خلقت الأنثى بغريزة لم تتكرر لدى الرجل وهي غريزة الأمومة ..والأمومة في التعريف الاصطلاحي هي علاقة بيولوجية ونفسية بين امرأة ومن تنجبهم وترعاهم من الأبناء والبنات . ويقودنا هذا التعريف الذي يشمل العلاقة البيولوجية المتمثلة في الحمل والولادة إلى إدراك مدى قدرتها على الصبر وتحمل الألم والمعاناة خلال تلك الفترة ناهيك عن الفترة التي تلي الوضع والتي يتجسد خلالها أسمى ما يمنحه الجنس البشري من مشاعر فهي حاضنة مثابرة تمنح من جسدها الغذاء ويكون العطاء في هذه المرحلة قد وصل الى القمة فلا عطاء يوازي هذا السخاء الأنثوي في المشاعر والأحاسيس والجهد البدني .. المرأة في أدوارها المتعددة في الحياة تستحق أن تمنح معاملة متميزة عن الرجل انطلاقا من كونها قد تميزت عنه بغريزة لا يملكها فقد يشقى الرجل ويجاهد ويعمل كي يقوم بدوره في المجتمع أو فلنقل في الحياة بشكل عام إلا أنه في نهاية الأمر لا يملك ذاك الدور السامي الذي تقوم به المرأة فأدواره في الحياة قد تكون منقوصة خاصة إذا وضع في مقارنة مع المرأة فهي الى جانب دورها المتمثل في عطاء الأمومة فهي أيضا تقوم بأدوار الرجل ... وفي بعض الأحيان يكون أداءها لتلك الأدوار أفضل بدرجات عديدة من الرجل .. فهي بطبعها وغريزتها تملك الصبر والمثابرة كما تملك القدرة على تحمل الضغوط والعمل تحت الضغوط كما وأنها قادرة على صنع قرارات مصيرية وحاسمة وقادرة أيضا على القيام بدور قيادي وذلك على خلفية قيادتها لكيان أسري قد يشمل عددا كبيرا من الأفراد حتى وان كان قليلا . على الجانب الآخر نجد أن المرأة في دور الأم تكون قد ارتبطت نفسيا بأبناءها وهو دور تعجز أعظم النظريات العلمية في تفسيره .. فهي من خلال ذلك الارتباط تكون قادرة على فهم طرق التعامل مع أبناءها فهي تعرف متى يكونون في حالات الألم أو الحزن أو الحاجة الى الاحتضان ... هي قادرة على أن توجههم التوجهات التي تجدها مناسبة لتكوين شخصياتهم ... فهي أشبه بعالم نفسي لديه العلم والخبرة في مجاهل النفس البشرية ... إذن فالمرأة بدورها أو علاقتها النفسية بأبناءها تكون قد وصلت الى مراحل متقدمة من فهم النفس البشرية وذلك من خلال ممارستها الغريزية المتمثلة في علاقتها النفسية بأبناءها ... في النتيجة نجد أننا أمام عنصر بشري تكاملت فيه عناصر البناء الذاتي .. وبالتالي فان الأنثى الأم تكون قد تفوقت على الرجل بما منحت من ميزات في تكوينها النفسي والبدني ... وهذا التفوق في رأيي لهو الأصلح لقيادة المجتمعات فمن كانت قادرة على بناء أسرة هي قادرة على أن تبني مجتمعات متفرقة بشتى صورها وأنواعها وتحولاتها وخلفياتها ... إنها الأم الأنثى التي خلقت ليس كمثل الرجل بل بخلق أسمى . شاعرة واعلامية سعودية [email protected]