الانتباه، ليكتشف الطبيب أن الأب وأبنيه يعانون من مرض وراثي مزمن أثر على وضعهم الصحي بشكل عام ويعد نوع من الأمراض التي تصيب الظفائر العصبية للإنسان وتؤثر على أداء بعض أجهزة الجسم وأعضائه الحيوية. وبعد إحالة المرضى الثلاثة للكشف السريري لدى طبيب العيون وطبيب الأسنان وطبيب الباطنة المرافقين للقافلة قام الطبيب بإحالة الأب وطفليه لمراجعة مقر جمعية زمزم بجدة لكي تتولى تحويلهم بدورها للكشف والعلاج في أحد المستشفيات الخاصة والمتخصصة بمحافظة جدة على نفقة الجمعية وفق الآلية المتبعة في مثل هذه الحالات المرضية حيث تسعى الجمعية لعلاجهم بمساعدة المحسنين. وتعليقاً على العناية التي وجدها عبر المريض عمرو بن قليل العبدلي من أهالي المظيلف عن شكره وتقديره للقائمين على الجمعية لاهتمامهم بحالته الصحية وحالة أطفاله حسن ومحمد، مشيراً إلى مدى المعاناة التي يعانيها هو وأطفاله بسبب هذا المرض الذي أرهقه وأرهق دخله المحدود جداً ولم يجد من يعينه على تحمل تكاليف ونفقات العلاج الباهضة. وقال العبدلي بأنه لم يستطع تحمل تكاليف السفر والإعاشة بجدة ناهيك عن تكاليف المراجعات والعلاج في مستشفيات القطاع الخاص،مشيراً إلى أنه كان يسمع عن جمعية زمزم وخدماتها الصحية المجانية للفقراء ولم يتمكن من الوصول إلى الجمعية، وعندما علم عن تواجد قافلة الجمعية في المظيلف شعر بفرحة كبيرة لاقتراب الفرج وظهور بوادر أمل جديدة. وواصل حديثه وأعينه تذرف دموع اختلط فيها الألم مع الأمل قائلاً: لم يكن يهمني إلا الحصول على علاج لأطفالي أما حالتي الصحية فلم أكن أهتم بها.. وأتيت للجمعية لتفاجأني بإحالتي للعلاج أنا وأطفالي معاً.. فأدعو الله سبحانه وتعالى لجميع القائمين على هذه الجمعية والعاملين بها ولكل يد خير امتدت وساهمت في هذه الجمعية بأن يجزيهم خير الجزاء وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه .