أصبحت الشبكه العنكبوتية في زمننا الحالي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية فلا يوجد بيت من بيوتنا لا يخلو من جهاز الكمبيوتر أو اللاب توب أو البلاك بيري (ما خفي أعظم). ومن المتمرسين بهذا المجال تجدهم بكل يوم في منتدى غير فمنهم من يفيد ويستفيد بمواضيعه قاصداً من وراء ذلك الأجر لوجه تعالى والعلم و التعلم ومنهم ليتطلع ويقرأ (كافي خيره وشره) ومنهم من يتعمد إيذاء الناس بتجريحهم بالكلام فهو أجبن من ذلك والدلالة بأنه لم يجرأ على كتابة اسمه الحقيقي بل اكتفى باسمه المستعار. كثيرة هي المنتديات والمجالس في بلادنا فهي أسهل مما يتصوره الخيال فأصبحت مثل البقالات كل شخص يمتلك موقعاً إلكترونياً ومنتدى وخمسين بريداً إلكترونياً بالهوتميل والياهو وغيرها من المواقع المعروفة. يئن في خاطري من يتحمسون بافتتاح المواقع التي تحمل أسامي مدينتهم أو محافظتهم ليظهروا الصورة الحقيقة لموطنهم وهم للأسف لا يشرفونها بالصورة المطلوبة بل يسيئون لها و يجعلونها هي و ممن نسبت إليه مضحكة ومكان استهزاء كما هو الحال بالبعض ولمدراء المواقع أنواع ففيهم من هو جدير بالمسؤولية ومنهم من لا يعرفه أحد ولا يظهر إلا بعد أشهر ومراقبون وهميون ومشرفون نائمون لا يعلمون بما يجري بل كل ما يبحثون عنه الإثارة والمواضيع التي تنال الأولوية و السبق للنشر فيصل الحال بالبعض أن يتتبع سيارات الإسعاف والدفاع المدني والمرور ليرى إلى أين يتجهون ويكتب وقع حادث في الموقع الفلاني وشب حريق بالمبنى العلاني ناهيك عن البحث بما يفيد دينهم ووطنهم و أحوال المجتمع فلم تراهم إلا بعد ما يتعرض أحد من المترددين لإساءتك بعملك أو بشخصك فحينما تحدثه هذا بعد عناء الوصول إليه بالتأكيد بأنك سوف تتخذ الإجراء القانوني وتتبع الطريق للجهات المختصة لرد الاعتبار يتخبط يميناً ويساراً ويحذف الرد ويحذف عضوية صاحب الرد وتجده يجاملك بالعضو الذهبي أو الملكي والإعلامي القدير و يبدأ التبجيل والاحترام غير المتوقع إلا بالحالات الطارئة. ما يجعلني أتطرق لهذا الموضوع لكثرة التجاوزات غير المفهومة و من حوادث وقعت بالفعل فجذبت انتباهي واستوقفتني فالأول ذلك المعلم التي تشهد له محافظته بحسن أخلاقه وسمعته ورضاه لوالديه وأهله بأنه أستأذن من مديرة لمراجعه لوالدته بالمستشفى فقدر الله وما شاء فعل أنه في حال توجهه لمدرسته بعد قضاء مهمته تعطلت منه الفرامل فاضطر للارتطام بإحدى المجسمات وما هي إلا ساعات معدودة تسابقت المنتديات في نشر الموضوع وتأتيك الردود من هؤلاء مجهولي الهوية فمنهم من يرد (بأنه كان خارج الوعي) ومن يتطفل (بأنه على عجل لأن زوجته دعته) وتفاهات يخجل أدبي لكم أن أنقلها أو حتى يخطها قلمي فلماذا تلك الكلمات الجارحة فهل تعلم يا صاحب الكلمة السيئة لو تقدم صاحب الشأن للشرع يعتبر ذلك قذفاً وفي ذلك الوقت لا يحميك لا صاحب منتدى و لا ثناء أحد بل تكون مذموماً ومستحقراً من الناس ولكني أعرفه لم يفعل ذلك لأنه بالحقيقة تفكيره أكبر من ذلك المستوى. والقصة الأخرى التي حدثت قبل شهور لذلك الطفل الذي غفل أعين والديه أمام إحدى المتاجر وعبر الشارع و كان القدر في انتظاره بارتطامه بسيارة مقبلة عليه فشاهد الردود فمنهم من يقول (ما دام الأم تتسكع في الأسواق و لا تعلم عن أبنائها يحق له يندعس )والآخر يقول (أكيد طالما الأب يدشر في المقاهي وتارك رعيته يسرحون ويمرحون) وذاك وتلك كلٍ يدلي على جنب حتى أتت من أوقفتهم عند حدودهم فأين رجولتك يا شهم حينما قلت كذا عن والدي الطفل أين جراءتك فرد إذ كنت تستطيع و إلا فأترك الردود لأهلها. والآخر غضبان على ما جرى في ذلك المسجد في أثناء خطبة يوم الجمعة وما أبداه الإمام للتحدث عن البلوغ وآداب الجماع لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا حياء في الدين) فيما معنى الحديث فأيهما أفضل أن نسمع مثل تلك الأمور على الملأ وبطريقة شرعيه سلسة بمفهوم واسع أم نراها بالفضائيات وأمام أطفالنا وبناتنا. يؤسفني ما أراه وأسمعه من متطفلين ومراهقين أن يمسوا تلك الكتابات الرائعة التي تثير الجدل فتشتت أفكارك ردودهم وتعيف الناس المنتدى بأكمله تواجد ضعفاء النفوس الذين يهتفون بعبارات استخفافية وليس ملائمة لا بالمكان ولا بالزمان فعلى سبيل الميثال لذلك الأخ الكريم الذي دفعه حبه لتغيير جو الموضوع بأن يدخل برد جميل في موضوع مثير ويقول (المهم كيف الحال ترى عندنا بالديرة مطر أنتم ما جاكم مطر المهم الصحة يا شباب) ويعاود الكرة كل خمسة أو ستة ردود لبعض المواضيع الهادفة. أحبائي فلنرتق بأسلوبنا أكثر من ذلك و لنكتب ما هو مفيد بالمكان الملائم ليس من هب ودب. فلديننا ووطنا وأحوالنا حق فلنكتب ما نسأل عنه يوم الحشر. وأذكركم بقوله تعالى بسورة ق (ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد) صدق الله العظيم. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين. عمير بن عواد المحلاوي (*) ينبع الصناعية ص. ب: 31730 البريد الالكتروني: [email protected]